💚الفصل الخامس عشر 💚

478 17 3
                                    

💚💛💛💛
*********
صوتها ....جعل انفاسه تتتابع بشكل سريع ...انه يشتاق اليها ...وقد نزلت كملاك من السماء مرة اخرى، انحدر نحو المسلك الترابي وقد اعتلت فمه ابتسامة حرضت وان وو على القفز والركض نحوه ، ارتمت تحضنه بشدة..شعر وكأن قلبه توقف عن النبض من شدة انفعاله وتوتره ،ابتعدت عنه قليلا "اشتقت اليك ....صديقي" في اشارة منها حتى يتذكر عرض الصداقة الذي طلبه منها
فرك فروة رأسها كما تعود الفعل "من الجيد رؤيتك "
اتسعت عيناها بدهشة عندما رأت الجنود يصطفون قريبا منها " هل ...هل كل هؤلاء الجنودد....لقتلي ام لاستقبالي "
" كنا ننصب كمين لكم ..."
"ماذا "
ضحك ليبرز اسنانه البيضاء" كان عليك حمل راية غاو سين ...كان جنودي سيتعرفون عليك بسهولة "
"اننا نخفي وجهتنا و هويتنا ...قبل اشهر قليلة ...قتل احد الكهنة ...وكان مستهدفا وماسهل العثور عليه هو راية غاو سين...لابد انك سمعت بتلك الحادثة "
هز رأسه موافقا ،ثم تطلع اليها بحب ولهفة جعل وجنتاها تتوردان بشكل واضح " لا تنظر الي بهذه الطريق ....لا استطيع المقاومة "
ضحك مجددا كعادته عندما يكون معها ،سألته مجددا وهي تضعه يدها في ذراعه " هل وجدت فتاة !؟...لقد مضت سنة كاملة ...لابد انك تزوجت وانجبت...هل اصبحت لك طفلة ...لا يمكنك ان تحبها اكثر مني ...فانا طفلتك الاولى لا تنسى "
ضغط يدها " للاسف ...فشلت في ايجاد واحدة لي "
"أووو ..لقد خمنت ذلك...انت تفضل القتال و الحرب على النساء"
ولكن ...وان وو....انك انت حبي ...وفتاتي ...وقلبي لا يتسع لاخرى "كانغ وان وو "
"نعم "
"هل ....عادت اليك ذاكرتك "
اضطرت للكذب " لا....لا....في الحقيقة لقد مضت سنة كاملة ...ولم يحصل اي تغيير في حالتي ...لذلك طلبت من كبير الكهنة ان اعود الى يين يان ...وقد أذن لي "
انت تكذبين....يمكنني تخمين ذلك...ولكن ...لما تفعلين ذلك....لا يمكن ....أيعقل انت تخفين هويتك ...لانك ...تنتمين الى تشين !؟.
"كاي هوا ...علينا العودة بسرعة قبل حلول الظلام "
هز رأسه موافقا واشار الى جنوده للاستعداد والعودة الى القصر أين بقي مين سوك ينتظر وصول خبر منه ...كان يذرع الغرفة ذهابا وايابا عندما دخل غوان وي ،سأله متلهفا " ماالامر ..."
غوان وي " لقد جاءنا خبر من كاي هوا "
مين سوك"ايه...."
غوان وي"إن الفرسان هم أتباع كهنة غاو سين"
مين سوك "هل قلت ....غاو سين "خفق قلبه بمرح " أتقصد....ان ....وان وو ...ستعود اخيرا "
لقد اخفق في اخفاء سعادته بل ان الامر بات واضحا بالنسبة الى غوان وي ، فحالة سيده بعد ذهاب وان وو كانت سيئة ، رآه في الكثير من المرات يجلس في الاماكن التي لاطالما جلست فيها هي ، وفي الكثير من الليالي ،كان يقف في شرفته ناظرا الى شبح جبال غاو سين البعيدة ....وفي الكثير من المناسبات كان يطلب حضورها او ينادي احد بأسمها دون وعي منه...وهذا ما عزز شكوك حارسه وأصبح بذلك متأكدا انه سقط في محنة الحب وما كان ليفعل ذلك الا اذا كان يشتاق اليها...لينضم الى بئر العشق الذي سبق وسقط فيه هو وكاي هوا
غوان وي " نعم....ان ...كانغ وان وو ...قد عادت ....ستصل قريبا "
مين سوك " ياا...غوان وي...فلتعطي الامر لوصيفات القصر حتى يجهزوا لها غرفة الضيافة ...وليوفوا كل ماتحتاجه من سبل الراحة والرفاهية "
"غ...غرفة الضيااافة !؟" حدجه مين سوك بنظرة شزرة " نعم....سأجعلهم يجهزونها ..." انحنى غوان وي قبل خروجه وقد اعترته موجة من المشاعر المتضاربة ، بين الفرح والغيرة و الشك...المهم بالنسبة له ...ان وان وو ...عادت .
*******
أن تعود كانغ وان وو بعد سنة فهذا يعني انه يستطيع اخيرا أن يراها دون الحاجة الى احلام اليقظة وزيارة شبحها له ، تلك الشهور مضت لكنها خلفت في نفسه شيء ما جعله يدرك انه يحبها فعلا ...لطالما انتظر عودتها على احر من الجمر ...اتخذ قراره أنه وبعودتها اليه ...سيعرض عليها حبه وربما يقررا معا الزواج وتكوين تلك الاسرة التي تمناها منذ امد بعيد، تحرك داخل الغرفة في شيء من التوتر والعصبية ، عليه ان يمرن نفسه على كيفية استقباله لها "مرحبا وان وو ...ها قد عدتي اخيرا ...اووو...لا ...أبدو احمقا بهذا" حاول جعل ملامح وجهه قاسية " وان ووو....انت عدت اذن ...ايييتش ...أبدو كقاتل امام ضحيته ..لا يمكن ان اخيفه بهذه الطرقة " رجع بسرعة الى مجلسه عندما سمع صوت هيون دونغ يطلب الدخول ، لو شاهده احدهم بحالتك تلك ...ستكون قمة الاحراج ، اتخذ وضعية جلوسه الاعتيادية ليضمن وقاره وهيبته "تفضل "
دخل هيون دونغ وقد سيطرت عليه كمية كبيرة من السعادة " سيدي ...هل ما سمعته صحيح....شيطانتي الصغيرة في طريقها الى القصر !؟"
"ماذا ...ش...شيطانتك ....يا هيون دونغ ...انت في حضرة الامير ..."كان يشعر بنوع من الغيرة ،لا احد يحق له مناداتها باسم اخر غير وان وو .
انحنى هيون دونغ في شيء من الخجل ثم رفع رأسه كمن تذكر امر مهم وكانت تلك عادته " لا بد اذن...انها تتذكر من تكون ...اوو....هذا جيد "
"نعم....هذا ...جيد "
"اذن سأذهب لاجهز نفسي ....عليا ان اظهر بشكل مناسب ...سأستحم و اغير ملابسي هذه "
قفز من مجلسه " يا انت ...لما ستستحم وتغير ملابسك....ان ...الامر لا يستحق كل ذلك "
"ولكن ....عفريتتي الصغيرة عاااائدة ...واني اشتقت اليها كثيرا " انحنى واستدار خارجا وقد دب فيه النشاط من جديد
دمدم مين سوك " عفـ...عفريتتك الصغيرة !؟....يااااا....لا يحق لك ان تناديها بهذا الاسم....وان وو...ليست شيطانة احد ..." كان هيون دونغ قد خرج فعلا ولم يكن قادرا على سماع تذمره ، فرك فروة رأسه ثم حدث نفسه وهو يتفقد ملابسه " اعتقد....اني انا ايضا في حاجة الى الاستحمام وتغيير ملابسي"
أسرع باستدعاء الخصيان وامر بتحضيرات مايلزم لاستحمامه ، كانت رائحة المياه منعشة وقد نثرت فيها وريقات من الورود ذات الروائح الجميلة ،سيكون جسده معطرا وبامكانه الاقتراب قدر الامكان منها ...جاء ثلاثة خصيان يحملون رداءه الجديد ومعه بعض الملابس المطوية بعناية ، سيختار ما تطيب له نفسه ،عليه ان يكون انيقا يجعل قلبها يصرخ "انت وسييييم مين سوك...ان جسدك قوي " ابتسم لتلك الذكرى عندما صارحته باعجابها وهي ثملة ، جهز نفسه وبلل عنقه ببعض القطرات من العطر ومشى مختالا بنفسه ، وقف غوان وي مشدوها ....بدا سيده كمن يستعد لزواجه وليس لاستقبال زائرة الضباب ...ضربه مين سوك على كتفه حتى يعود الى رشده
"غوان وي....ماالذي اصابك "
"اه ...يا....سيدي... لقد ...وصلت...كانغ وان. وو و كاي هوا "
ابتسم "هذا جيد " ثم انطلق بخفة نحو ساحة القصر ، ظل حارسه واقفا متعجبا ، لكنه تمالك نفسه اخيرا ولحق به . ترجلت وان وو من على حصانها ومشى بجانبها كاي هوا ، كان من حين الى اخر يسترق النظر اليها ،صاح هيون دونغ كمن مس بجنون "وااااان ووو " اسرع اليها بركض خفيف رافعا يده حتى تراه ، ابتسمت حتى كشفت عن بياض أسنانها وبادلته النداء" هييييون دونغ " كادت اذن كاي هوا ان تصيب بالصم من صراخها ، خيل اليه انه شبيه بلقاء حبيبين ، ولكنه يعلم ان الطبيب واقع فعلا في عشق احدهم ...احتضنها بقوة حتى كاد يكسر عظامها ثم ضربها على رأسها مؤنبا "ياااا...لما تغيبين سنة كاملة ...اه...انظروا اليها كيف اصبحت ...لما وجهك شاحب هكذا...لقد خسرت بعض ااوزن ..." امسك وجنتاها كطفل صغير " حتى انك فقد وجنتاك المنتفختين "
اتسعت عينا مين سوك وكاد ينقض عليه ، إنه يعاملها بحميمية اكثر منه ...كضم غيضه وحاول السيطرة على غيرته تلك....لم يكن سريع ااغضب بشأنها قبل ذهابها ...ارتخت قبضته وتصنع ابتسامة ،ثم تدخل ، دفع بهيون دونغ عنها بشيء من الرفق رغم انه تمنى كسر عظامه ....نظرت اليه بتمعن ...محاولة ان تشبع جوعها العاطفي نحوه....حسنا ...اعترفت انه بدا اكثر وسامة من السنة الفارطة ...لكنه هو ايضا خسر بعض الوزن ...ثم انه بدا مسرورا وومضت عيناه ببريق لم تعهده ...يعلم ان مشاعره تلك باتت تصدر احكاما وعليه تنفيذها ...لذلك وجد نفسها يحتضنها و يضغطها نحوه بقوة ....اثارت حركته تلك استغراب ااجميع ....بما ذلك هي ...لم تنتظر ردة فعله تلك....لكنها استسلمت لعناقه دون تعنت ...انه شيء لطيف ...قبل سنة كان قد قبلها ...والان هو يحتضنها بقوة ....هذا يعني انه هو ايضا اشتاق اليها كثيرا .
********
كان هناك توترا بينهما حاول تهدئته ، بينما حاول هي ايجاد كلمات تفتتح بها حديثهما ...كان لديها الكثير ...ولكنها الان تقف عاجزة ، وقفا الاثنان ينظران الى انعكاس ضوء المشاعل على المياه المتجمدة في بركة القصر ، بعد استقبالها قررت التحدث اليه عن انفراد...وكان طلبها ذلك مقبولا ...لو لم تبادر هي ...كان هو من فعلها
"شكرا لك "
فاجأه شكرها " و...لماذا تشكريني "
" لقد كنت تعتني بي جيدا في جبال غاو سين "
"كيف سأعتني بك بينما انا لم اغادر يين يان!؟"
"اخبرني الكاهن انك كنت تبعث بأحدهم للاطمئنان علي "
ابتسم ليخفي ارتباكه " حقا...ربما كانت فكرة كاي هوا ..." انكر رغم انه كان هو من فعلها
كانت تعلم انه يرغب بذلك السؤال بشدة لذلك أجابته مباشرة " لم تعد ذاكرتي بعد....كنت احاول لسنة كاملة ...ولكني فشلت...ولاني وعدتك بالعودة ...ها انا ذا ..."
ارتخت عضلات وجهه وشحب للحظات قبل ان يتصنع الابتسام ، لم يكن هذا ما يرغب به " من الجيد انك عدتي ...ربما اجواء دون بيه تساعدك على التذكر "
كان متساهلا جدا حتى انه لم يعترض ولم يستشط غضبا كما كان يفعل ،بادرت بالحديث مجددا ،بل هذه المرة غامرت فعلا " دون بيه في خطر ...كيف ستنقذها "
نظر اليها مطولا ثم رد " منذ اربعة سنوات ...كانت دون بيه تحترق...و احتلها المتمردون والمجرمون ....كنت انا من أعاد اليها الهدوء....الامر سيان....ستهدأ الاوضاع قريبا ...."ابتسم رغم كمية الالم الواضحة على وجهه " بامكاني ضمان سلام دون بيه "
"هل تستطيع صد هجوم تشين الوشيك...امام تهديد اجتياح اخيك للمقاطعة "
"يبدو انك ...أصبحت مطلعة على كل الاومور الداخلية لدون بيه....هل هذا ما علمك اياه كهنة غاو سين "
""الامر بات واضحا وجليا ...انك انت وجي بيونغ اصبحتما عدووين ...وكلاكما يبحث عن خطأ واحد ليزيح الثاني ..اظن ان مثل هذه الخلافات لا تخدم صالح اي احد منكما...عليك تأجيل رغبتك في العرش الى حين التخلص من خطر تشين"
"رغبتي في العرش !؟...ومن الذي اخبرك انني ارغب به "
واصلت الحديث وكأنها لم تسمعه"ليس هذا فحسب ...عليكما ايضا ان تتعاونا وتتفقا معا في الوقت الحالي"
"يااا...انت ..ماالذي تهذين به...جي بيونغ !....لا يمكن ان اتفق معه ولا ان اتعاون معه ...هذا مستحيل "
"اتعني انك ستسمح لتشين باحتلال دون بيه ودون نان وبذلك يسقط شرق تشهو وان ...وتسقط معه المملكة !؟...احقا ترغب بذلك !؟"
" انت لا يمكنك ان تتدخلي في مثل هذه الشؤون "
"ساساعدك "
قال متهكما " وكيف ستكون مساعدتك...هل ستنضمين الى الجيش ام انك تصبحين حارسة لي وتكونين درعا امام موتي "
" ان اضطر الامر ...سأفعل "
توقف عن الكلام للحظات ، ظل يراقبها وقد لمعت عينها باصرار ، زفر بضيق " وان وو...او مهما كان إسمك...انها حربي ...حربي انا ...لا اريدك ان تزجين بنفسك فيها "
"مين سوك....لديا شيء هاما لاخبرك به....لكن...يجب ان يكون جي بيونغ حاضرا "
"انت تحلمين " استدار تاركا اياها
لكنها واصلت حديثها "افعلها ....من اجل دون بيه....لا تكن الامير الذي فرط بمملكته بسبب كرهه لاخيه "
ضغط بأسنانه على شفته السفلى ، وان وو ...انا لن ...اكون اخا لمن لم يعتبرني يوما من عائلته .

🍃زائرة الضبابThe fog visitor🍃الجزء الاول 🍀( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن