يوم جديد مليء بالمهام كالعادة فها أنا أستيقظ بسبب أشعة الشمس البغيظة التي إقتحمت غرفتي قبل قليل، و صوت المنبه المزعج الذي رافقها .
خرجت من المنزل بعد إنتهائي من روتيني اليومي، إستقليت سيارتي -الفيراري- و إتجهت نحو أقرب مقهى في الطريق لأبتاع كوب قهوة ساخن لعله يزيدني نشاط و ينير أفكاري .
بداية يوم مذهلة .. صحيح؟
أكملت القيادة نحو شركة " بلو للدعاية و الأعلان " لأركن السيارة بالمرأب الخاص بالمبنى .
نزلت ساحبة حقيبتي متجهة لداخل المكان بخطوات رزينة و إبتسامة خفيفة تنم على ثقتي بما حققته من إنجازات بهذا السن الصغير ، حيث أنني لم أبلغ الثلاثين بعد .. نعم؛ أنا مديرة هذه الشركة !
ألقيت التحية على موظفة الأستقبال و من ثم ركبت المصعد لأضغط على الزر المؤدي للطابق الأخير بهذا المبنى الشاهق حيث يقبع مكتبي المميز .
دلفت لداخله بهدوء قاذفة بالمفاتيح على المنضدة المقابلة للأريكة بعشوائية، تابعت السير نحو كرسي المتحرك المصنوع من الجلد لأرتمي عليه بكل إسترخاء !
جلست مشبكة أصابع يدي ساندة إياهم على الطاولة أمامي حيث يوجد القليل من الملفات التي يجب علي مراجعتها .
تنهدت بعمق عازمة البدء بالعمل و لكنني تذكرت موعد طائرتي التي سبق و حجزت بها الأسبوع المنصرم، و التي أظن بأنني فوتها .
سحقا لك عقلي النبيه على تفويت الكثير من المواعيد بفترة وجيزة !
شعرت بالغضب يَتَأَجَّجُني، فكرت بالإتصال بمديرة أعمالي كي ألقي عليها اللوم و أوبخاها على عدم تذكيرها لي، و لكنني تراجعت عن ذلك بعد أن فكرت بأن أحجز مرة أخرى، فلا بأس إن تأخرت عن المؤتمر الصحفي بلندن ..أليس كذلك ؟
فتحت هاتفي لألقي نظرة على جدول أعمالي الممتليء فاليوم يجب أن أسافر للندن كما علمتم سابقا ، و من هناك سأذهب لباريس لأشتري بعض الأغراض اللازمة للمنزل ثم سأزور صديقة لي بنيويورك لأعقد معها صفقة مهمة و ..
توقفت عن قرأت هذه القائمة الطويلة و الزاخرة بالأعمال الشاقة لأزفر بأرهاق حتى قبل أن أشرع بتنفيدها، جديا أفكر بتعين موظفة تفعل كل هذه المهام ' المملة' بدلا عني !
عدت بجسدي للخلف كي أريح فقراتي المنهكة تزامنا مع سحبي لجاهز التحكم بالشاشة المعلقة أمامي بمسافة معقولة ، قمت بفتحها لألقي نظرة على الموظفين بمكاتبهم و ما إن كانوا يعملون أم فقط يتقاضون الأجور العالية للضحك و اللعب! .
وجدت بأن الجميع مهتم بعمله لذا قمت بدوري بإغلاق الشاشة مجددا لأباشر بتصفح الملفات القابعة أمامي بشرود، حتى شعرت بالباب يفتح و إقتحام مساعدتي الخاصة للغرفة بطريقة وقحة .
سأحرص على توقيع أوراق إستقالتها قريبا بعد قيامها بهذا الدخول المبهر !
نظرت لها بشيء من الغيظ، و مع ذلك لم أشأ الصراخ بوجهها فقط لأجل السنوات العديدة التي عملت بهم معي ، و لكنني تفاجأت بكونها تحمل بين يديها دلو ماء كبير لا أعرف كيف لها القدرة على رفعه حتى!؟ أتسائل كيف لم ألاحظ هذا عند دخولها ؟
ذكروني بأن أخد موعد عند أمهر طبيب عيون في أقرب فرصة !
لم تمضي ثوان من تساؤلي هذا و كانت تقف أمامي بوجه حانق، قائلة بنبرة مرتفعة تزامنا مع سكبها لدلو الماء فوق رأسي، حيث بدأت تتضح لي الرؤية و بأن هذه الموظفة هي .. أختي .
" إستيقظي من أحلامك أيتها الكسولة، أنه دورك بجلي الصحون " .
#ألاء_سالم
***********
رأيكم بالقصة ؟
أنت تقرأ
00:00
Randomلن تجد كلمات تصف سطوري .. فها هي ساعة الصفر تدق . #منوعات . كتاب يحتوي على مجموعة خواطر و قصص قصيرة من تأليفي الشخصي لذا أرجوا عدم السرقة ! من يود الإقتباس فليضع إسمي، للمحافظة على حقوقي الفكرية و بالتأكيد سأكون له شاكرة :) -دمتم سعداء- . يعتبر الج...