الفصل الثانى والعشرين

7.7K 152 10
                                    

الفصل الاثنان والعشرين
حفل
لم تراه فى تلك الليلة فقد نامت من التعب بينما امضي ليلته كلها بالمكتب ربما يقنع نفسه بان العمل يشغله ولكن ذهنه كان غائب عن الواقع ولكنه استسلم الى ان الهدنه ربما تغير الشرخ الذى اصاب علاقتهم وتجعلها تتراجع عن الطلاق ولكن لماذا يريد ذلك لماذا لا يريد الطلاق لماذا يريدها ولكن دون الم او غصب او تجريح ما الذي اصابه....
فى الصباح تناولوا جميعا الافطار نظرات صامته تبادلها  الاثنان هى احتارت فى تغييره لقد كانت تظن انه سيكمل ما بداه قبل السفر وسيظل يعذبها ولكن ها هو يطلب هدنه فما الذى يعنيه بذلك وهل سيوافق على الطلاق ولكن المهم هل هى تريد فعلا الطلاق ؟؟
اكتفى كلا منهما بالهدنة ولم يتواجها مرة اخرى فى اليوم التالى اخبرها انهم مدعويين على حفل اعده احد رجال الاعمال اندهشت من انه سيأخذها معه... استعدت للحفل وانتقت افضل ما عندها وصففت شعرها افضل من اى كوافير ووضعت ميك اب اظهر جمال عيونها الزرقاء كانت سعيدة لأنه سيأخذها معه ربما سيعاملها كزوجته.
وصل متأخرا ولكنه دخل لوالدته اولا ثم اتجه الى غرفتهم خلع جاكتته وهو يدخل وفك ربطة عنقه وما ان دخل غرفتهم حتى رآها وهى تقف امام المرآه بدت امامه فاتنه بفستانها الفضي المفتوح وطويل يغطى ساقيها ولكنه يحدد كل جسدها فيظهر قوامها الملفوف حدق فيها بشعرها المتأرجح على كتفيها تأملها وشعر انه يريد ان يتجه اليها ويجذبها الي احضانه ان انوثتها تثيره حقا هو يدرك انها جميله ولكنها اليوم تبدو كالقمر ليلة اكتماله تبرق بضي فضي لون فستانها الذى اضفي بريق مثير لعيونها التى غرق في لونها كمن يغرق بالبحر العالي وبين الامواج يصارع للنجاة ..
انتبهت اليه فقالت "انت تأخرت وانا استعديت "
افاق من شروده وتحكم فى رغبته الرجولية فيها كامرأة تضج بالأنوثة لن يخرق الهدنه... تحرك اليها ووقف امامها وقال " استطيع ان ارى ذلك "
نظرت اليه وقالت " الن تجهز ؟ "
كانت نظراته النارية اليها تخيفها ولكن اندهشت لأنه تركها واتجه الى غرفة ملابسه ليبتعد من نار جمالها الذى كاد يحرقه.. وانتقى ملابسه وارتداها وهو الاخر يفكر في تلك الهدنه وهل يمكن ان تنجح ؟....هى الاخرى تأملته بعد ان انتهى كانت تعلم انه وسيم ولكن اليوم كان اكثر من ذي قبل واخيرا انطلق الاثنان فى صمت ..
كانت الحفل بإحدى الفيلات الصغيرة ولكن تدل على ثراء اصحابها تعلقت بذراعه وهما يدخلان كانت سعيده بوجودها معه ورغم انه يعتبر اول حفل تحضره معه الا انها كانت تتحرك بثقه ربما نابعه من انها تعلم زوجة من هى..
تعرفت على الكثيرين وهى معه وعلى زوجاتهم واندمجت معهن ولم تنتبه الى انه ابتعد عنها شعرت بالتعب وبصداع ورغبه في الرحيل فالضغوط كانت كثيرة الايام الماضية ومرضه الذى ارهقها.. وهى ايضا تريد ان ترتاح وتستمتع بالهدنة فنظرت حولها تبحث عنه لتخبره ولكنها لم تجده نظرت الى الحديقة حيث هيأ لها انها رأته فتحركت بعيدا الى مكان لم يكن به احد
وهناك سمعت صوت تعرفه يقول " ما هذا الجمال الذى اراه لو كنت رأيت هذا الجمال من قبل لما تركته "
كانت تعلم انه ياسين استدارت لتعود ولكنه وقف امامها وقال بوقاحه " لم العجلة يمكننا تقضيه بعض الوقت الجميل سويا "
نظرت اليه وقالت بغضب " انت مجنون ابتعد عن طريقى "
ولكنه لم يفعل وقال " الست حبيبك الاول والحب الاول لا ينسى انا نادم على ان ضيعتك هيا عودى الى وانا اعدك ان أمتعك اكثر من زوجك الذى ... "
ولكنه لم يكمل حيث صفعته على وجهه وقالت " ايها الجبان انا لا يمكن ان افكر فى ندل مثلك حبى لك كان وهم لا احب ان اتذكره ليتنى املك ان امحيه من ذكرياتي "
كادت تبتعد ولكنه سد طريقها وقال وكأنها لم تصفعه على وجهه منذ لحظه " ولكنى احبك واريدك "
قالت " وانا اكرهك انا لست تلك المرأة التى تخون زوجها والان ابتعد من امامى والا صرخت ولا اعلم ماذا سيحدث لو ادهم عرف بما فعلته معى .."
ولكنه لم يبتعد وانما زاد قربا منها وهى تتراجع حتى اصطدمت بشيء صلب ادركت انها شجرة. اقترب منها وقال " هل تظنى انى اخافه انتى لا تعرفيني اذن انا اريدك واعتدت على ان احصل على ما اريد "
صدته بذراعيها ولكنه امسك ذراعيها بقوة وقال " لولا المكان لما نجيتي من احضانى " بصقت علي وجهه وقالت بقوة " انت كلب جبان ابتعد عنى "
كاد يقرب وجهه منها اكثر وهى تفكر كيف تبعده فهى لن تستسلم ابدا لندل مثله....ولكن  فجأة رات قبضه تتوجه الى وجه ياسين ففلتت من ذراعه وتراجع هو من قوة القبضة ورأت ادهم وهو يتقدم اليه ويلكمه لكمه تلو الاخرى واخيرا بدأ الموجودين يشعرون بما يحدث ولكنها لم تتحرك وهى تراه يؤدب ذلك الجبان ويلقنه درسا لن ينساه
واخيرا جذبه احدهم من فوق ياسين وادهم لا يريد ان يتراجع وهو يسبه بالشتائم...ورأت جاسمين وهى تندفع تجاه زوجها...
بينما قال ادهم " اذا مسستها مرة اخرى او حتى فكرت فلا اعلم ماذا يمكننى ان افعل بك هل تفهم "
ثم التفت اليها وامسك يدها وجذبها الى الخارج دون اهتمام بما اخلفه وراءه من حيره عند البعض واعجاب او غضب عند البعض الاخر واتجه الى سيارته اركبها وركب وقاد فى غضب لا يمكن وصفه
لم تعرف بماذا يمكن ان يكون فهم او رأى لذا كان عليها ان تشرح له ما حدث فقالت " ادهم هلا تسمعنى "
لم يرد عليها فقالت " هلا تقف وتسمعني انا لم افعل شيء انا ذهبت ابحث عنك فلم اجدك وهو..."
اوقف السيارة بقوة ونظر اليها والغضب بعيونه وقال " اذا كان حبيبك وتريدينه فلماذا تركتيه لماذا لم تكملي معه ولم ادعيت البراءة بالتأكيد جاسمين على حق من انكى ربما تريدين استعادته  "
غضبت هى الاخرى وقالت " جاسمين ؟ انها كاذبه بالطبع. انه ليس حبيبي ولن يكون انا اكرهه انه ماضي انتهي منذ ان عرفت انه ندل وجبان..."
قاطعها بغضب " لا ارى انه انتهى فقد ذهبتي اليه " قالت " لا لم افعل اخبرتك انه هو الذى اتى ورائي ثم اننى لم اكن اعلم بوجوده .. انا لم افعل اى شيء "
قال " هل مطلوب منى ان اصدق "
حدقت فيه وقالت " تصدق جاسمين اذن ؟ بالطبع لابد ان تصدقني انا لا اكذب ليس هناك ما يجعلني اكذب فانا لم افعل اى شيء خطأ "
امسكها من ذراعها وقال " وهل وجودك معه فى هذا المكان ليس خطأ وجوده بقربك هكذا ليس خطأ ان يوشك على تقبيلك ليس خطأ اين الخطأ عندك اذن اسمعى انا لن اسمح لكى ان تشوهي اسمى وسمعتي انا لن اقبل ذلك ولم تخلق بعد المرأة التى تطعن ادهم البحراوي فى شرفه واذا فكرتي انه يمكنكى ان تفعلي ذلك وتظني انى لن اعرف فانتي تحلمين فانا لن اقبل حتى ان تفكرى في خيانتي سأقتلك قبل ان تفكرى فيها "...
للمرة الثانية تفقد نفسها وبكل قوتها تصفعه على وجهه ولكنه هذه المرة امسك يدها ونظر اليها والغضب يتطاير من عيونه وواجهته بعيون قويه وخلصت يدها من قبضته وهى تقول
" اخرس..انا اشرف منك هل ظننتني مثل تلك النساء اللاتي تعرفهن ؟لا انا لن ولم اكن مثلهم الى هنا وانتهى كل شيء لن استمر معك طلقني لا يمكننى ان ابقي معك يوما واحدا بعد الان انا كل يوم ازداد كرها لك طلقني  "
حدق فيها ثم قال بنفس الغضب " طلاق. وهل ظننتى اننى سأطلقك من اجل ان تعودى اليه اذن انتى تحلمين لن افعلها ستظلين حبيستي الى الابد
ربما يتسلل الحب متخفيا الى قلوبنا فلا نشعر به والاغرب اننا دائما ما نقع فرائس له ونتقبل طعناته بل ونتلذذ بها رغم المها وعندما نفيق وندرك مشاعرنا وان الحب قتلنا لا نملك الا ان نسامح ونغفر وننسي آلامنا
كانت تحاول ان تكون اقوى مما كانت تشعر فقالت " لا لن افعل انا لست تلك المرأة الضعيفة التى تتحمل الاهانات والمعاملات البذيئة انا لن ابقى هل تفهم لن ابقي مهما كان الثمن "
وفتحت باب السيارة ونزلت... انطلقت تجرى وسط ظلام الليل ولم يكن هناك احد فى ذاك الوقت المتأخر الذى قارب الفجر... ظلت تجرى والدموع تمحى الرؤيا من حولها ولم تلحظ تلك الحجر الكبيرة التي كانت تعترض طريقها فاصطدمت رجلها به بقوة فصرخت من الالم وشعرت برجلها تلتوى وتفقد توازنها وتسقط وهى تمسك قدماها وتتلوي من الالم..
كان قد وصل اليها رأى ما اصابها ورأى الدم ينزف من ساقها فاتجه اليها لينظر الي ساقها وركع بجانبها ولكنها صرخت فيه " ابتعد عنى لا تلمسنى انا لا اريدك لا اريدك انا اكرهك انت وحش كرية وانا لم اعد اريد ان ابقي معك طلقني طلقني.."
ظلت تضرب فيه بذراعيها وهى تصرخ بشكل هستيري فاضطر الي ان يضربها علي وجهها لتتوقف ولكنها فقدت الوعى نظر اليها خبط على وجهها فوجدها لا تفيق حملها واسرع بها الى السيارة واتجه الى اقرب مشفى
يتبع...

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن