البارت 12

13.8K 410 118
                                    

مر أسبوعين على رحيل هازان من ماردين وكانت تتصل كل يوم ب ايجه تتحدث معها و تفتح الكاميرة حتى ترآ التوأم و تتحدث معهما و كأنها هناك وكم أشتاقت إليهم جميعاً وكانت تتكلم مع سيفينش أحياناً عندما تعرف أن ايجه تتحدث معها.. كم كان القصر هادئ بعد ذاهب هازان.. و جوكهان و ياسمين والأولاد لم يعودوا بعد من أنقرة.. و كنان طوال اليوم مع أصدقائه.. و ليلى قد ذهبت إلى بيتي أهلها بعد أن ضربها ياغيز..
والآغا ياغيز الذي قضى عليه الشوق إلى درجة أنه لم يعد يأتي إلى البيت إلا نادر لأنه لم يعد يتحمل حتى روجع إلى البيت لأنه يتخيلها في كل مكان و يشم رائحتها و يسمع صوتها وهي تتكلم من بناته وكأنها موجودة في القصر.. حتى أنه لم يعد يذهب إلى ذلك الوادي بسبب أشتياقه.. لذلك يلهي نفسه بعمل حتى يتعب و ينام بسرعة حتى لا يفكر بها و ينسى...
وفي إحدى الليالي كانت هازان جالسة على السرير في تلك الشقة الصغيرة التي أصبحت تعيش فيها مع بعض من الفتيات تفكر بحياتها وماذا ستفعل دون أحد لا أم أو أب أو حتى صديقة بعد أن تعودت على ايجه و تفكر بالتوأم أيلين وسيلين وكم أشتاقت إليهما وإلى رائحتهما وإلى تقبيلهما وإلى جميع تفاصيلهما وكم تمنت أن تكون الآن عندهما و أغمضت عينيها وهي تتخيلهما وهما بحضنها و تلعبهما مثلما كانت تفعل وهي هناك.. وفي لحظة مر عليها ظل الآغا وكيف هو كان ينظر إليها بنظرات يجعل خدودها تحمر خجلا من نظراته وكيف كان يتكلم معها بأريتاح ويعاملها بلطف ومن ثم تذكرت حين ركبت معه على ظهر الحصان آه كم خجلت عندما أمسك بخصلة شعرها التي كانت تزعجها ووضعها خلف أذنها وأخذها إلى مكانه السري.. وثم إلى ذلك المطعم و مكان القوارب وثم أبتسمت وهي تتذكر كيف غضبت
ايجه بسبب عدم روكبهم القوارب وكيف تعامل الآغا مع غضبها بحب.. وثم وقفت أمام مرآة وهي تفرد شعرها الأسود وأمسكت بشعرها وقد تذكرت عندما قال لها وهو ممسك بخصلة شعرها كم أن شعرها جميل و طويل عندما نسيت أن تربطتها بسبب بكاء الصغيرة أيلين وضحكت حين تذكرت كيف أنها هربت بسرعة عند قوله هذا وضربت على جبينها وقالت :- ياإللهي.. كم أنتي غبية يا هازان هل كان سيأكلك عندما رأكي هكذا..
وثم توقف عن ضحك عندما تذكرت كيف جرح يده حين ضربه على مرآة بسبب تلك..... ولم تكمل لأنها قد نسيت أن تسأل ايجه عن يده لأنها خجلت أن تسأل عنه لذلك قررت أن تتصل ب ايجه حتى تسأل عنه.. أخذت هاتفها وطلبت الرقم ليرن الهاتف وثم سمعت صوته وهو يقول :- آلو
شعرت هازان بوجهها وهو يحمر و قلبها وكأنه سيخرج من مكانه بسبب سمعها لصوته لا تعرف خوفا أو خجلا أو.... أو.... ياإللهي..... لتجيب بتوتر وهي تقول :- ألو... مرحبا
ياغيز :- مرحبا... كيف حالك.
هازان :- بخير شكراً... كيف حالك أنت
ياغيز :- أنا بخير... شكراً لك
هازان :- كيف حال يدك... أقصد هل.. هل أصبحت أفضل... أعني.. أقصد حرجك هل أصبح بخير..
ياغيز وهو ينظر إلى يده وقال :- نعم... لقد شفيت..
هازان :- حقأ... الحمدلله.. لقد فرحة.. وثم سألت عن أيلين و سيلين وقالت :- كيف حال الصغيرات هل هما بخير و هل كبرا أم مازالات صغيرات..
ياغيز :- أنهما بخير ولقد أشتاقا إلى خالتهم كثيراً.. ألم تشتاقي أنتي أيضا إليهما..
هازان :- بل لقد أشتاقت إليهما كثيراً و أشتاقت إلى جميع و أشتاقت إلى المدينة و أشتاقت إلى......... ولم تكمل و سكتت بسرعة..
هازان :- أين ايجه.. هل هي غير موجودة..
ياغيز :- نعم.. يبدو أنها قد نسيت هاتفها في غرفة التوأم و أنها قد نامت..
هازان :- حسناً.. لقد أتصلت حتى اطمئن على الفتاتين و
......و أردت الاطمئنان على... أقصد... أنا.. تصبح على خير يا آغا...
ياغيز :- و أنتي بخير يا خانم... و أغلق الخط..
جلست هازان على السرير وهي تشعر بحرارة بجسمها و بقلبها يخفق بقوة لا تعرف له سبباً.. أمسكت بخدودها وهي تشعر بفرح و توتر وضحكت على نفسها من توترها
و تمددت على السرير حتى تهدأ...
ياغيز :- لقد عت اليوم عن غير عادة إلى البيت بسرعة منذ أسبوعين.. أستحممت وثم جلست ألعب مع بناتي حتى موعد نومهما وكانت ايجه هناك أيضاً إلا أنها ذهبت إلى غرفتها وقد نسيت هاتفها هناك ونامت التوأم وكنت سأنام أيضاً عندما رن الهاتف نهضت أريد غلقه إلا أني صدمت عندما رأيت أسم المتصل شعرت بشوق و فرح
لأنني و أخيرا سأسمع صوتها شعرت بقلبي ينبض بقوة فتحت الخط ليأتي صوتها تقول آلو.. لم أشعر بأي شيء حولي غير صوتها وصوت أنفاسها وهي تقول آلو.. ومن ثم وهي تسأل عني.. ياإللهي.. هل.. هل سألت عني وعن يدي.. هل.. هل مازالت تتذكر... ياإللهي كم شعرت بسعادة وأنا أسمع صوتها وهي تسأل عني.. آەەەە ياإللهي كم أشتاقت إليها وإلى سمع صوتها وضحكتها وقلقها على التوأم و عليه و بعد أن أغلقت الخط جلس ياغيز على السرير هو الآخر هو يشعر بسعادة لم يشعر بها منذ وقت طويل جدا وتمدد على السرير لينام براحة و سكينة لم يشعر بها منذ زمن بعيد جدا...
كانت جالسة في حديقة كبيرة وفيها أجمل الورد و الأشجار وكان هناك أطفال صغار يلعبون حولها وأيضا طفل صغير في حضنها تطعمه من حليب صدرها لتحس بخطوات بطيئة تتجه نحوها من خلف أبتسمت بسعادة وهي ترى الأطفال يركضون ناحية ذلك الذي آت وهم يقولون :- ماما لقد عاد بابا.. لقد عاد بابا.. ومن ثم شعرت به وهو يجلس خلفها ويرفع شعرها الأسود الطويل عن ظهرها وهو يقول :- لقد أشتاقت إليك يا حبيبتي.. وثم وضع شفته على كتفها يقبلها بنعومة و شوق.. ووصل إلى عنقها حتى تحت إذنها.. لتشعر بفرح وحب.. التفتت لتقول له توقف بسبب وجود الأطفال إلا أنها أنصدمت لأنها لم ترى من وجهه شيء ونظرت حولها إلا أنها لم تجد أحد هناك غير أصوات ضحكات لتصرخ بفزع وشعرت بنفسها وهي تقع من مكان عالي جدا لتفتح عينيها وهي ترى نفسها قد وقعت من السرير و عرفت أنه ذلك الحلم مجددا الذي أصبحت تحلم به منذ أن غادرت ماردين وكانت تشعر أنها قد تركت شيء هناك شيء لم تعرف ما هو أبدا... وثم نهضت حتى تتابع يومها مثل كل يوم وهو بحث عن عمل لأنها لم تجد عمل حتى آلان ولم تخبر ايجه لأنها ستجبرها على العودة إلى ماردين وعيش معهم.. إلا أنها لا تريد أن تكون عبء على أحد و تستغل عطف صديقتها لكي تعيش لذلك ستبحث و تبحث حتى تجد عمل مناسب..
أستيقظ ياغيز متأخر إلا أنه كان سعيدا جدا ولم يهتم أنه قد تأخر وذهب إلى غرفته بعد أن صبح على بناته
ليبدل ثيابه ويخرج إلى عمله.. وبعد مدة نزل إلى أسفل ليتفجئ الجميع من وجوده في البيت..
سيفينش :- بني ياغيز.. متى عدت إلى البيت..
ياغيز وهو يقترب من أمه و قبله على رأسها :- صباح الخير يا خانم... لقد عت البارحة عندما كنتم نائمين..
سيفينش :- صباح الخير يا بني
عزيز آغا :- صباح الخير يا بني
ونزل كل من ايجه و كنان إلى أسفل لتناول الإفطار و ألتفت الجميع حول مائدة الإفطار وبدأ بتناوله ليرن هاتف ياغيز... فتح ياغيز الخط وقال :- آلو.. من معي
المتصل :- آلو.. هل أنتي ياغيز آغا...
ياغيز :- نعم تفضل
المتصل :- يؤسفني أن ابلغك أن زوجتك الخانم قد تعرضت إلى حادث سير و أنه في حالة حرجة جدا..
وقعت الهاتف من يد ياغيز وهو ينظر إلى أمه التي كانت تنظر إليه بقلق وهي تقول :- ياغيز بني ماذا حدث من الذي اتصل وماذا أخبرك ها.. ياغيز اجبني..
ياغيز :- أنها ليلى لقد تعرضت لحادث وهي في حالة حرجة ويجب أن نذهب إلى مشفى فورآ...
شهق الجميع بصدمة و نهض الجميع للذهاب إلى مشفى.

حب من نظرة الأولى. ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن