حل الليل وأُغلقَ أخر مصباح من المقهى. مازال الجو بارداً ورياح هادئه كانت تأتي وتذهب. وضعت إيفا كلتا يداها في جيب معطفها الأسود الطويل. بينما كانت تمشي سمعت صوتاً يناديها "إيفا، إيفا انتظري" إلتفت ورأت هوجون مع كايو التي كانت هي الأخرى تعمل معهما.كايو: إيفا لما سبقتنا ولم تنتظرينا؟
إيفا: ايه! ظننتكما ذاهبان معاً لذا قررت الرجوع لوحدي.
كايو: لكن لا يمنع هذا من أن تنتظرينا لنخرج معاً (تقولها وهي عابسه).
إيفا: أسفه (تضحك).
هوجون: ستعودين للمنزل؟
إيفا: لا. علي الذهاب لمكاناً أخر اولاً.
كايو: الوقت تأخر بالفعل كوني حذره.
هوجون: أجل. ايضاً من الممكن أن يصبح الجو أكثر براداً لاحقاً.
إيفا: لا تقلقا. أراكما غداً.أنفصلت إيفا عنهما وذهب كل منهم في طريقه. الوقت كان متأخراً بالفعل فقد أنتصف الليل والرؤية أصبحت أكثر ظلمة رغم وجود مصابيح الشارع المنتشرة في كلا الجانبين. مشت لعدة خطوات، كانت تبتعد وتبتعد أكثر حتى وصلت الى مكان شبه خالي. وقفت إيفا قرب جداراً ضخم مُهتري وقذر حيث أمالت جسدها عليه. بعد عدة دقائق من الأنتظار شخصاً ما كان يقترب منها ويلوح يدهُ لها "أسف تأخرت بسبب أنشغالي بشيئاً مهم" (كان يقولها وهو يلتقط أنفاسه بسرعه).
إيفا: لا تكترث فلم أنتظر هنا طويلاً. هالنذهب الأن؟
جي: هيا.دخل الاثنان الى ذلك المبنى الكبير الذي هو في الواقع (سجن). لم يكن وقت الزيارة لكن ببعض النقود تستطيع رشوة أي أحد به. كان جي يحمل معه ظرفاً مليء بالنقود ثم سلمها لتلك الحارسة حيث قامت بإدخالهما من باباً خلفي, ثم قادتهما الى الشخص المطلوب. قامت بفتح الباب الزنزانة وقالت بصوتاً منخفض "15 عشرة دقيقة فقط".
توجهت إيفا الى السرير القذر الموجود في هذه الزنزانة الصغيرة وجلست على ركبتيها ثم أمسكت بيدهِ بلطف "هل أنت نائم؟"
أرون: ماذا!! متى أتيتما؟ (وهو يمسح النوم من عيناه).
جي: فقط الأن.
أرون: لقد نسيت أنكما قادمان فنمت, تعلمان لاشيء أخر أستطيع فعله هنا.
إيفا: لا عليك. أخبرني هل أنت على مايرام؟ (وهي تنظر إليه بعيون دافئه).
أرون: لا تقلقي مازلتُ حي (يبتسم).
أمسك أرون بيدها لتقف وتجلس بجواره على السرير الضيق. "شكراً لأنكما هنا" (ينظر إليها والى جي).
إيفا: لو أستطعت لبقيت هنا طوال الوقت.
أرون: ليس عليكِ فعل ذلك.
إيفا: وهل ستمنعني؟ (تمثل على أنها عابسه).
أرون: إن إضطررت لذلك فسأفعل. (يضحك).كان الثلاثة يضحكون ويتبادلون المزاح فيما بينهم, بعد ما صمت الجميع لبعضاً من الوقت قال جي بصوتاً متردد "هل أخبروك بشيء؟ أأقصد عن موعد الحكم؟"
أرون: أجل
إيفا: لماذا لم تتكلم!! (وقد بدا القلق عليها في عينيها).
أرون: امممم
جي: هل هو سيء؟
أرون: لقد تم تحديده (يتنهد) موعد الإعدام.
إيفا: متى؟ (وهي تضع يداها على كتفه وعيناها بدأت تمتلئ بالدموع).
أرون: بعد أربعون يوماً.
جي: اللعنة هذا قريب. (قالها بغضب شديد).
عم الهدوء فجأةً وزدات الرياح بروده, جاءت تلك الحارسة مجدداً وأخبرتهم أن عليهم الرحيل حالاً. وقبل مغادرتهما قالت إيفا "سوف أتي مجدداً".خرجا من السجن وكانا يمشيان في هذه الظلمة والجو قارس لم يتحدثان فقط الحزن كان يخرج منهما. لكن صوت بكاء إيفا المتقطع والخافت كسر هذا الهدوء من دون إنذار، هي حاولت أن تكبح دموعها منذ أن كانت في تلك الغرفة لكن الأن هي لم تعد تتحمل اكثر. أخذ جي بيدها ثم جلساه على كرسياً خشبياً "أعلم أن هذا كثيراً عليك لكن".
إيفا: أنا السبب...
جي: أخبرتكِ أن تتوقفي عن قول هذا.
إيفا: أرجوك لا تغير الحقيقة.
جي: أنتِ تبالغين.
إيفا: لا لستُ كذلك. جي أنت كنت هناك ورأيتني أقتله.
جي: أي شخصاً كان بمكانك لفعل نفس الشيء...
إيفا: أنا من كان عليه أن يكون خلف القبضان (تبكي أكثر).
جي: لا أنتِ او أرون عليه أن يكون هناك. لقد وعدنا بأننا سنخرجه.
أقترب جي منها وعانقتها ثم أخفت إيفا وجهها الباكي في صدره "الوقت تأخر علينا أن نعود للمنزل فغداً لديك عمل في الصباح الباكر".
بصوتاً خافت قالت "أجل".في اليوم التالي ومثل كل صباح ذهبت إيفا للمقهى اولاً وبدأت التنظيف حتى يكون المكان كله جاهزاً لبداية يوم عمل جديد.
عندما وصلت كايو ركضت الى إيفا وسحبت بيدها وأخذتها الى المخزن الموجود في مطبخ المقهى. "أخبرني جي بأنكما زرتما أرون وقال لي عن موعد الحُكم"
إيفا: أخفضي صوتك قد يسمعك أحد. أجل هذا صحيح لقد كنا هنا.
كايو: وماذا سنفعل!!
إيفا: لا أعلم. لكن علينا الإسراع فلا وقت أمامنا.
كايو: ستذهبين اليوم للشركة؟
إيفا: بالطبع علينا الذهاب جميعاً، نحن بحاجه لحزم الأمر.
كايو: لا تقلقي إيفا سننقذه ويعود كل شيء على ماكان عليه (وهي تسمك بخداها الباردتان).
إيفا: طالما أن أخي حي لا أظن أن ذلك سيحدث.
كايو: أرجوكِ لا تبالغي بالتفكير وس...
"أنتما هنا لقد كنت ابحث عنك إيفا"إيفا: اوه رين ما الأمر؟ (تقولها بإرتباك).
كايو: سأدعكما بمفردكما...
رين: هل قاطعتكما؟
إيفا: لا لا لقد أنتهينا بالفعل. هيا تعال سأعلمك شيء جديد اليوم.
رين: إيفا!
إيفا: امم...
رين: تبدين متعبة!
إيفا: أه~ لا تقلق لم أنم جيداً البارحة لكني بخير الأن.
رين: أهناك شيء يزعجك؟ لأنه الناس لا يستطيعون النوم إذ...
قاطعته إيفا: لا يوجد شيء مهم صدقني. هي أتبعني وتوقف عن الحديث.
أنت تقرأ
أبردُ من الثلج
Fanfictionتتحدث قصتنا عن فتاة تعمل في متجراً للقهوة لكن ما تحمله هذه الفتاة كان أكبر من أن تتحمله. هل ستكون قادرة على تجاوز كل ما يعترضها بمساعدة من حولها؟ أم سيتغلب خوفها وأفكارها المشتتى عليها حتى يعميها عن من هم كانوا أقرب لها!!