الفصل العاشر
عقد القرآن
انتهى اليوم وانتهي الاتفاق عاد بها وقال " أرى أن أمي أغرمت بكى انتى جيدة "
قالت " تقصد في الغش والخداع " لم يرد لحظه إلى أن قال " لا يهم المهم لابد أن تأتي غدا صباحا ساعتين ثم خذي باقي اليوم إجازة لزواج أختك "
هزت رأسها ولم تقو على الكلام نظر إليها وقال " كيف فعلتيها ؟ "
نظرت إليه وقالت " ماذا لا أفهم "
نظر إليها وقال " أمي كيف تعلقت بكى بهذه السرعة ماذا أخبرتها "
دق قلبها هل يمكن أن يكون كشفها لا وإلا لما تركها هزت كتفيه وقالت " لا شيء أكثر مما أرادت هي أن تعرفه "
نظر إليها ثم عاد إلي الطريق المظلم وقال " وماذا أرادت آن تعرف "
قالت بصدق" تحدثت عن دراستي وهوياتي فأخبرتها "
لا يعلم لماذا يشعر أنها تخفي عنه أمر ما امه ليست بامرأة سهله كي تعجب بفتاه من اول لقاء تري ما الذي دار بينهما..
أوصلها الى البيت.. وانطلق كادت تصعد لولا أن قابلها سعد ابن الجيران كان الغضب واضح على ملامحه وهو يقول " من هذا الذي كنتي تركبين معه "
نظرت إليه وقالت بضيق " ولماذا تسأل هذا لا يخصك "
تحركت ولكنه وقف أمامها وسد طريقها وهو يقول " الا ترين أنه لا يصح لفتاه أن تركب سيارة رجل غريب وتأتي معه في مثل ذلك الوقت "
قالت بحزم " أخبرتك إنه أمر لا يخصك هيا ابتعد عن طريقي "
عاد وقال وقد تغيرت نبرة صوته " آنسه ريم انتى تعلمين أنني.. "
نظرت إليه وقالت " أنت ماذا ؟"
ارتبك وتحرك من أمامها وقال " لا شيء أنا أردت أن اطمئن عليكى نحن جيران و.. "
قاطعته " شكرا لك هلا تدعني اذهب الآن " تحركت الى أعلى وهو يتابعها بنظراته
..واقترب منه احد اصدقاؤه جذبه وهو يقول "ما هذا الذى تفعله ؟"
نظر اليه وقال " تعلم انى معجب بها واريد ان اتزوجها وجننت عندما رأيتها تركب تلك السيارة "
" ولكن ليس من حقك ان تحاسبها " نظر اليه وقال " عندما اطلبها للزواج سيكون من حقى "
تراجع صديقه وقال " زواج انت اكيد مجنون اى زواج انت لم تفكر فيه بأى يوم فلماذا الان "
هز رأسه وقال " لا اعلم وانما انا جننت اليوم وهى تركب مع ذلك الرجل لذا لابد ان تكون لى انا وحدى .."
ضحك زميله وقال " انت اكيد جننت " نظر الى شقه ريم وقال " مجنون بها " ...
عندما وصلت كانت حنان في انتظارها اتجهت إليها وقالت " تأخرت أين كنتي "
قالت " بالعمل " القت نفسها على أقرب مقعد
ولكن حنان قالت " ريم انتى تكذبين آنا ذهبت للشركة ولم اجدك اين كنتي وماذا تخفين عني ومن اين حصلتي علي مال زواجي "
اغمضت عيونها ثم فتحتها وقالت " حسنا سأخبرك ولكن لا يمكنك اخبار احد بشيء الان الي ان اخبرك حتي خطيبك واهله عديني "
هزت رأسها وقالت " اعدك "
تنهدت وقالت " لقد طلبني الاستاذ ادهم للزواج وانا وافقت وكنت اليوم معه لأتعرف علي والدته.. سنعقد القران بعد زواجك ها هل ارتحت "
لكن حنان لم يبدو عليها السعادة وقالت " ادهم يريدك انتى كيف ؟ قصة حب مثلا ام ماذا ريم انتى تخفين شيء "
قالت بنفاد صبر " حنان انا لا اخفي شيء فهلا تتركيني الان آنا مجهدة وأريد آن أنام "
قامت ولكن حنان استوقفتها " ريم ماذا تفعلين بنفسك ؟ " لم تنظر إليها ولم ترد لأنها لم تكن تعرف بماذا ترد
اتجهت آلي الشركة مبكرا ولم يكن قد وصل أنهت كل العمل اللازم لليوم آلي أن استدعاها عندما وصل دخلت كان يتحدث بالهاتف انهاه وقال
" لم أخبرك آن مصطفى والد جاسمين زميلتك سيأتي في العاشرة "
لم تتحرك ولم تتحدث نظر إليها فقال " لم الصمت الا تسألين لماذا سيأتي "
قالت بهدوء " بالتأكيد بينكم عمل " تراجع في كرسيه وقال " ربما ولكن السبب الرئيسي هو انتى "
ضاقت عيونها وقالت " وما دخلي آنا "
قال " هل نسيتى ما حدث بالفرح آنا لم انسي واليوم ربما بعده أنسى " لم تفهم فقالت " لا أفهم "
اتجه آلي أوراقه وقال " لا يهم هيا راجعي معي جدولي اليوم قبل أن تذهبي مبروك مقدما " لم ترد
في العاشرة كان مصطفى يقف أمامها وهي تستأذن أدهم في دخوله فقال " دعيه يدخل وادخلي معه "
فعلت ربما يريدها في عمل كالعادة جلس مصطفى امام أدهم بينما وقفت هي بجانبه كما أشار لها قال أدهم " نورت مصطفى بيه قهوتك مضبوطة أليس كذلك "
هز الرجل رأسه طلبها هو دون أن يشير إليها قال مصطفي " هلا ندخل في المهم "
تراجع أدهم في مقعده وقال " وما هو هذا المهم "
قال " البضاعة الا يمكن أن تدخلها ؟ أنت تعلم انك الوحيد الذي يمكنه ذلك " ابتسم أدهم وقال " وماذا ؟ "
بالطبع كان الرجل يفهم فقال " أعلم أن ابنتي أخطأت ولكن لا دخل للعمل بالأولاد أنها تلك الفتاه هي التي أثارت غضب ابنتي "
نظر أدهم إليها محذرا إياها من الرد بينما قال " اعتقد انك نسيت أنني كنت موجود واعلم ماذا حدث بالضبط فلا داع لكلام تعلم أنه غير صحيح "
ادخل الرجل القهوة تناول منها رشفه ثم قال " حسنا طلباتك "
قال ادهم " الفتاه كانت معي وكرامتها من كرامتي والإهانة وجهت لها امامي فماذا تظن أني أريد "
تصبب العرق على جبين الرجل وقال " هل يكفي أن اعتذر لك "
نظر إليها هزت رأسها موافقه ولكنه قال " الفتاه "
قال الرجل " ماذا عنها أنت الذي يهمني " قام أدهم وامسك يدها وقال " وهي تهمني ستكون زوجتي اقدم لك الأنسة ريم خطيبتي "
اتسعت عيونه وهو ينظر إليها قبل أن يقول متداركا الامر " حقا مبروك ولكن إنها "
ابتسم أدهم وقال " أنها زوجة المستقبل جميله أليس كذلك لذا لا اعتقد انه يجوز أن يهين أحد ذلك الجمال آم أن لك رأي آخر "
نظر إليه ثم إليها وقال " لا عندك حق وأنا اعتذر للمرة الثانية وأتمنى أن تقبل اعتذاري أدهم بيه "
هز أدهم رأسه وقال وهو ينظر إليها " هل أقبل عزيزتي "
نظرت إليه بدهشه ثم قالت " نعم من فضلك "
قال " حسنا قبلت اليوم ستخرج البضاعة وستنقلها عرباتي آلي المخازن لا تقلق "
قام مصطفى وسلم عليه بسعادة وقال " شكرا حقا أشكرك وأتمنى أن تنسوا ما حدث "
ابتسم أدهم بخبث وتابعه وهو يخرج ترك يدها وابتعد فقالت " لماذا ؟"
اشعل سيجارته وقال " لماذا ماذا " قالت " لماذا تفعل معي ذلك ؟"
لم ينظر إليها وهو يقول " أخبرتك من قبل انكي تذكريني بشخص عزيز على ثم ابنته اهانتني بإهانتك فكان عليه آن يدفع الثمن "
تغاضت عن ذكر الماضى وقالت " أحيانا أخاف منك " نظر إليها وقال " عليك بذلك كي تأمني مني "
تبادلا النظرات آلي آن قال " يمكنك الذهاب لم أعد بحاجه اليكى اليوم ...يوم السبت عليكى بتسليم العمل إلى حمدي لأنكى لن تعملي بعد اليوم لا يصح أن تعمل زوجه ادهم البحراوي " لم ترد وإنما اشاحت بوجهها تحركت للخارج في صمت..
عندما وصلت إلى المنزل رأت الرجال يركبون الأضواء وآخرون يفرشون البيت بالسجاد والكراسي ولم يكن هناك سوى حنان التي ما رأتها حتى قالت
" ريم حبيبتي انا لا أصدق كل ذلك من أجلي "
نظرت للرجال الذين يعملون ولم تفهم شيء رن هاتفها كان هو ردت " الو "
قال " نسيت أن أخبرك أنني أرسلت بعض الناس للأعداد للحفل وما الي ذلك اذا اردتى شيء اتصلي انا فقط انفذ اتفاقنا.. "
لم ترد ونظرت لأختها وقالت " حبيبتي انا افعل اي شيء من اجل سعادتك ..هيا افرحي وانبسطي "
قبلتها أختها... لحظات ورأت أشخاص تدخل وتسأل " هذا بيت العروس حنان "
نظرت إليهم وقالت " نعم " قالت المرأة " نحن من البيوتي سنتر اين العروسة "
بالطبع لم تندهش فأشارت لأختها فانصرف الجميع لعملهم.. اما في غرفتها فكانت اكياس ملقاه فتحتها فرأت فستان برونزي وضعته عليها فكان تقريبا لها لم تفكر كثيرا فقد ادركت انه هو..
كان الحفل رائع مع فرقه الدي جي التي احيت الليلة والمأذون الذي انهي عمله وسط زغاريد الجميع تركت الجميع يرقصون حول العروس ولاحظت نظرات جارها سعد الذى بادلته بنظرات غاضبه ...
ولكنه اتجه اليها بجرأة غريبه وقال "انسه ريم هل تسمحى لى بكلمه "
نظرت اليه بضيق ولكن لم تحاول ان تثير اى ضجه فى مناسبة كهذه فقالت " نعم تفضل "
اقترب منها فابتعدت وقالت بضيق " هلا تقول ما عندك الان او اتركك واذهب "
قال " لا لا انتظرى انا فقط اريد ان...اقصد انا هو اننى معجب بكى واريد ان اطلب يدك ما رايك ؟"
تراجعت فى دهشه لم تظن فى اى وقت ان هناك احد يفكر بها لم تجد الوقت لذلك صمت طال الى ان قال " انسه ريم لم لا تردين "
قالت بدون تفكير " اسفه لا اوافق انت مجرد جار واخ وانا لا افكر بشيء اخر تجاهك " كان ردها جرئ وقاطع وقد نست انها تقريبا مخطوبه لأخر ولكن سعد لم يستسلم وقال " ربما تمنحيني فرصه او.."
قاطعته بقوة " لا..انا لن افعل فلن اخدعك اسفه عن اذنك " وتركته وابتعدت وهى تحاول ان تكون بنفس قوتها المعتادة والتى لا تفقدها الا فى حالات نادرة...
ابتعدت عن الجمع وهى تتأمل اختها التى كانت عيونها تنطق بالسعادة ثم نظرت للهاتف هل تكلمه تشكره ولم تكمل حيث اتصل تنهدت وردت " كنت سأتصل بحضرتك "
قال " لم اظن انكي ستذكرينني اصلا "
قالت " اردت ان اشكرك "
قال ببرود " اخبرتك ان ذلك جزء من الاتفاق "
قالت " حقا "
جاءها الصمت لحظه ثم قال " امي تريد ان تراكي غدا فقد عادت من العزبة "
قالت " الا تظن ان وجودي المتكرر عندكم يثير الشك "
قال " انتى خطيبتي " قالت " امام من ؟ "
صمت قبل ان يرد " انتظر زفاف اختك "
قال بنفس البرود " لا علاقه " ثم اكمل " ماذا تريدين ؟ "
صمتت ثم قالت " لا شيء فقط افكر معك بصوت مرتفع "
قال " حسنا احتفظي بأفكارك لنفسك افضل سامر عليكى في الثانية ظهرا "
ولم يمنحها اي فرصه للرد حيث اغلق الخط ووقف كلا منهما ينظر الي السماء التي تلبدت بالغيوم وكلا منهما يفكر تري ماذا يكتب له القدر مع الآخر ..
يتبع...
أنت تقرأ
رواية الوحش والنمرة. بقلمى داليا السيد
Romanceصراع الحب والقسوة والكبرياء ...ترى النمرة ترضخ لوحشها ام يستسلم الوحش لنمرته ويقع فى براثنها ؟؟