الفصل الأول

4.9K 101 3
                                    

وسط غرفة صغيرة دافئة.. جالسة فتاة ذات شعر بني غامق فطرف السرير.. عينيها العسليين موجهين للساعة الحائطية الي قدامها.. الهدوء فالغرفة من غير صوت عقارب الساعة الي كيتسمع.. توازنا مع رجل الفتاة الحافية الي كتضرب بيها مع لأرض من توثرها..
فجأة تسمع صوت صاخب للهاتف الأرضي.. خلاها توقف بسرعة و هرعات ناحيتو.. هزات السماعة حطاتها عند وذنها و كيف سمعات صوتو سدات عينيها براحة..
جا صوتو الخشن و هو كيقول..

جابر : غادي تلقايني فالدرب الي وراكم
رباب : ميمكنش ليا نخرج دابة.. راه 10 هادي
جابر : عاد ساليت التداريب و جيت عندك نيشان.. ماتوحشتنيش!
رباب : ' بعد صمت ' تـ توحشتك.. بـ بزاف
جابر : حاولي تخرجي باش نشفوك و نيت عندي شي حاجة مهمة نقولها ليك
رباب : اوك هاني جاية

حطات رباب السماعة و قلبها كيضرب بسرعة.. أسبوع داز مشفتوش فيه و كانت تسنى اتصالو.. وقتما كانت عندو مبارة مهمة مكتبقاش تشوفو بسبب التداريب.. و اليوم كانت عارفة غيتاصل بيها بعدما يسالي الماتش..
نزلات عينيها شافت فالبيجامة الي لابسة.. مشات بسرعة لبلاكار حلاتو و هزات سروال جينز لبساتو مع تريكو قطني و دارت فوقو جاكيط.. سرحات شعرها الطويل و دارت عكر وردي لشفايفها.. شافت راسها فالمراية بغير رضى و و مدات يدها بغات تحيد النظارات ديالها..
رجعات دارتهم و تحنات لبسات سبرديلتها.. حلات باب بيتها بشوية و تمشات بهدوء.. نزلات مع الدروج فالظلام.. وقفات عند اخر درجة كتشوف بملامح جامدة فباب غرفة والديها.. بدون متردد مزال تمات خارجة بعدما هزات سوارت الدار من فوق الطابلة..
جرات بسرعة حتى خرجات من الحومة ديالهم.. عاد رجعات كتمشى بشوية و هي كتقلب عليه بعينيها.. كانت الدريبة شبه خاوية و المارة قلال.. بانت لمعة خاصة فاش لمحاتو من بعيد جالس على دراجتو النارية..
مشات ناحيتو و دقات قلبها رجعو كيضربو بوثيرة مسرعة.. وقفات قدامو و حنات عينيها.. شاف فيها بتمعن و فخصلات قصتها القصيرة الي كيحركم الريح و الي زادو من طفولية وجها.. مد يدو القوية و جرها بخفة لصدرو..

جابر : ' عنقها و همس عند وذنها ' حتى انا توحشتك
رباب : ' حسات بالحرارة طالعة لوجها ' جابر
جابر : ' شاف فيها ' مال الحوب مقلق عليا
رباب : ' هزات عويناتها العسليين شافت فيه ' لا بقيتي كتغبر بحال هاكة غادي نخليك
جابر : ' هز راسو بثقة ' متقدريش
رباب : مالك مغرور، متكونش متأكد لهاد الدرجة، يمكن شي نهار نديرها
جابر : ' ضرب بصبعو على نيفها ' حتى منكونش عارفك
رباب : ربحتو ؟
جابر : أكيد ' سكت شوية و قال ' مبروك النجاح
رباب : شكرا.. يسحاب ليا نسيتي
جابر : ميمكنش نسى شي حاجة متعلقة بيك
رباب : ' تسلات ابتسامة لشفايفها ' خاص نرجع.. شنو كنتي باغي تقول ليا
جابر : ' شد فيدها و تكلم بجدية ' رباب سمعيني مزيان حينت بجوج خاصنا ناخدو هاد القرار.. نتي عارفة شنو هو الحلم ديالي و هاد الحلم قريب يتحقق......

بقات رباب كتسمع ليه بتركيز.. حتى فجأة تغيرو ملامحها و توسعو نظراتها.. شافت فيه بحيرة و خوف الي كانو واضحين فعينيها.. جابر كيف كمل حديثو جرها لعندو و قبل خدها ببطء.. قال قبل ميبعد..
جابر : منقدرش نتخلى على حلمي و لا عليك.. القرار دابة بين يديك
رباب : جابر أنا منقدرش
جابر : بعد يومين غنكون فهاد البلاصة.. غادي نتسناك باش نمشيو نبنيو حياتنا
بعد عليها و ركب فدراجتو.. شاف فيها للحظات قبل مينطالق و كسيرا بسرعة.. بقات رباب واقفة فمكانها و كلامو كيتعاود فوذنيها.. كانت بحال شي وحدة ضايعة.. مرتابكة و معارفة فين تزيد..
شنو دير و كيفاش تقدر تختار مابين والديها و مستقبلها و بين حب حياتها !!!

••• هزات الشانطة حطاتها وسط لبلاكار و سداتو.. تقابلات مع لمراية كتشوف فالهالات السوداء الي زادو بانو من قلة النعاس.. دارت نظراتها و خرجات من البيت.. هبطات مع الدروج و دخلات للصالة..
شافت فباها الي جالس على الفوطري.. داير نظارات طبية بحالها و شاد صحيفة بين يديه كيقرا فيها.. حولات عينيها جهة الأم ديالها الي كانت كتحط العشا فالطبلة.. بقات كتنقل عينيها بينهم بجوج كأنها كتحاول تشبع من شوفتهم..
هو صح والديها ماشي كيف تمناتهم.. كيهتمو بدراستها و مستقبلها أكثر من اهتمامهم بيها هي.. رسمو ليها حياتها كيف بغاو بدون ميشوفو شنو بغات.. لكن أنها تغادرهم فمرة مكانش بالقرار السهل.. لمرة فكرات أنها تبع هي شنو بغات و شنو الي غيسعدها هي.. و الجواب كان قدامها.. جابر هو عالمها و سعادتها.. مستحيل تقدر تعيش بعيد عليه..

السـفّــاح العَـاشِــق : مـاذا لَـوْ..!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن