دخلت شيماء وسليم الى الفيلا..ولكنها كانت مظلمة جدااااا..وهناك اصوات غريبة ..اصوات اشخاص يصرخون صرخات مكتومة..ففجأة اضأ النور..ولكن ماهذا؟! ..انه معتز...يجلس ع كرسى وسط الصالة..ولكن ماهذا ايضا؟! ..ان الجميع اياديه مربوطة بحبال وجالسون ع الارض..ماعدا سمر.. ترى أين هي؟..ما الذى يحدث؟! ..
وقفت شيماء خلف سليم من رعبها وخوفها وامسكت بقميصه من الخلف..
عندما رأها معتز..ظهرت عليه ابتسامة خفيفة وقال بخبث: انتى خايفة منى ي شوشو؟! ..دا انا حتى طيب...
سليم بغضب: انت اتجننت؟! ..ايه الى جابك هنا؟! ..وخرجت من السجن ازاى اصلا؟! ...
وقف معتز ومشى باتجاهه وعيونه تركز فقط ع شيماء..فوقف امامه : انا مااتجننتش..انا بس جاى اخد حاجة وماشى..وماتخافش مش هعمل فيك ( واشار ع افراد العائلة الجالسون ف الارض) ولا ف اى حد منهم اى حاجة...
سليم بتحدى: طب لما هو كدا...عامل فيهم كدا ليه؟! ..
معتز وقد اصبح واقف خلف شيماء وهى تزداد تمسكا ف قميص سليم: اصلهم بصراحة دايقونى وانا لما بدايق ببقى وحش اوى..
وفجأة وضع ذراعه حول رقبة شيماء وجذبها اليه ووجه المسدس ع رأسها...
معتز بانتصار: بس اهو انا كدا اخدت الحاجة بتاعتى..واشبع انت بعيلتك..
سليم: انت قلت مش هتعمل حاجة لحد؟!
معتز: وانا عند وعدى وكلمتى ..انا ماجيتش جنبك ولا جنبهم..
سليم: وحياة امى انت لو عملت لها حاجة مش هتخرج من هنا عايش ي معتز..
معتز بسخرية: وانت بقى الى هتمنعنى؟!
سليم بتحدى: امنعك وامنع عشرة زيك كمان..انت عارف انه مش بيهمنى...
معتز: طب هتمنعنى ازاى وانت ميت؟!...
عندها صوب معتز المسدس ع سليم...فصرخت شيماء بدموع مختطبة معتز: لا لا ي معتز..اعمل فيا الى انت عايزه بس سيبه..والنبى سيبه...
وضع معتز وجهه ع كتفها وهو لازال موجه المسدس نحو سليم..الذى كان قلبه يتقطع من الخوف ع حبيبته..لقد اعترف اخيرا بحبه..هل من الممكن ان بفرقهم القدر مرة آخرى؟! ..لا..هذا لن يحدث..
معتز: ما انتى كدا كدا هتعملى الى انا عايزه..بس برضو لازم اتأكد ان ماحدش هيعكر مزاجنا...
وقام باطلاق طلقة نارية .استقرت ف صدر سليم..صرخت شيماء بكل قوتها: سلييييييييم...
لم يستطع سليم الصمود فسقط ع الارض..حاولت شيماء الافلات من معتز ولكنها فشلت..فحاولت مرة اخرى ..فعضت يده الملتفة حول عنقها..وذهب باتجاه سليم..وضعت رأسه ع رجلها واخذت تضغط ع الجرح لتقليل النزيف..
شيماء بدموع: سليم..سليم خليك معايا..
كان سليم ينظر فقط اليها..كمن يركز ف شئ للمرة الاخيرة..كان ينظر الى عيونها الزرقاء الغارقة ف الدموع..فامسك بيدها وطبع قبلة وهو ينظر اليها..وهى كانت تموت بداخلها..يا الله..لقد جمعتنا..لماذا تريد ان تفرقنا بهذه الطريقة؟! ...
سليم بتعب: انا..ب..ح..بك...
وعندها اغلق عيونه وسكنت يده..نظرت اليه شيماء وهى تكذب عيونها..لا يمكن ان يحدث ذلك..لا..لا يمكن...فنظرت الى الجالسين ف الارض..وكانت دموعهم كفيلة لتوضيح مايمرون به...
شيماء تنظر بصدمة ع سليم الراقد بين ذراعيها..ان عقلها رافض التصديق..ولكنها ترى ذلك بعيونها..أحقا حبيبها قد افترق عنها للابد هذه المرة؟!..
تقدم نحوها معتز وانحنى لمستواها وقال بمنتهى البرود: شوفتى..عشان اقولك ماحدش هيعكر مزاجنا...اهو خلاص بقى..الله يرحمه..
واخذها من يدها وهى مسلوبة الارادة..لم تشعر بشئ الا وهى تترك يد حبيبها..وقبل خروجهما من الباب..التف معتز وامسك بوجه شيماء ووجهها ناحية سليم الراقد ع الارض الغارق ف دمائه: بصيله ..عشان مش هتشوفيه تانى..اخر مرة تشوفيه..
نظرت شيماء اليه..وهى لا تدرى ماحدث..لقد كان معى منذ دقائق..لقد كنا سعداء معا منذ دقائق..لقد كان بين احضانى...وفجأة احست بضربه قوية ع رأسها افقدتها الوعى..فحملها معتز وخرج بها الى خارج الفيلا ووضعها ف السيارة..
وبعد عدة ساعات..استيقظت شيماء بفزع..ياله من كابوس!! ..ولكن ماهذا ؟! . اين انا؟! ..واين سليم؟! ...
وفجأة فُتح الباب..ودخل منه معتز ..بقميص بنى وبنطال اسود..وع وجهه ابتسامة عريضة..ماهذا؟! ..ماذا يفعل معتز هنا؟! ..اقترب منها معتز..وجلس بجوارها..وهى ابتعدت قليلا عنه..
معتز: نمتى كويس ي قلبى؟! ..معلشى ع الخبطة..بس كان لازم اجيبك معايا..
شيماء: انت عايز منى ايه؟! ..سليم فين؟!
معتز ضحك ع كلامه ثم قال: الله يرحمه بقى..والله كان طيب..
شيماء ف صدمة..اذا ما رأيته ليس حلما؟! ..لقد افترقت عنه للابد؟! ..لا لا..سليم لم يتركنى..لم يتركنى..
شيماء ببكاء: لا لا انت كداب..سليم ماحصلهوش حاجة..انت بتكدب عليا..
معتز بابتسامة انتصار: مش بكدب..وممكن اثبتلك..تعالى..
فاخذها من يدها وخرجا من الغرفة ودخلا غرفة اخرى ..كانت عبارة عن غرفة معيشة بها تلفاز..فتركها وشغل التلفاز ع قناة اخبار شهيرة..وقال بانتصار: استنى وهتسمعى وتشوفى بنفسك...
بدأ المذيع كلامه: معانا النهاردة خبر محزن جدا..وهو ..وفاة المهندس ورجل الاعمال سليم احمد الهراوى بطلق نارى ف منزله..ولا زال القاتل مجهولا..وتفاصيل الحادثة لا زالت مجهولة لعدم كلام اسرة المجنى عليه بسبب صدمتها..ونحن ننعى اسرته وندعو له بالثبات عند السؤال وندعو الله ان يصبر اهله جميعا...
اغلق معتز التلفاز ..واتجه الى شيماء التى كانت صدمتها اشد واقوى..وكانت تقف مثل التمثال ولكن دموعها تنهمر كالانهار الفياضة..معتز اقترب منها وقال لها بصوت منخفض وبانتصار: شوفتى بقى..ماحدش هينقذك..حبيب القلب خلاص راح..وماحدش بعد كدا هيوقف قصادى..لانك بطاقتى الربحانة..
فاخذها وهى مسلوبة الارادة ووضعها ف نفس الغرفة التى كانت بها..واغلق عليها الباب..لم تستطع تمالك نفسها ..فانهارت ع الارض..كم هى صعبة كسرة الروح!! ..كم هى صعبة لحظة الفراق للمرة الثانية!!.. ولكن ماهو الاصعب..موت حبيبى بين يدى؟! ..يا الله..احمينى ..فانا لا املك سواك..فلمحت حقيبتها..فاسرعت اليها وفتحتها..حمدت الله انها وجدت هاتفها..فاتصلت ع حسن..فاجاب عليه حسن...
شيماء: الو ..حسن..
حسن : شيماء..انتى فين؟! ..انتى كويسة؟!..
شيماء بدموع وصوت مخنوق: حسن..قولى ان سليم كويس..قولى ان الى اتذاع دا كدب..هو كويس صح؟! ..
حسن بصوت حزين : لا ي شيماء..كل الى اتذاع كان صح..سليم خلاص راح..
شيماء : لا لا ..انت بتكدب عليا.هو وعدنى مش هيسيبنى..لا لا..
حسن: اهدى ي شيماء..هو اكيد ف مكان احسن دلوقتى..ادعيله بالرحمة..
شيماء ببكاء: انا السبب..كل دا بسببى..ي ريتنى مارجعت..ي ريتنى مارجعت..
حسن: اهدى ..ماتعمليش ف نفسك كدا..
شيماء: انا السبب ي حسن..ولازم ادفع التمن..خلى بالك من العيلة..سلام ي حسن..
لم يستطع حسن ان يوقفها لانها قالت ذلك واغلقت الخط..
حسن: انا مش مطمن..خايف عليها..
......: ماتقلقش..احنا مراقبينها..وكويس انها اتصلت كدا نقدر نحدد المكان...
كانت شيماء ف الغرفة..تبكى وتتحسر ع قدرها..كيف يتركنى هكذا؟! ..لقد كان معى..لقد كان بين احضانى..نظرت حولها فوجدت شيئا حادا يلمع..توجهت اليه وجدته قطعة زجاج مكسورة..مهما كان الانسان قويا..ستاتيه لحظة يضعف فيها لوسوسة الشيطان..لم تدرك شيماء ماتفعله..اخذت قطعة الزجاج..وقطعت شريان يدها..اخذت الدنيا تلف وتدور من حولها وجسدها بدأ يضعف..فوقعت ع الارض....
ف فيلا الهراوى...كانت هناك كأبة..وحزن وبكاء ..بكاء ع فراق الابن والابنة..بكاء ع فراق الاخ والاخت..بكاء ع فراق الصديق والصديقة..
سمر بدموع كاذبة: حبيبى ي سليم..يعنى ايه مش هشوفك تانى..مالحقتش تشوف ابنك ي قلبى..اتحرمت منك بدرى ي روحى..
كانت تنظر لها ملك نظرات استنكار ..يالكى من حرباء!! ..فانتى اكيد وراء كل ذلك..ياليتكى انتى من قتلتى !!!...
بعد عدة ساعات..بدأت شيماء تفيق تدريجيا..ماهذا؟! ..فانا مازلت ع قيد الحياة..ولكن كيف؟! ..نظرت الى يدها..فوجدتها مربوطة بشاش ابيض..فُتح الباب ..ودخل معتز وهو يحمل معه طبقا به طعام..وجلس بجوارها..نظرت اليه نظرة تعجب: انت الى انقذتنى؟!..ليه؟!..( لم يجاوبها) ..رد عليا ..ماسبتنيش اموت ليه؟! ...
فقال لها ببرود: لو هتموتى يبقى تموتى ع ايدى..مش انتى الى تموتى نفسك..وبعدين انتى مستعجلة ع الموت ليه؟! ..الموت كدا كدا هيجى..بس مش دلوقتى..( اقترب منها اكثر ) ..كلى بقى..
رمت شيماء الطبق ع الارض وقال بغضب: مش عايزة منك حاجة..
تمالك معتز غضبه وقال بهدوء: لا كدا ازعل منك..انتى لازم تاكلى..طب لو مش عشانك..كلى عشان الى ف بطنك..
نظرت له شيماء بدهشة: الى ف بطنى؟!
معتز: اه..اصلا الدكتور الى انا جبته قال انك حامل ف اسبوعين..فلازم تاكلى بقى.
وتركها وخرج...أما سمعته حقيقة؟! ..أحقا احمل بين احشائى قطعة من حبيبى؟! ..ولكن ي ترى هل افرح ام احزن؟! ..ي الله..انت عونى وسندى..لقد ارتكبت معصية عندما كفرت بنعمتك..ياالله سامحنى واحمنى انا وطفلى ...
ف الغرفة التى يجلس بها معتز..كان يجلس ع كرسيا...فاخرج هاتفه واجرى اتصالا...
معتز: اهلا ي باشمهندس..
حسن: اه ي كلب..وليك عين تكلمنى كمان..عايز ايه؟! ..
معتز ببرود: ابدا كنت واحشنى ..قلت لما اكلمك..
حسن بنفاذ صبر: انجز ي معتز وقول عايز ايه؟!
معتز: تصدق الحق عليا انى اتصلت بيك افرحك..
حسن : تفرحنى؟!..مش فاهم..
معتز: اه افرحك...كنت عايز اقولك انك هتبقى خالو..
حسن بصدمة: نعم؟! ..انت بتقول ايه؟! ..انت عملت ايه ف شيماء؟!.
معتز: ي عم اهدى ماعملتش حاجة..دى حامل من سليم..الله يرحمه بقى..سلام..ي ..حسن..
واغلق الخط..كان حسن ف ذهول..
حسن: هنعمل ايه دلوقتى؟! ..
.......: مش عارف..مش عارف..
حسن: لازم نفكر هنعمل ايه..دى حياة اتنين مش واحد..
مرت الايام..والاحوال كما هى..الحزن والكأبة والبكاء..ذات ليلة كانت شيماء تجلس بجوار النافذة.. كانت هناك سيارة مارة وكانت تشغل هذه الاغنية..(كدا ي قلبي💔)...كدا...كدا ي قلبى ي حتة منى ي كل حاجة حلوة فيا...
كدا...كدا هتمشنى وتسيبنى وحدى ف الحياة والدنيا دِيا؟!...
يعنى ايه؟!....
يعنى خلاص انا مش هشوفك تانى؟!..
مش هلمسك؟!..
مش هحكى ليك عن حاجة تعبانى؟!..
كنت روحى لما كان جوايا روح....
عمرى ماتخيلت انك يوم تروح...
مش فاضلى منى غير حبة جروح..
مع السلامة ي حبيبى وف امان..
عمرى ماهقول يوم عليك ماضى وكان..
عمرى ماانسى مهما طال بيا الزمان...فعلا..لقد سُلبت روحى منى..لقد تركتنى انا وطفلنا..ي ترى ماذا سيحدث لنا من بعدك ي حبيبى؟! ..
اخذت هى تغنى بصوتها العذب مقطع من اغنية ( لحظة غضب)...روح..لأ..بقينا خلاص روحين..
ماشيين بعيد من سكتيين..
روح..لأ..بقينا خلاص..
ماشيين بعيد..
أه يا زمن ..دايما تخون..
أه يا زمن دايما تخووون...فجأة دخل عليها معتز ومعه رجلا غريبا..وكان يحمل معه حقيبة غريبة..
ترى من هذا الرجل؟! ...
مامصير شيماء هى والطفل؟! ..
ماهى خطة حسن؟! ..انتظرونى البارت القادم😎😉
أنت تقرأ
الحب❤️ام القدر👊؟؟..
Romanceإن الحب أجمل احساس من الممكن أن يشعر به بشر.. إنه يجعل حياتك ذات معنى.. يجعلك تشعر بالسعادة .. وهذا ما كنت اشعر به ..نعم ..كنت.. فأنا من هؤلاء اللذين لا يوافق القدر على حبهم... فأنا اتذوق الان...عذاب الحب💔.. إن الحب قدر...بينما الرحيل اختيار.. وأنا...