.

26 3 0
                                    



بينما كانت إيفا تُعطي رين درساً جديداً في إعداد القهوة هو كان يستطيع أن يرى في عيناها تشتٌتها وعدم إنتباهها فيما كانت تقول. هي كانت فقط تخلط كلماتها ببعض.

علامات الانزعاج كانت مرسومة على وجهها مهما حاولت إيفا أخفائها، هي لم تقدر أن تسيطر على ما يحدث من حولها. فمهما حاول رين أن يفتح حواراً معها او يقاطعها، هو يعلم أنها ستغضب او ستتجاهله كما فعلت سابقاً.

بعدها بدقائق دقت الساعة على وقت الأستراحة فتوقفت إيفا عما كانت تفعله. و تمتم رين قائلًا "أخيرًا".
خرجت إيفا من المطبخ وأتجهت الى الباب الخلفي من المقهى وجلست أمام إحدى درجات الباب الصغير، بقت هناك صامته تُحدق الى السماء ودون ان تدرك سقطت دمعة دافئة على خدِها.
كل ما حدث في الماضي صار يعود إليها مجدداً وما سمعته من أخباراً في الأمس زاد من الوضعَ سوءاً.

"إيفا" صوتاً عميق ناداها
قبل أن تلتفت إيفا لصاحب الصوت، هي مسحت دمعتها بسرعة.
كان رين يقف خلفها مباشرةً وبيده كوباً من القهوة وفطيرة دائرية. "خذي هذا لك، طالما أنك لا تشربين القهوة" أخذت إيفا الفطيرة ولم تنطق بكلمة.

رين: لا أظن أن أن قلة النوم مثل ما قلتي لي سابقاً هو السبب في أنزعاجك المبالغ هذا!
أخفضت إيفا برأسها، فهي لم تريد النظره إليه، لأنها لا تستطيع أن تقول له الحقيقة. فقط هي كانت تريد منه أن يتركها بمفردها لكن هذا لم يحدث. "لن أجبرك على قول شيء لكن سأبقى هنا".
إيفا: ما خبطك؟
رين: أريد الأطمئنان على معلمتي...
إيفا: أنا؟ معلمتك؟
رين: اذاً ماذا تريدين أن أناديك به؟
إيفا: اممم كما ينادي الأصدقاء بعضهم!!
رين: هل تُعدينني صديق لك بالفعل؟
إيفا: ألا تريد أن نكون اصدقاء؟
رين: لكن ما اعرفه عن الصداقة بأنه لا اسرار بينهم...
إيفا: هذا صحيح. اذاً لتبدأ انت.
رين: بماذا؟
إيفا: اخبرني عنك! ماذا تفعل؟ وماذا تدرس؟ واين تعيش؟
رين: انتِ حقاً تريدين الهروب من سؤالي اليس كذلك؟
إيفا: ربما (تضحك).

أجل. إيفا حاولت التهرب من سؤاله. هي فقط كانت تفكر أنه من الصعب قول كل شيء لشخصاً غريب تعرفت عليه منذ يومان. ربما هي تفضل ألا تخبره عن جانبها الأخر ابداً أو ليس الأن.
رين: حسناً. انا طالب في السنة الأخيرة في الجامعة. أذهب للجامعة بضعة أيام فقط أما بقية الأيام أقسمها بين مجيئي الى هنا والى عملي الجزئي الأخر.
إيفا: هذا رائع. انت حقاً مجتهد..
رين: علي فعل كل هذا حتى أستطيع العيش.
إيفا: هل تعيش بمفردك؟
رين: كيف عرفتي؟
إيفا: لابد وأنك تفعل كل هذا لتوفر لقمة عيشك.
رين: من هذه الناحية أجل صحيح.

بينما كان رين يتحدث إليها هي شعرت قليلاً بإرتياح. هي كانت تريد شيء ينسيها أفكارها المزعجة بشكلاً مؤقت، ففكرت بأنه بوجود رين بجوارها وبكلامه الكثير قد يريحُها.
رين: حان دورك
إيفا: هذا هو عملي، في هذا المقهى انا اعمل هنا منذ خمس سنوات. وكايو انت تعرفها، هي صديقتي لقد درسنا وتخرجنا معاً. وأنا أعيش مع صديق طفولتي يدعى جي.
رين: حقاً!! أليس لديك إخوه؟
إيفا: لا (بتردد) لا أحد لدي سوى جي.
رين: من الجيد أنه هناك أحد من أجلك.
إيفا: أأجل.
رين: لكن أنظري أنتي صرتي منزعجة مجدداً!!
إيفا: توقف عن هذا أرجوك.  أنظر لقد انتهى وقت الاستراحة لتدخل.
رين كان يمثل على أنه غاضب منها مما جعل إيفا تضحك ثم دخلت للمقهى وهو تبعها.
بعد أنتهاء اليوم كايو وإيفا خرجتاه مسرعتان لتلحقاه بجي الذي أتفق معهما مسبقاً أن يلتقوا جميعاً بعد أنتهاء عملهما.

كايو: أنظري يا إيفا جي أرسل هذا منذ قليل.
إيفا: ماذا يقول!!
كايو: يريد مننا أن نذهب الى الحاويات بدل الشركة.
إيفا: ماذا فجأة؟ هذا غريب!.
وصلتا الفتاتان إلى الحاويات ووجدا جي مع شخصان أخران ينتظرانهما.

جي: نحن في مأزق...
كايو: ماذا حصل؟
هايا: الرئيس... لقد مات.
جي: لوسيان قتله. أستطعنا الهرب لكن الأخرين مازالو في الشركة. لوسيان والبقية موجودون هناك ولا أظن أنهم سيرحلون قريباً.

أبردُ من الثلجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن