كانت تُمسك مظلتها وهي تجري بسرعة حتى لا تبتل ثيابها بالمطر المنهمر. هذا الصباح كان مظلماً قليلاً، لا ضوءَ شمس ولا حتى عصافير تُغرد. مع هذا هي كانت تحبه. هي تحب كل هذه، المطر والجو البارد الذي يصفعُها من كل جانب وحتى الظلمة.
وصلت إيفا الى مكان عملها، هي تعمل في محلاً للقهوة، وكانت أول الواصلين كالعادة. وكما تفعل دائماً هي تقوم بترتيب الطاولات ومسحهها وتنتظر قدوم الاخرين.
السيد هان كان رئيسها في العمل هنا، وكان أول من يدخل من بعدها إلتفتَ إليها وأبتسم ثم قال لها "ظننتكِ ستتأخرين اليوم بسبب المطر!".
ترد عليه "لم أعلم متى سيتوقف لذا قررت فقط المجيء".بعدَ عدة ساعات توقف المطر ففتحت إيفا النوافذ لتدخل رائحة الشوارع المبللة للمقهى. وهاقد بدأ اليوم الجديد في العمل بعد صول الجميع.
يستعد الجميع بتحضير القهوة بأنواعها ونكهاتها اللذيذة وكذلك تزينها بالرسومات المحترفة. وفوراً تنشتر رائحتها المُنشطة أرجاء مطبخ المقهى الصغير. إيفا كانت تحب هذه الرائحها وتستنشقها كالمدنين لكن المضحك في الأمر هي أنها غير قادرة على شربه. أجل فقط رشفه واحده كانت كافيه لتتذوقه وتعرف ما إن كان الطعم جيداً.
كانت إيفا تهتم بإعداد القهوة وكذلك تقوم بتقديمه بنفسها احياناً، لأنها لم تكن تحب البقاء في الداخل طوال اليوم.
تتجه إيفا للمطبخ لتصنع أول قهوة لليوم، "قهوة اللآتيه". حيث تجعل الحليب يتبخر أولاً من ثم تُصب عليه ملعقة واحدة من القهوة بعدها تضيف رغوة صغيرة عليها. كانت تُحب هذا النوع من القهوة لحلاوتها عن باقي الأنواع الأخرى.بينما كانت إيفا وأصدقائُها منغمسين بالعمل، جاء مديرهم ليخبرهم بوصول ثلاث متدربين إليهم.
السيد هان؛ جميعكم هؤلاء يونا وكاوان ورين سيبقون معنا لمدة شهر لذا أعتمد عليكم في تعليمهم كل شيء خلال هذه الفترة.مباشرةً أنقسم المتدربين على ثلاث من الموظفين وكان رين من نصيب إيفا.
كانَ رين يصغر إيفا بسنة. رغم أنه مازال طالباً جامعي إلا أنه كان عليه العمل حتى يوفر له لقمة العيش. هو كان يسكن لوحده في شقةً صغيرة وقديمة لأنه هذه كان كله ما يستطيع توفيره لنفسه. كان يُقسم يومه بين الجامعة وعمله الجزئي وأخيراً التدرب هنا.
في الصباح هو يذهب للجامعة ثلاثة أيام وبعد عودته يذهب للعمل حتى أخر الليل, أما بقية الأيام فهو يأتي الى هنا. لطالما كان حلمه أن يمتلك مقهى حيث يعد فيها القهوة الخاص به لذا كان عليه أن يجد مكاناً يكتسب به خبره حتى يحقق حلمه.تقدمت إليه وقالت له "مرحباً أنا إيفا سأكون المسؤوله عنك هنا" لكن هو أكتفى بإيماءة رأسه فقط.
أنت تقرأ
أبردُ من الثلج
Fanfictionتتحدث قصتنا عن فتاة تعمل في متجراً للقهوة لكن ما تحمله هذه الفتاة كان أكبر من أن تتحمله. هل ستكون قادرة على تجاوز كل ما يعترضها بمساعدة من حولها؟ أم سيتغلب خوفها وأفكارها المشتتى عليها حتى يعميها عن من هم كانوا أقرب لها!!