الفصل التاسع عشر
جراحه
بالطبع نقلوها للعناية ووقف هو يتحدث مع الطبيب وظلت هي امام غرفة المرأة وكأنما تريد ان توصل لها صوتها بالا تتركها.. سمعته يقول " سيجرون الجراحة بالصباح هيا لتذهبي و.. "
التفتت ونظرت اليه كانت نظرتها ذات معني واضح حيث انه لم يكمل اشاح بوجهه وابتعد لم يتحدث خرج طبيب العناية فسألته " كيف حالها ؟ "
انضم لها فقال الطبيب " أفضل الآن " سأله " هل يمكن أن أراها ؟ "
هز رأسه وقال " للأسف حالتها لا تسمح .." وتركهم وكاد ينصرف ولكن أدهم أمسكه وقال بغضب " أنا أريد أن أراها "
تراجع الطبيب وقال " يا فندم هي تعبانة و.. " أسرعت وهي تحاول أن تخليهم " أدهم اهدء أدهم "
ولكنه لم يهتم وقال " إذا لم ادخل لها الآن فقد أقتل أحد منكم هل تسمع "
آثار صوته ضجه عالية وخشي الطبيب على نفسه فقال " حسنا افعل ما تشاء هي والدتك وأنا لن أخاف عليها أكثر منك "
خفف من قبضته وخلص الجميع الطبيب من يده وحدثته هي وقالت " هلا تهدء.. عصبتيك هذه لن تفييدها في شيء "
ثار فيها " وبرودك هذا هو الذي سيفيدها بالطبع فهي ليست أمك فلن يهمك أمرها وحتى لو كانت ...فانتي لن يهمك الا نفسك فابتعدي من أمامي لن تخشى عليها مثلي "
تراجعت من كلماته وابتعدت كانت تعلم انه قلق على امه... بينما اتجه هو إلي الخارج محاولا ان يهدء من غضبه بعد أن ادرك كلماته لها ..ما أن خرج حتى فك ربطة عنقه وتنفس الهواء وتصاعد الغضب والخوف من كل عضله من عضلاته..
لم يدخل الا بعد وقت طويل وانكمشت هي في كرسي جانبي ولم تحاول ان تتحدث معه الي ان لاح النهار وعادت الحياه للمشفى تحرك الطبيب الي غرفة المرأة اتجه هو إليه وسأله " كيف حالها "
“سأدخل لاطمن عليها ثم نعدها للجراحة "
قال بهدوء " يمكنني أن انقلها إلى أي مكان او أن أتى بأي طبيب تطلبه "
هز الطبيب رأسه وقال " دكتور عوض افضل جراح قلب هنا لا تقلق.. "
ما أن ذهب الطبيب حتى قال لها " لابد أن تعودي للمنزل لا يمكنك البقاء لا حاجة لكي"
نظرت إليه وقالت "لا دخل لك بي وما بيني وبينها لا يمكنك أن تفهمه بل لا تعرفه هى امى مثلما هى امك وانا لن اتركها مهما حدث فمن فضلك لا تشغل بالك بي واعتبرني غير موجوده "
نظر اليها بقوة وقال " لا داع لتمثيل الحب فلا مكان له هنا ولا حاجه لكى به " غضبت من كلماته وقالت " تمثيل!! صحيح انت لا تعرف شيء عن الحب الحقيقي النابع من القلب ربما تجيد التمثيل كما تفعل مع نساءك ولكن انا لا..انا احبها بصدق فابتعد عنى وأنساني وانشغل بكبريائك وغرورك بعيد عنى "
جذبها من ذراعها وقال بغضب " كيف تتحدثين معي هكذا هل نسيتى نفسك ونسيتي من اي مكان احضرتك ثم ماذا تعرفين انتى عن الحب امثالك ممن يبيعون انفسهم من اجل المال لا يعرفون الحب عموما انا لن احاسبك الان علي كلامك ولكن لن اتركك تذكري هذا وتذكري من انا "
لقد استطاع هذه المرة ان يؤلمها بإهانته ولكنها كالعادة لن تمنحه متعة الانتصار حتى ولو لم يكن المكان ولا الزمان مناسبين فقالت " أنا لم انسي اي شيء واعلم انك اشتريتني بمالك ولكن انت تعلم كيف ولماذا فعلت ذلك وان المال لم يكن هو سببي الرئيسي واطمئن أنا لم أعد أخاف تهديداتك وقتما تشاء سأكون مستعدة لسداد الدين باي طريقه كانت"
حدق في عيونها هل صحيح لم تعد تخافه ولم تعد تكره عقابه ام مجرد كلمات تطلقها كى تتحداه كعادتها...آآه من تلك العيون ماذا تفعل به كلما نظر اليها ثار غضبه تمنى لو..يظل يتأملهم دون ان يبتعد ولكن غضبه منها افقده عقله كاد يرد لولا ان قاطعهم رنين الهاتف انتظر قليلا ثم أجاب " نعم "
كان فتحي " الفوج طلب التأجيل " ابتعد وقال " لماذا ؟ ".
حاولت ان تبتعد الي اقصي مكان اسرعت لخارج المشفى وجسدها يرتجف تمنت لو تبكى لتهدأ ذلك الالم الذى يملاء قلبها من كلماته واهاناته وافعاله الى متى يمكنها ان تتحمل...وهل اخطأت لأنها وافقت علي اتفاقها ولكن هي حاولت ان تنهيه لكنه رفض واصر واصبحت حياتها معه جملة من الاهانات والاحزان فماذا عساها تفعل الان وكيف ستكمل حياتها معه هل تذهب وتترك كل شيء ولكن اختها وتهديداته لها و... امه نعم انها لا يمكنها ان تتركها الان او ان تتخلي عنها علي الاقل حتي تخرج من المشفى وتصبح بخيرولكن ترى ماذا سيتبقى بها بعد ما فعله بها....
بعد العصر خرجت من غرفة العمليات للعناية وأخبره الأطباء أن الجراحة ناجحة وبالطبع استطاع ان يدخل ليراها ولكن هي لم تفعل لن تجرؤ على رؤيتها بهذه الحالة ...
في المساء أخبروه أنها افاقت وتطلب رؤيتهم اسرع الاثنان إليها لم تتحدث من جهاز الأكسجين الذي استقر على وجهها ولكنها مدت يدها إليها أمسكتها وهي تقاوم دموعها التي انسابت بسلام على وجهها ..كما أمسكت يده ووضعت يد الاثنان معا نظر كلاهما لبعض الي ان أغمضت الأم عيونها وقد عادت للنوم فسحبت يدها وتحركت الي الخارج
لم يتحدث أيا منهما الي الاخر بعد ما حدث وانما انزوي كلا منهما في جانب واحيانا ما كان يختفي ثم يعود دون ان تهتم بمعرفة مكانه. ولكن تحضر لها طعاما رفضته فى البداية ولكن نظراته الغاضبة والجوع الذى شعرت به جعلها تتناول الطعام..
شعرت بيد تهزها وتعيدها الي الواقع فتحت عيونها وادركت انها نامت شعرت بالجاكت الخاص به يسقط من عليها فرفعته اليه وقد كان هو ينظر اليها وقال " لقد خرجت من العناية وتسال عنكي "
اعاد لها جاكتته وقال " لا اريده"
ثم تركها وتحرك فتحركت الي الغرفة التي اشار اليها ..لفت الجاكت حولها وهى تشعر بالدفء واندهشت من داخلها منذ متى يهتم لأمرها حتى يضع جاكتته حولها هل يمكن لذلك الوحش ان يشعر كما الناس الطبيعية ولكنها تذكرت كيف ثار لكرامتها فى اول موقف مع جاسمين وكيف اعجبت به ووافقت على الزواج منه لان به كل مقومات الرجل الذى تحلم به اى فتاه. نعم اعجبها نعم ارادت ان تكون زوجته ووافقت على الاتفاق ولكن تبدلت الأحوال وصار ما صار وها هى الان شخص اخر ولا تعلم ماذا تتمنى من داخلها .استدارت لتنظر اليه كان يتابعها بنظراته من هذا الرجل وما الذى يحدث بينهم منذ ساعات اهانها وجرحها والان يضع جاكتته حولها و..وماذا ما الذى حدث وتغير مجرد موقف لا معنى له ولن تفكر فيه نظرته لها غريبه...ابعدت عيونها عنه وايضا حاولت ان تبعد افكارها عنه فهو لا يستحق ان تفكر فيه. ولكن هل هو حقا لا يستحق ؟؟
فلاش باك
عندما عاد كانت نائمه على ذلك الكرسي تأمل ملامحها كانت جميله كيف لتلك العيون الجريئة ان تنام دون ان تعود لتنظر اليه بغضب اقترب منها وخلع جاكتته واحاطها به..لم تشعر به. من تلك المرأة ولماذا لا يستطيع اخراجها من حياته ؟؟ لماذا يفعل بها كل ذلك ظل وقت طويل يتأملها ويحاول ان يجد اجابات لأسئلته الى ان وصل الطبيب واخبره ان والدته افاقت ونقلت الى غرفة عاديه...
اتجه اليها اطمن عليها ثم سالته عنها فعاد اليها ليوقظها.
نظرت اليه فقال " لقد خرجت من العناية وتسال عنكى "
قامت واعطته الجاكت ولكنه قال " لا اريده "
وتحرك مبتعدا الى ان تحركت فاستدار وتابعها بنظراته... فاستدارت ونظرت اليه كانت عيونها تنطق بأشياء كثيرة ليته يعرفها ليتهم يتوقفون عن تلك الحياة التى يعيشوها عندما اختارها لم يكن يفكر الا فى امه ولكن لا ينكر انها اعجبته ذكاءها جمالها حتى جرؤتها كل ذلك اعجبه...فقط عصيانها هو ما يغضبه. ترى هل يريد ان يكمل معها ام ؟؟ ابعدت عيونها وهى تدخل غرفة والدته ولم يعرف ما الذى يدور داخله...
باك
مر أسبوع تقريبا لم تفارق فيها المرأة.. تجنب كلا منهما الآخر فلا داع للتجريح بينهما أكثر من ذلك على الاقل ليس بالمشفى كما وانه يراها لا تتوانى عن خدمة امه والبقاء بجانبها كل ذلك دون اى كلام بينهم ليس اكثر من كلمات بسيطة كى لا تشعر الام بأى شيء مما يدور بينهما
وأخيرا دخل الطبيب " صباح الخير "
ابتسمت رغم الإرهاق وقالت " أهلا دكتور أحمد كيف حالك ؟"
اتجه الي الأم واطمئن عليها ثم قال " رائع جدا انتى بخير ويمكنك الخروج "
ابتسمت فاكمل " بالتأكيد من رعاية مدام ريم انها لم تتوانى عن خدمتك والجميع هنا يشهد بذلك "
احمر وجهها وقالت " مجامله اشكرك عليها دكتور "
اكمل " تعلمين انها ليست مجامله انا نفسي تعملين معنا ممرضه اعتقد وقتها كل المرضي سيطلبونك "
ضحكت وكذلك والدته اكمل " الان نعود للخروج انا اوافق عليه ولكن على شرطين " قالت بقلق " ماذا ؟"
ابتسم وقال " أريد ممرضه خاصه تصحبها وأيضا لابد أن تكوني معها مدام ريم فانتي كما اتفقنا رائعة في رعايتك وحبك وحنانك حقا انتى محظوظة بها مدام جيلان "
قال هذا ولم ينتبه إلى أن أدهم كان واقفا عند الباب يستمع إليه والغضب يتطاير من عيونه ويراقبها وهى تبتسم له وتقول " شكرا دكتور "
تحرك الي الداخل وقال " أرى أن حضرتك معجب بزوجتي دكتور أحمد "
نظر إليه أحمد وقال ببراءة " بالطبع يا فندم بل واحسد الحاجه عليها من النادر ان تجد زوجة تفعل ذلك مع حماتها على العموم انا أخبرت مدام ريم ان الحاجه بحاجه إلى ممرضه خاصه وراحة تامه وأيضا البعد عن أي ضغوط نفسيه حزن او سعادة "
نظر إليها وقال " اه طبعا هذا اكيد " أبعدت عيونها ابتسم الطبيب وقال " حمد الله على سلامه الحاجة أراكم بخير عن إذنكم "
خرج الطبيب ونظرات أدهم الغاضبة تتبعه التفت إليها وقال " هلا نذهب ام تريدين ان تكملي معه "
نظرت اليه بدهشه وكذلك امه التى قالت " ادهم ماذا تقول "
لم يبعد نظره عنها انما قال " لا شيء يا امى هيا دعينا نذهب" دق قلبها من نظرته ولكنها لم تعبا التعب تملكها من قلة النوم وكثرة التفكير....
اطمأنت علي استقرار جيلان بحجرتها ومعها الممرضة وايضا علي اختها ثم ادركت انه لا مفر من ان ينتهي الامر الي غرفتها حيث ينتظرها..
دخلت لم تراه ومن صوت الماء عرفت انه يأخذ حمام جلست علي طرف الفراش كان تعب قلبها اكبر من تعب جسدها تمنت لو ان كل ذلك حلم وانها ستستيقظ منه لتعود الي ما كانت عليه دون أي تجريح او أهانه او ذلك الحمل الثقيل الذي اوهن صدرها اغمضت عيونها وتمنت لو لم تفتحها وتنتهي حياتها ترى ماذا سيفعل بها الان ما قاله بالمشفى لن يمر ثم لماذا تضايق هكذا هل يهمه امرها هل هى بالفعل زوجته التى يهتم لأمرها ام مجر فتاه اشتراها بماله كما قال ليشبع بها رغبته و...
سمعته يقول " هل استقرت امي ؟" نظرت اليه كان يلف المنشفة على وسطه دون ان يرتدى شيء على صدره.
شعرت بالخجل مازالت تخجل رغم ما حدث بينهم اخفضت عيونها عنه ثم قامت وقالت وهي تتجه لتأخذ ملابسها " نعم "
امسكها من ذراعها وهي تمر من جانبه وقال " اري انكي تفتقدين المشفى ام.. من بالمشفى "
نظرت اليه وقالت " ماذا تعني لا افهم "
نظر بعيونها كما فعلت هي ثم قال " دكتور احمد مثلا كان يتغزل في حنانك وحبك من الواضح انكي منحتيه الكثير اخبريني هل اقتصر الامر علي نظرات ام كلمات حب ام ."
لم تشعر بنفسها وهي تصفعه على وجهه وتقول بغضب " كيف تجرؤ وتتهمني بذلك انت مجنون بالتأكيد مجنون " حدق فيها وزاد غضبه وهو يشد من قبضته علي ذراعها ونظراته القاتلة مصوبة الى عيونها ايضا الغاضبة...
يتبع...
أنت تقرأ
رواية الوحش والنمرة. بقلمى داليا السيد
Romanceصراع الحب والقسوة والكبرياء ...ترى النمرة ترضخ لوحشها ام يستسلم الوحش لنمرته ويقع فى براثنها ؟؟