🍃زائرة الضبابThe fog visitor🍃الجزء الاول 🍀( مكتملة )

✴💚الفصل الثاني عشر 💚✴

💙💚
                         ********
وقفت وان وو بلباس ازرق قدم اليها كهدية من كاي هوا مخصصا للتدريب ، بدت كمحاربة شرسة ومن الممكن ان تقود جيش دون ييه بنظرتها القاسية تلك ، كانت ترقص فرحا عندما اهداها اياه ، وقد ذكر لها انه سيناسب جسدها النحيل ويكون مرنا اثناء تدريبها ، تحمست لفكرة انها ستكون بمهارة كاي هوا في فنون القتال وربما تنازل مين سوك ليس هذا فقط بل ربما تطرحه ارضا تشفيا به . تحركت بنشاط للتوسط ساحة التدريب اين ينتظراها ، عاد قلب غوان وي لنبضه الغريب ، بدت جميلة ورشيقة ، حاول اخفاء امره ذاك وانشغل بترتيب السهام ،بينما تقدمت هي مبتسمة " انا جاهزة ..لدرسي الاول ..."
ضحك كاي هوا " تبدين كقائدة "
بغرور " سيكون عليك أن  تقدم احترامك لي "
تدخل غوان وي " انت توهمهما باشياء خيالية ...من الاخسن لك ان تعلمها بحقيقتها كاملة ...انت فتاة فاشلة و غبية و مصدر ازعاج لمين سوك وزد على ذلك انك توقعيه في المشاكل على الدوام "
ضيقت عيناها بخبث " ولكني بت رمزا للشجاعة فرغم حماقتي تلك...كنت اول من لاحق المهاجمين بينما كنت انت تغط في نومك "
صرخ "ياااااا "
بقوة " ماذا "
تدخل كاي هوا لفض النزاع " حسنا ..حسنا ....لنبدأ....وان وو ...تعالي  وقفي هنا " وقفت امامه بينما كانت تأخذ القوس بحماس ، كان يقف وراءها تماما وقد وصلت  رائحتها الجميلة الى انفه لتخدر حواسه ،لمس اصابعها ثم ضغطها بلطف  اطرف السهم " قوة سهمك ...تعني قوة ساعدك ...وقوة ساعدك تعني قوة عقلك وعزيمتك ....حينما يستقر سهمك بقوة في عنق احد ما ...سيكون اخر شيء يفكر به قبل موته هي ...قوتك " سحب السهم دون ترك يدها الى الوراء وشده بقوة ثم اطلقه ، قفزت بفرح عندما اصاب الهدف " لقد اصبته ....اصبته ...ياااي "
اقترب منهما غوان وي وافتك منها القوس " القوة ليست خطة نجاح ....انما صمودك وقدرة تحملك ....لا تدعي قوتك تذهب في رمية واحدة بل احتفظي ببعض منها لبقية الطريق "
عارضه كاي هوا " ولكن رمية قوية واحدة خير من الف رمية ضعيفة "
غوان وي " هل تعتقد ان المحارب عليه اظهار كامل قوته ، يااا ...سيكون عليه ترك القليل حتى يصل الى النهاية "
كاي هوا " لكني لا أؤمن بحرب طويلة ...اما ان تسحق عدوك فورا او انك ستخسر الكثير "
افتك منه القوس بعنف وفضاضة ،مما اغضب غوان وي الذي رد الفعل باسترجاعه
كاي هوا " انت ....انك تشتري حربا "
ظلت اعصابها منتبه في انتظار نشوب حرب وشيكة ، استفزه غوان وي " انك قائد فاشل لا تحسن ادارة الجيش ...سيكون علينا اعادة الترتيب وتكلفة شخصا يستحق ..."
لم ينتظر كاي هوا سماع المزيد بل لطمه بلكمة قوية على وجهه ، استشاط الحارس غضبا و قفز كنمر جريح عليه ،تشابكا كجبلين تصدعا بفعل زلزال ،وضعت وان وو يدها لتمنع صراخها ، كيف لها ان تنهي هذه المعركة ، تمسكت بكتفي غوان وي حتى تبعده لكنها فشلت في التشبث فيهما اضطرت لاعادة التجربة مع كاي هوا لكن حركته وارتفاعه أفشل مبتغاها ....قبل ان تفكر في حل اخر اكثر فاعلية ،توجهت نحوها لكمة لا تدري من صاحبها ، جعلتها تسقط ارضا فاقدة للوعي .
                     ******
كانت الرؤية ضبابية ومشوشة ،بينما كانت الاصوات واضحة وصادحة حتى تكاد تصم الاذان ، إنكمشت طفلة لا يتعدى عمرها الثمانية سنوات على نفسها واهتزت كتفاها ببكاء صامت مرير ، وعلى خطوات منها تواجها شخصان بالغان يتبادلان التهم والشتائم وقد ارتفعت اصواتهما ، كانت كل كلمة تصلها واضحة ، وضعت يداها الصغيرتان على اذنيها حتى تمنع سماعها و تواصل بكاءها دون توقف حتى تحول الى نشيج .....
"واااااان ووووو "
كان صوت كاي هوا مرتعشا يحمل في طياته فزعا لم يستطع اخفائه ، لكن غوان وي وقف مشدوها حائرا كمن فقد الكلام والسمع
"وااااان ووو ....افيقي ..."
تنفس الصعداء عندما تحركت اجفانها ببطء "ها هي طفلتي ...."
فتحت عيناها وقد تملكتها الدهشة من رؤية كاي هوا منكبا عليها وقد اخذ به الخوف مأخذا  عظيما "كاااي هواااا"
"اوو...ها انا ذا ...وان وو ...لقد افزعتني "
ساعدها على النهوض وهو يمسك بيدها ،اسرع اليها  غوان وي لكن كاي هوا دفعه بعنف "ابقى بعيدا "
لم يبدي اي ردة فعل وبقي على بعد خطوات منهما ،تأوهت وان وو بالم وهي تتحسس رأسها ،كانت تشعر بدوار خفيف "تلك الطفلة ...اوو...وان وو الطفلة كانت تبكي ...انها ...اووو "
قطب حاحباه " طفلة !؟ عن اي طفلة تتحدثين !؟"
ظلت تتطلع اليه ثم ابتسمت ، لقد كان حلما عابرا ....ولا وجود لطفلة معهما " اوو...الم تقل طفلة ..."
ضحك " كنت انت تلك الطفلة "
بدأ الدوار  يضمحل لكن الالم لم يبارح شق رأسها ، عقدت حاجباها عندما شاهدت  وجه غوان وي شاحبا " هل كنت انت من لكمني "
دمدم كاي هوا " انه متشدق جبان "
غوان وي " انا....انا...."
صرخ كاي هوا في وجهه " لا يمكنك ان تتأسف الان ...كدت تودي بحياتها ..."
دهش غوان وي من حالته تلك ، كان حانقا و يرتعد جزعا ، لو أصابت وان وو مكروها حتما كان سيقتله " انت...سيكون على كلينا تدريبها على حدة ...انت لا يمكنك ان تكون شريكا لاحد "
التفت الى وان وو " سيكون عليك زيارة هيون دونغ لفحصك "
طمأنته " انا بخير ..."
"مع ذلك سيكون من الجيد الذهاب اليه "
شاهده غوان وي يصطحبها معه ويتجها الى العيادة ، اي تعويذة القتها هذه الفتاة ، لقد تملكت روح كاي هوا ، و قلب مين سوك ،و....عقله هو .
********
قدم اليها هيون دونغ آنية فخارية بلون زمردي احتوت مشروبا اخضرا" سيساعدك مشروب اعشاب ااجبل لاستعادة نشاطك وقوتك ...ايخ....تتظاهرين انك فتاة قوية ولكن ...لكمة واحدة افقدتك الوعي "
"يااا كانت قبضته كالصخرة ...انا سعيدة الحظ اني لم امت "
دخلت هيا جي محملة ببعض الاوراق المجففة خاطبها هيون دونغ وهي تضعها ارضا " يا ...انت ...لما تتأخرين وتتكاسلين في عملك..."
دهشت من نبرته " ماذا "
"ايييتش...هل انت صماء...لا تتأخري في عملك واياكي والكسل ...والا سأضطر لتغييرك ....يا...وان وو ...هل تكونين مساعدتي "
وان وو "حقا....ولكني مريضة الان واعاني من دوار شديد....اممم...فلندع الامر الى حين شفائي ...مارأيك "
هيون دونغ " حسنا انا موافق"
صرخت هيا جي " هيووون دووونغ "
"ياااا لما تصرخين ...اي....انت امرأة مجنونة .. هيا هيا غادري لا اريد رؤية وجهك "
"ماذا "
"اذهبي "
"ولكن هيون ...."
قاطعها وهو يدفعها نحو الباب " لا اريد رؤية وجهك ....الان "
دفعها الى الخارج واقفل الباب ثم استدار نحو وان وو ، اشارت اليه بيدها مشجعة ، لقد اتقن دور اللامبالي بامتي
                     ********
قفز جي بيونغ من على ظهر حصانه ومشى متبججا أين وقف رجل طويل القامة ،عريض المنكبين تختلف ملامحه  وهيئته عنه ، بينما طوق اتباعه اامكان توقيا لاي هجوم ، تقدم نحو الرجل بخطوات سريعة ودون اية مقدمات او خطاب لكمه بقضبة يده القوية ، جعلته يترنح ،رفع الرجل رأسه محاولا كتمان مايعتلي ثدره من غضب ، مسح بكف يده قطرات الدماء التي نزفت من انفه ،صرخ جي بيونغ "ياااا. .يااااااا "
تنفس بقوة واحمرت  عيناه "كيف لك ان تتصرف دون اذن مني .....هل كنت تنوي قتل مين سوك !؟...ماالذي كتت تفكر به عندما بعثت برجالك للحاق به "
"جي بيونغ ...." حرك فكه السفلي حتى يتأكد من سلامته " انت تبالغ بردة فعلك .... "
"انت....لقد كان اتفاقنا ان تنتظر ريثما اثبت خيانته ...حينها انا من ساقتله لا احد غيري ... نحن نجتمع لامر واحد...وانا اعتمد عليك لانك احد الرجال الموثوقين في دون ييه ،لا تنسى اتفاقنا او اني ....ساكون مجبرا على قتلك ...جونغ لين ..." اقترب منه اكثر ورفع رأسه بيده ليواجهه " لا يمكن ان يكون اثنان يصدران الاوامر ...اما انا ...او ...." دفعه عنه " او انا ...لا احد غيري سيكون السيد..."
"انت تنتظر خطأ من مين سوك...وهو لن يقع في فخك....انه داهية ....لم تستطيع اثبات تورطه مع تشين ....ولن تستطيع "
عض على شفتيه بغضب " ابقى بعيدا...فقط ابقى بعيدا...."
"ولكن لم يكن هذا اتفاقنا ...ستكون حاكما  لمقاطعة ااشرق كاملة ...وانا سأثأر لموت عائلتي منه ....ان مصالحنا مشتركة...فلتكن مهماتنا مشتركة ايضا "
"جونغ لين....لا تثير غضبي اكثر...من الجيد اني قتلت اتباعك قبل ان يقعوا في يد قائد جيشه ...او كان مين سوك هو من يحكم مقاطعة الشرق "
استدار نحو حصانه وامتطاه بخفة ونشاط " جونغ لين .....فلتبقى بعيدا...ان اخطأت مرة اخرى وتحركت دون اذن مني ...سأقتلع رأسك وأقدمه لمين سوك ...كخائن "
لكز الحصان وانطلق كالريح عائدا نحو القصر تاركا جونغ لين في مكانه ،ضرب الارض برجله ليثير كتلة من الطين ثم صرخ في من معه " هيا. ...فلنعد بسرعة ...." تمتم " جي بيونغ....ستدفع ثمن اهانتك هذه .."
مشى امير دون نان بخطوات متوترة وقد ارتسم على وجهه مسحة من القسوة والحنق ، كان يتجه الى غرفته عندما تصادف  مع وان وو ،ابتسم ساخرا كعادته ولم يمنع نفسه من الحديث معها " اوو...كنت اظنك ربما تعانين من مرض ما جراء تلك الليلة الباردة ....فقد اختفيتي منذ ايام ولم يشاهدك احد"
حاولت اغاضته " كنت بجانب مين سوك....انا لا املك الرغبة في تركه "
امسك بذراعها وهزها بعنف وقسوة " سأكشف لعبتكم تلك . .وسيعدم مين سوك بسيفي ...اما انت ...فسأجعل ولي عهد تشين راكعا  خلف اسوار القصر يطلب عفوي ....ماكان عليه بعث جاسوسة مثلك الى دون بيه "
سحبت ذراعها منه وتحدته " انت تصر وبشدة على اني جاسوسة تشين ، رغم اني لا اعلم في اي اتجاه هي ...ان مشكلتك هي مين سوك ...وليست خيانته....انت تكره اخيك...وتريد التخلص منه باي ثمن ...قلت انك ستسعى لكشفي ...افعل مايحلو لك...وان احتجت الى مساعدة ما ساكون حاضرة ...لكنك لن تجد الا كرهك ذاك ...."
"مين سوك لا يحبك....اعلم ذلك علم اليقين ...ان قلبه لا يتسع لعشق امرأة ...ولاني اخيه فانا اكثر شخص يمكنه معرفة طباعه ...لا تنتظري ان يقدم لك احدهم  حبا  لم يُقدم له ...مين سوك لم يعرف طعم الحب منذ ان كان طفلا ....ولن يعرفه ....لا تنتظري منه ان يثق بك...لقد فقد ثقته بوالده عندما بعثه الى دون بيه ليتخلص منه كما فقد ثقته في اخوته ايضا ....انت مسكينة حقا"
ارتعش جسدها وأحست بضيق شديد يخترق صدرها ،لكنها ابتسمت مواجهة اياه " ان تحب ....هو ان تعطي دون مقابل ...ولا تنتظر رد الدين....انا احبه مين سوك....وسأناضل من أجله واجل هذا الحب ....اما ان يفوز حبي او يفوز كرهك...فليكن هذا التحدي هو الشيء الوحيد الذي يجمعنا "
"فليكن "
اكملت طريقها دون ان تلتفت وراءها ،متأكدة ان جي بيونغ لازال يلاحقها بعينيه ...يمكنها ان تشعر بهما .