4

420 61 32
                                    

يوم جديد مليء بالمهام كالعادة فها أنا أستيقظ بسبب أشعة الشمس البغيظة التي إقتحمت غرفتي قبل قليل، و  صوت المنبه المزعج الذي رافقها .

خرجت من المنزل بعد إنتهائي من روتيني اليومي، إستقليت سيارتي -الفيراري- و إتجهت نحو أقرب مقهى في الطريق لأبتاع كوب قهوة ساخن لعله يزيدني نشاط و ينير أفكاري .

بداية يوم مذهلة .. صحيح؟

أكملت القيادة نحو شركة " بلو للدعاية و الأعلان " لأركن السيارة بالمرأب الخاص بالمبنى .

نزلت ساحبة حقيبتي متجهة لداخل المكان بخطوات رزينة و إبتسامة خفيفة تنم على ثقتي بما حققته من إنجازات بهذا السن الصغير ، حيث أنني لم أبلغ الثلاثين بعد .. نعم؛ أنا مديرة هذه الشركة !

ألقيت التحية على موظفة الأستقبال و من ثم ركبت المصعد لأضغط على الزر المؤدي للطابق الأخير بهذا المبنى الشاهق حيث يقبع مكتبي المميز .

دلفت لداخله بهدوء قاذفة بالمفاتيح على المنضدة المقابلة للأريكة بعشوائية، تابعت السير نحو كرسي المتحرك المصنوع من الجلد لأرتمي عليه بكل إسترخاء !

جلست مشبكة أصابع يدي ساندة إياهم على الطاولة أمامي حيث يوجد القليل من الملفات التي يجب علي مراجعتها .

تنهدت بعمق عازمة البدء بالعمل و لكنني تذكرت موعد طائرتي التي سبق و حجزت بها الأسبوع المنصرم، و التي أظن بأنني فوتها .

سحقا لك عقلي النبيه على تفويت الكثير من المواعيد بفترة وجيزة !

شعرت بالغضب  يَتَأَجَّجُني، فكرت بالإتصال بمديرة أعمالي كي ألقي عليها اللوم و أوبخاها على عدم تذكيرها لي، و لكنني تراجعت عن ذلك بعد أن فكرت بأن أحجز مرة أخرى، فلا بأس إن تأخرت عن المؤتمر الصحفي بلندن ..أليس كذلك ؟

فتحت هاتفي لألقي نظرة على جدول أعمالي الممتليء فاليوم يجب أن أسافر للندن كما علمتم سابقا ، و من هناك سأذهب لباريس لأشتري بعض الأغراض اللازمة للمنزل ثم سأزور صديقة لي بنيويورك لأعقد معها صفقة مهمة و ..

توقفت عن قرأت هذه القائمة الطويلة و الزاخرة بالأعمال الشاقة لأزفر بأرهاق حتى قبل أن أشرع بتنفيدها، جديا أفكر بتعين موظفة تفعل كل هذه المهام ' المملة' بدلا عني !

عدت بجسدي للخلف كي أريح فقراتي المنهكة تزامنا مع سحبي لجاهز التحكم بالشاشة المعلقة أمامي بمسافة معقولة ، قمت بفتحها لألقي نظرة على الموظفين بمكاتبهم و ما إن كانوا يعملون أم فقط يتقاضون الأجور العالية للضحك و اللعب! .

وجدت بأن الجميع مهتم بعمله لذا قمت بدوري بإغلاق الشاشة مجددا لأباشر بتصفح الملفات القابعة أمامي بشرود، حتى شعرت بالباب يفتح و إقتحام مساعدتي الخاصة للغرفة بطريقة وقحة .

سأحرص على توقيع أوراق إستقالتها قريبا بعد قيامها بهذا الدخول المبهر !

نظرت لها بشيء من الغيظ، و مع ذلك لم أشأ الصراخ بوجهها فقط لأجل السنوات العديدة التي عملت بهم معي ، و لكنني تفاجأت بكونها تحمل بين يديها دلو ماء كبير لا أعرف كيف لها القدرة على رفعه حتى!؟  أتسائل كيف لم ألاحظ هذا عند دخولها ؟

ذكروني بأن أخد موعد عند أمهر طبيب عيون في أقرب فرصة !

لم تمضي ثوان من تساؤلي هذا و كانت تقف أمامي بوجه حانق، قائلة بنبرة مرتفعة تزامنا مع سكبها لدلو الماء فوق رأسي، حيث بدأت تتضح لي الرؤية و بأن هذه الموظفة هي .. أختي .

" إستيقظي من أحلامك أيتها الكسولة، أنه دورك بجلي الصحون " .

#ألاء_سالم

***********

رأيكم بالقصة ؟

00:00حيث تعيش القصص. اكتشف الآن