✴💚الفصل الثالث عشر 💚✴

508 20 3
                                    

💚💛💜
                      *******
"اياكي ان تفكري اني واقع في حبك...فانا اكرهك بشدة " عادت كلمات مين سوك مجددا لذاكرتها ، اذا جي بيونغ كان محقا ...هو لا يعرف طريقا للحب...وان وو ...انت صاحبة حظ سيء في الحب ...فركت اصابعها بشيء من العصبية ثم حدثت نفسها " عليا ارغم نفسي على نسيان حبي لك....انت ستؤلم قلبي ...اعلم ..." رفعت رأسها لاكمال طريقها لكن ...كان هناك جسدا طويلا يقف بثبات "مممم...مين ...سوك "
ابتسمت متصنعة "هل اتيت للتو !؟ "
تقدم نحوها " هل فقدتي عقلك....انك تحدثين نفسك مالمجانين "
اذا هو لم يسمع ماقالته " اوه...انها بعض ....الكلمات ....اووه..."
"ايييش ....تعجزين حتى على نطق جملة منظمة ...انت مثيرة للشفقة ....يا.....كانغ وان وو ...ستأتين معي "
"الى اين "
"لقد جهزت لك قبرا ....سأجرب ان كان يرفعك ام عليا الحفر مجددا "
اتسعت عيناها جزعا "ق...قبر"
قال وقد بدأ يفقد صبره " يا الااهي .....هيا اتبعيني "
مشت خائفة وراءه ، لم تزغ ببصرها عنه ...كان جسده ممشوقا ورجولي لدرجة ان قلبها بدأ بالرقص مجددا ....كانت في حالة ذهول تامة لذلك صدمت به عندما توقف ،سمعته يتفوه  ببعض الكلمات من السباب و اللعنات ثم وجه اليها الحديث " تصرفي بلباقة واحترام ....سوف نلتقي بكيير كهنة غاو سين ....انه هنا ،لا تجعلني اشعر بالحرج مجددا"
"وهل وجودي يشعرك بالحرج "
"كثيرا "
طأطات رأسها في شيء من الخجل ، انك قاسي فعلا ولا تعرف كيفية التعامل مع النساء ...
"ماهو العيب "
"ماذا !؟"
"قلت اني اشعرك بالحرج....اي شيء بالضبط يشعرك بالحرج "
كانت قد تلألأت بعض قطرات من الدمع في عينيها ، يبدو انه قد آلمها ،عجز عن الرد وكان من الجيد قدوم غوان وي لانقاذه من ورطته تلك "سيدي ....عظيم الكهنة ينتظر حضورك "
وان وو " لنذهب " مرت دون ان تكلف نفسها عناء اخذ الاذن او انتظار مروره اولا وسط ذهوله هو و غوان وي ، لاح اليها كاي هوا يقف الى جانب رجلين بلباسهما البني  ،احدهم كان شابا في مقتبل العمر بينما الثاني كان على  النقيض عجوزا ،تجعد وجهه وبرزت عظامه، وكان رأسيهما قد حلقا تماما ، تسمرت ساقاها عندما شاهدت عصاه التي يتوكؤ عليها ، عقد في اطرفها قطعة قماش حمراء تداعبها الرياح الخفيفة ...قدمت لها ذاكرتها مشهدا اخر تظهر فيه تلك العصا وقد عقدت بها قطعة قماش كتلك....لكن الرجل الذي كان يحملها لم يكن الذي يقف امامها مباشرة...قبل ان تطئ بساقها كانت يد مين سوك تجذبها ،نظرت اليه فزعة فوجدته يحملق  الى الاسفل اين تجمعت كمية من المياة الراكدة ناتجة عن ذوبان الثلج ، كانت ستسقط في تلك القذارة وتلوث ملابسها ....لتحرجه مرة اخرى ....رمشت باجفانها وقد تضاعف انفعالها وهو يهمس لها " انت فتاة عمياء،صماء ...جالبة للمشاكل "
كانت كلماته ككل مرة قاسية ...تعودت سماع مثلها ...لكنها في تلك المرة كانت مختلفة...شعرت وكأنها اهانة كبرى وانه يستخف بها و يعتبرها مغفلة و جالبة للمشاكل حقا.
انحنى كلا الكاهنين وفعل مين سوك مثلهما .
كاهن غاو سين " سمو الامير تشاو مين سوك...انه لطف منك ان تفتح باب يين يان لنا ..."
مين سوك " وانه لعظيم الشرف قدوم الكاهن العظيم "
ابتسم الكائن بتواضع ثم ركز نظره على وان وو التي توترت وامسكت بيد الامير لتستمد منه بعض القوة ، دهش من ردة فعلها تلك لكنه ضغط بقوة على يدها بين اصابعه في رسالة منها حتى لا تجزع
الكاهن العجوز " هل انت هي الانسة الصغير كانغ وان وو !؟"
اشارت براسها موافقة" نعم "
الكاهن " هل ....لازلت تعانين من فقدان الذاكرة "
تدخل مين سوك " نعم....رغم محاولات الطبيب"
نظر اليها منتظرا تأكيدها" نعم....لا اتذكر شيء " اخفت حقيقة انها تذكرت  احداث مشوشة  يمكن ان تثبت هويتها
الكاهن " انسة كانغ وان وو ....لقد طلب سمو الامير منا ان نساعد في علاجك "
نظرت اليه وقد اعترتها الدهشة ، انها المرة الاولى التي تعلم انه يسعى لفعل شيء لاجلها
أكمل الكاهن بوقار " ان جبال غاو سين ستكون مناسبة لها لاسترجاع ذاكرتها "
تفاجأ مين سوك من قرار العجوز وضغط  أصابعها اكثر ،هذا يعني .  وان وو ستترك القصر
مين سوك "هل ...هذا ضروري "
الكاهن : نعم....كن على يقين سيدي اننا  سنعتني بها جيدا لحين عودتها سالمة "
ومضت عينا العجوز بشيء غامض ارتعش لها جسد وان وو ونظرت الى مين سوك مستعطفة. ...هل سيتخلى عنها !؟.
                       ********
"غاو سين " بدى الاسم غريبا بعض الشيء ، حاولت نطقه الكثير من المرات ،لكنها وجدت نفسها تكرهه و بشدة رددته بحنق"غااااو سيييين .."
"انها جبال الكهنة " كان مين سوك المتكلم ،قفزت من مكانها "ك...كنت...."
تنهد واقترب منها خطوات بينما كان ينظر الى السماء،بدى مختلفا كليا عن عادته " هل ترغبين في اعادة ذاكرتك حقا "
طأطأت رأسها ، ان اجابت بنعم فهذا يعني انها ستتركه وتترك يين يان ...وان كانت اجابتها لا فهذا يعني انها سترفض فرصتها الوحيدة لتعرف  حقيقتها
"وان وو....كانغ وان وو" نظر اليها " ....حين عودتك من جبال غاو سين... سيكون لك اسما اخر "
"وهل ...سيختلف هذا كثيرا بالنسبة اك "
استدار ليواجهها ،تطلع اليها وقد اكتسحت وجهه ملامح غريبة كما تقطب حاجباه في شيء من الجدية والحزن " لن يختلف ..."سكت للحظات ثم اردف " ما ستتذكرينه لن يخفي حقيقة انك زائرة الضباب "
"هل ...سأبقى هناك لفترة طويلة "
"يقول كبير الكهنة...ان الامر مرتبط بك....لكنه سيستغرق بعض من الاشهر "
برعب"اشهر !؟.."
ابتسم بيأس " وربما لاعوام....وان ووو ...سيكون عليك القتال من اجل اعادة ذاكرتك بسرعة...عليك العودة الى يين يان "
ارتبكت من ليونته تلك " ولكن....ستكون ... سعيدا...في غيابي ...اقصد لو لم اعد أو تأخرت عودتي...لن تقع في مشاكل بسببي ،لن تُحرج من افعالي ، لن تضطر لتغير مسارك حتى تنقذني ولا ان تكذب لمنع جي بيونغ من قتلي "
اشاحت بنظرها بعيدا حتى تخفي دموعها ،لكنه كان قادرا على رؤيتها "وان وو....ماذا لو ....عادت ذاكرتك....ووجدتي نفسك عدوة لي ...."
"أتقصد ...ان اكون جاسوسة تشين "
ابتسم رغما عنه " لكنك ...لست بجاسوسة "
"هل تثق بي اخيرا "
"كنت اثق بك دائما ..."
اشتدت نبضات قلبها حتى كادت تجتاز صدرها "مين سوك ....ماذا لو لم اعد ....اقصد....لو حدث امر ما...واكتشف من انا ....وذهبت الى موطني ...."
"ستأتيني لتوديعي ....وان لم تفعلي ...." زفر بقوة " لكنك ....لن تذهبي ...."
جلبت انتباههما ضجة  صادرة من العيادة "يبدو ان هيون دونغ يحتاح الى بعض المساعدة....ان السيدة هيا جي غاضبة منه وقد تركت العمل معه ....كان ذلك بسببي ....كنت اسعى لتقريبهما ...لكني باعدت بينهما" نظرت اليه " علي ان اهتم بشؤون العيادة الان "
تجمد لسانه وسكن جسده كان عاجزا عن منعها ، كبرياءه العظيم ...مازال حاجزا بينهما....ابتعدت لخطوات واتخذت مسار العيادة ، ثقلت رجلاها وحملتاها على وهن ....تلك الفتاة الغامضة....اوقعته ارضا ...تحدته وتجرأت لتناقش قرارته بل أثرت فيها ، تلك الحمقاء الجاهلة لاداب القصر جعلته ينقذها في كل مرة دون ان تطلب منه ذلك حتى دون ان يفكر بالعواقب الوخيمة .....وهو الآن لا يريد تصديق فكرة ذهابها ، لم يستعد بعد للتوديع .
ناداها"وان ووو "
توقفت عن السير والتفتت اليه بطاعة ربما كانت تنتظر منه ان يستوقفها ، اسرع اليها " انت...لا يمكن ان تصبحي كاهنة ....يمكنك البقاء هناك قدر ما تشائين ...لكن...عليك العودة ...س...سأنتظرك ...حقا سأنتظرك حتى لو..."
"لتكرهني مجددا....اقصد....ستنتظرني لتكرهني كما تكرهني الان "
دمدم " انت حمقاء حقا "
حاولت ان تبدو مرحة كعادتها"اعدك....لن اصبح كاهنة "
ستبكي .....لا تعلم لماذا ولكنها تشعر بالم يمزقها....كأنها تقتلع روحها منه. . ..تلقفها حينما كانت تهم بالمغادرة.....أخذ وجهها بين كفيها ليقبل شفتيها ...وان وو....اني احبك....هل هذا السبب كاف لعودتك ؟....                
همس اليها "ستعودين.....الي "
هل كان يسألها ...ام كان يأمرها ...ام هو يطلب منها ذلك ،لازال جسدها مخدرا من قبلته ، تجمدت شفتاها ولم تقوى  على قول كلمة ما ، هل يكون الو داع غالبا بهذا الشكل !؟.
وقف كاي هوا مشدوها وهو يشاهد  قبلاتهما ، كان يعتقد ان حبه لتلك الطفلة لا يقبل المشاركة ....ولكن شريك عشقه كان سيده ...مين سوك كان شابا قويا لا يخشى الموت والقتال ،بل انه قاتل جنب الى جنب معه في الثلاث سنوات الماضية ببسالة وشجاعة ، كانت امنيته التي لم تتحقق ان يصير حارسا ليدفع روحه بدلا عنه .....ولكنه الان ...أخذ منه تلك الصغيرة ....عادت ذاكرته لتلك الكلمات التي قالتها له وان وو " انا احبك " ....كان حبا آخر غير الذي يحمله لها....هي تبادل مين سوك المشاعر ...ولا عزاء له الا ان يتناسى ارادة قلبه ....ويواصل اداء واجبه كقائد للجيش .
ظلت تتطلع اليه دون ان تنبس بكلمة واحدة مما اضطره لاعادة رجاءه" وان وو ...يجب ان تعودي....سأقبل اي صفة قد تعودين بها "
وكأن  طلبه ذلك لم يكن باهمية سؤالها " هل تحبني!؟ "
سمع مجددا جلبة آتية من العيادة ،انتظرت رده ،لكنه بقي صامتا ،لو ....كان يحبها ماكان ليسكت ويستغرق كل هذا الوقت للتفكير  "سأذهب "
استدارت ذاهبة ولم يقوى على منعها في  تلك المرة ، اتكأت على احد الجدران عندما تأكدت انها أصبحت بعيدة عن ناظره ، سمحت لبعض الدموع بالنزول ،لا بأس ان خففت عن نفسها عبء آلام قلبها ...لكنها اسرعت لتجفيفها ومحو آثارها ثم اتجهت نحو هيون دونغ ، يبدو ان حادثة ما قد وقعت فقد كانت اعداد المصابين كثيرة ،سألت احدهم مستفسرة " ماالذي جرى !؟لما كل هذه الاصابات "
أجابها الجندي " كنا في طريق العودة من دورياتنا الليلة عندما انهار بنا الجسر "
كان يبدو حادثا مأسويا بالنسبة لها " هل هناك ...وفيات "
ااجندي " عشرة او اكثر قليل "
***كانت تلك الفتاة من ذاكرتها تجري حافية القدمين وكان فستانها قصيرا بلون السماء تهدل شعرها الكستنائي على كتفيها ،بينما اخذ الريح منها بعض الخصلات كانت تنادي احدهم بشكل غير واضح ....ثم ارتمت على الارض لتسند تلك المرأة من ذاكرتها ....تلك التي كانت تعاتب ذلك الرجل ....بدت فاقدة لروحها بينما كانت تلك الطفلة تهزها بكل قوتها وتمسح الدماء من على وجهها ،اخيرا استطعت ان تسمع كلماتها "امــي.....أمــي....لا تتركيني ....أمــي"
"أمك " استغرب هيون دونغ وهو يقترب منها " هل قلت امك !؟"
رفعت رأسها اليه وقد عادت دموعها للنزول ، اتسعت عيناه بدهشة " هل....عادت اليك ....ذاكرتك "
أشارت برأسها لا " لا....ولكني ...اعتقد ان....عالمي كان ...مختلفا عن عالمكم هذا !؟"
"ماذا !؟"
"تراودني ....احيانا احلام يقظة ....تظهر طفلة صغيرة ....اعتقد....ان تلك الطفلة هي ....انا ...لقد رأيتها للتو ...تفقد أمها"
تأثر الطبيب ورق لحالها "وان ووو ..."
احتضنها بشيء من الحنان الابوي " يا لعفريتتي الصغيرة....ان عودة الذكريات شيء مؤلم....لكنك فتاة قوية....قاومي....اقتربت النهاية "
دخلت هيا جي ودهشت من مشهد الاحضان ذاك بينما كان المصابون يتزايدون "أيها الطبيب "
تسللت وان وو من احضانه بشيء من الحرج ، مسحت دموعها على عجلة ثم انطلقت تساعد في لف بعض الجراح ،وفعل هيون دونغ مافعلته دون ان يبرر الامر لهيا جي التي ظلت واقفة وقد اصابتها الصدمة .
حاولت الهروب من نظراتها المتشككة بل كانت تهم في بعض اللحظات بمصارحتها بالامر ،لكن هيون دونغ رفض ذلك....لازال يحز في نفسه صدها له بتلك الكلمات القاسية...ربما كان يعاقبها ولكنها اعتقدت ان افعالها لا تستحق ذلك النوع من العقاب ، كانت هيا جي ستطلب  منه مسامحتها وربما تعترف بحبها له لو وجدت بعض الليونة منه. استمرت في مساعدتها الى اخر الليل  كانت قد ضمدت جراح اخر جندي ، حينها ارتمت مجهدة وقد تمكن بها التعب  ، عادت اليها تلك اللحظات التي كان فيها مين سوك يقبلها ، توردت وجنتاها بخجل ،وضعت كفيها لتغطي وجهها ،انه شعور رائع ان يبادلك احدهم نفس المشاعر ...ولكن مهلا....هو لم يعترف بذلك....لقد....ظل ساكتا ولم ينبس بكلمة واحدة....ولكن !؟....هل يقبلها دون ان يحبها ؟
"هيووون دونغ "
كان ينظم بعض الاعشاب "ما الامر "
"هل ....يقبل الرجل فتاته ....لانه ...يحبها ام....ربما له اغراض اخرى "
"اومموو...انظروا لتلك الشيطانة صاحبة العقل البذيء" ضربها على رأسها مؤدبا " عليكي ان تشعري ببعض الخجل مني ...ولكن ...مهلا....هل قبلك احد ما !؟ " وضع يده على فمها ليمنع شهيقه " هل ....هل.....قبلك مين سووووك.....يا الاهي ...."
نفت بشدة " لا لا...لا..."
"يااا ...انت " اخذ بيده آنية لضربها " لابد انه قبلك....ايتها العفريتة ...كيف تسلمين شفتاك لشاب "
"لكنه ...الامير ....انه حاكم المقاطعة "
"يااا...ها انت ذا تعترفين....لقد قبلك فعلا..."
كان يهم بضربها عندما تدخل كاي هوا ،بدى محرجا بعض الشيء ،ربما سمع ماكان يدور من نقاش بينهما "هيون دووونغ....وان وو "
اسرعت اليه لتختبئ من  تهديدات الطبيب الذي بدأ في اعادة ترتيب شعره " سيد ...كاي هوا ؟..."
نظرت اليه بعين مستفسرة " احم....اه....جئت لتفقد حال المصابين ...و ....لاخبر وان وو ان ...انه حان ...موعد سفرها رفقة الكهنة "
سألت بتردد " و...متى "
"غدا "

🍃زائرة الضبابThe fog visitor🍃الجزء الاول 🍀( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن