الفصل الواحد والثلاثون والاخير

10.4K 273 121
                                    

الفصل الواحد والثلاثون والاخير
حياه بعد الموت
اشرق الصباح وكأن امس لم يكن موجود مات بسكين النهار واحترق بشعاع الشمس القوى.
كانت حنان قد وصلت مع زوجها بعد ان انتشر الخبر علي السوشيال ميديا كانت منهارة بين احضان الام التي تماسكت من اجل ابنها الذى ظل طوال الليل واقفا امام باب العناية لا يقوى حتي ان يجلس ولا ان يبتعد
سمع حنان تقول " كيف هي الان اريد ان اراها "
ربتت الام عليها وقالت " لم يسمح الاطباء بالزيارة بعد "
نظرت لادهم فاتجهت اليه وقالت " كيف تتركه يفعل بها ذلك الست زوجها الست المسؤول عنها الست الرجل الذى يملك كل شيء كيف لم تستطع ان تحميها..؟ "
نظر اليها بعيون حمراء ولم يعرف بماذا يرد فعادت تقول " انت السبب نعم لم تستطع ان تمنحها اى شيء لا السعادة ولا الحب حتى الحياه سلبتها منها فلماذا ظهرت في حياتها كانت سعيدة بدونك منذ ان دخلت حياتها لم ارى الا الحزن والالم فى عيونها وتعلم انا ايضا السبب لأنها ضحت بسعادتها من اجلى انا وانت السبب ...انا وانت السبب "
ثم انهارت فى البكاء وابتعد هو عنها لم يعد يجرؤ ان يواجهها..
اخذتها امه وقالت " كفي يا حنان هو لم يعد يتحمل لا انتى ولا هو السبب انما هو قضاء الله مهما فعلنا لن نوقفه هى الان بحاجه لدعواتنا "
نظرت اليه وابتعدت...مر اليوم دون اى بوادر بالخير او سواه الي ان تأخر الليل حاول ان يجعل امه تذهب لاحد الفنادق ولكنها رفضت ان تترك ابنتها كما قالت
راها تنظر اليه من بعيد تبتسم فى سعادة وتمد يدها اليه وتناديه " ادهم تعالى خذنى لن اذهب معها سأعود معك ادهم تعالى."
اسرع اليها..امسك يدها ثم جذبها الى احضانه وقال " انتى معى "
قالت " نعم لن اتركك "
فجأة جذبها شيء من ذراعيه ولكنه قبض على يدها بقوة وهى تقول " لن اتركك..ادهم لا تتركنى.."
امسكها بقوة وهو يناديها "ريم. ريم "
شعر بيد تهزه وصوت امه يناديه " ادهم. ادهم انت بخير " فتح عيونه وتأملها يبدو انه كان يحلم قال وهو ينهض "نعم انا بخير اطمنى.."
فجأة سادت حاله من الهرج واسرعت الممرضة خارجه وعادت ومعها اثنان من الاطباء اوقف الممرضة وقال "ماذا حدث ؟"
نظرت اليه وقالت " القلب توقف "
تراجع وهو لا يصدق هل يمكن ان ترحل هكذا وبكل بساطه مثل النسمة تلوح في الافق لحظات تمنحنا شعور بالسعادة ثم ترحل تاركه ايانا في الم لفراقها. شعر بألم في قلبه وتلألأت الدموع بعيونه بينما صرخت اختها وبكت امه
ولكنه نظر اليهم وقال " لا تبكون انها لن تموت ستعود نعم لن ترحل لن تتركني انا اعلم ومتأكد من ذلك هى اخبرتنى بذلك لن تتركنى امى لا تبكي صدقيني قلبي يحدثني انها لن تتركني "
ابعدت امها وجهها عنه فاتجه الي حنان وقال " وانتى هل تصدقين ان اختك التي ربتك يمكن ان تتركك هكذا بسهوله لا لن ترحل هى ستتمسك بالحياة من اجلي واجلك واجل ابننا نعم انا اعلم..."
ولكن حنان انهارت وهو تقول " لا لقد ماتت. ماتت "
خرج الطبيب اتجه ادهم اليه فقال " لقد عادت الحمد لله لم نفقدها "
اغمض عيونه وتنفس براحه وابتسم كان يعلم انها لن ترحل كما لو ان قلبها اخبره بذلك الحلم  فصدقه وامن به وها هو يطمأن لقد عادت للحياه بعد الموت من اجله واجل ابنهم...
علي فجر اليوم الجديد كان كل منهم قد انزوى في ركن.. الام تقرأ القرآن وحنان تدعو ومحمد يحاول ان يهون على زوجته بينما امضي وقته ما بين تحقيقات الشرطة او فتحي الذى كان يتابعه بكل جديد الي ان شعر الجميع بنفس الحركة التى رؤها امس فتملكهم الخوف مما يمكن ان يكون الامر تكرر مرة اخرى وتراجع كلا منهم دون ان يتجرأ أيا منهم عن الاقتراب او السؤال الي ان خرج الطبيب ونظر اليهم وهو مندهش من ان أيا منهم لم يهرع اليه او يساله
نظر لادهم وقال بابتسامه " تسال عنك "
لم يصدق اندفع بكل خوف وشوق وسعادة والم وحب الي الغرفة دون ان ينتظر اي كلمات اخرى...
دائما ما كانت رائحة عطره تنبأها بوجوده فتحت عيونها ووجدته يندفع اليها توقف امامها وهو يلتقط انفاسه
ابتسمت فامسك يدها وقبلها ومرر يده علي  وجهها اقترب منها وطبع قبله علي جبينها وهمس  "بحبك "
ابتسمت والسعادة تملاء قلبها قالت بضعف " حقا ظننت اننى كنت احلم "
هز رأسه وقبل يدها وقال " لا لم يكن حلم انا بحبك يا ريم ولا يمكن اعيش بدونك "
قبل يدها مرة اخري وقال " انا لا استحق ان تضحي بنفسك من اجلي "
" بلي تستحق انت زوجى و..."
نظر لعيونها وقال " وماذا ؟ " كان  يريد ان بسمعها قالت "مازلت تسال"
قبل وجنتها بشوق وقال " قتلنى جرحك وادمى قلبي فلم اعد اعرف ماذا افعل او اقول "
ابتسمت بضعف وقالت " احببت جرحى لأنه أنبأني يحبك لولاه لما قلتها "
ضم يدها بصدره وقال " انتى علمتينى الحب فقط كنت اخشي الا تسامحينى او لا يحبنى قلبك الذى جرحته وادميته واذيته "
همست " شووو لا اريد ذكر الماضي لقد مات بذلك السكين الذى اصابنى واليوم اريد ان ابدء من جديد مع حبك و قلبك وحنانك "
اغمض عيونه وهو يقبل يدها ثم فتحها وقال " هل من حقى ان اسمعها اشتاق لسماعها منكى "
ابتسمت وهمست بحب صادق " بحبك يا وحشي بحبك يا ادهم  "
ابتسم وخفقات قلبيهما تعلن عن سعادة لا مثيل لها...قال " لم اكن اعلم ان الحب يعيدنا للحياه ويمنحنا القوة على مواجهتها هيا حبيبتي لابد ان تشفى وتخرجي من هنا حتي نعوض ما فاتنا ونعيش حياتنا كما كان يجب ان نحياها انا وانتى وابننا " ابتسمت ربما اخيرا ابتسمت لها الحياه....
" ادهم الم نصل بعد "
كان قد طلب منها ان تستعد للخروج معه من اول النهار وما ان ابتعدا عن القصر حتي اوقف السيارة واخرج رباط حريري ربط به عيونها وهو يقول " دعيني اربطها لكى "
تراجعت واندهشت وهى تقول " لماذا ؟"
قال " مفاجأة "
قاد السيارة مرة اخرى وهى تقول " ادهم انا متعبه الم يكن يمكننا التأجيل "
نظر الي بطنها وهو يعلم انها فى ايامها الاخيرة ابتسم وهو يشعر بالسعادة لأنه اخيرا سيرى ابنه..." لن تتعبي اطمنى "
اوقف السيارة ثم نزل وساعدها علي النزول اشتمت رائحه البحر فقالت نحن بجانب البحر اليس كذلك ؟ "
همس " نعم "
قادها الى السلم وهو يرشدها واخيرا سمعته يقول " اذهب انت الان "
" حاضر يا باشا "
ازال الرباط من على عيونها فرات يخت كبير امامها قالت بدهشه " ادهم ما هذا "
ابتسم وقال " هيا تعالى ولكن احترسي "
كان اليخت كبير ورائع تحركت في الدور الارضي وسمعته يقول " اجلسي حتي ادير اليخت "
قالت وهى تجلس " هل سنبحر به "
نظر اليها وهو يدير المحرك ويبدأ فى التحرك بين المياه سار بين المياه الزرقاء ثم اوقفه وسط البحر وعاد اليها
نظرت اليه فقال " هل اعجبك ؟ "
ابتسمت وهى تتمتع بالسماء الصافية والمياه الهادئة وقالت " جدا احببته "
قبل يدها وقال " هو هديتك كل سنه وانتى طيبه حبيبتي.."
اتسعت عيونها وقالت " لى انا لا انت لست جدى "
ازاح خصله من شعرها وقال " بلي انا جدى ولا اهذى انه ملكك كما هو قلبي ملكك ؟ "
ضمها اليه ثم قبلها قبله طويله وهمس " بحبك. بحبك حبيبتي "
اراحت رأسها على صدره وقالت " حبك يمنحني السعادة والامان انا لم اعد اريد اكثر من ذلك "
فجأة انطلقت اغنيه " علمني حبك سيدتي.
نظرت اليه ابتسم بحنان وقبل جبينها ثم ضمها اليه مرة اخرى وبدا يرقص معها علي انغام الأغنية وكلماتها تنساب حولهم.....علمني حبك سيدتي كيف الحب يغير خارطة الازمان..علمني اني حين احب تكف الارض عن الدوران. علمني حبك اشياء ما كانت ابدا في الحسبان...
همس ادهم بجانب اذنها" علمني حبك معنى الحياه و السعادة بدونك لم اكن اعيش ومعكى تعلمت كيف اعيش اسف علي كل الم سببته لكى وكل حزن عشتى فيه بسببي ريم انا بعشقك ولا املك سوى قلبي لأهديه لكى بحبك يا نمرتي الشرسة "
ترقرقت الدموع فى عيونها وقالت " وانا لا اريد اكثر من ذلك فقد كان حلم ان اصل لقلبك والان انا اسعد انسانه فى الدنيا "
ضمها اليه فقالت " بحبك يا ادهم بحبك اوي..بحبك يا من سجن قلبي بين ضلوع حبه ولا اريد ان اخرج منه. بحبك يا وحشي الحنون "
بحث عن شفتيها ليعبر لها عن حبه الذى اعلنه لها واصبح لا يريد الا قلبها وحبها وقربها للابد ......
وعادت كلمات الأغنية.. تلك العيناها اصفى من ماء الخلجان تلك الشفتاها اشهى من زهر الرمان. وحلمت بأنى اخطفها مثل الفرسان .. وحلمت بأنى اهديها اطواق اللؤلؤ والمرجان علمني حبك سيدتي ما الهذيان...
النهاية                  وشكرا
بقلم داليا السيد محمد           

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 11, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن