البارت 13

13.9K 387 107
                                    

مر أسبوع على حادث و ليلى في غيبوبة بسبب نزيف الدم في دمغها و نسبة الأمل بأن تعيش ضعيف جدا أو قد لا تعيش أبدأ.. كان الجميع حزينون بسبب ما أصابها و أما ياغيز فلم يكون يترك المشفى إلا عندما يأتي لرؤية بناته و يتكلم معهما حتى يستمد منهما القوة ليتحمل ما حدث فمهم كانت قاسية و باردة ففي نهاية هي زوجته و أم بناته وقد عاش معها عمرا ولا يريد أن تصبح بناته أيتام و دون أم حتى لو كانت لا تريدهما إلا أنها تظل أمهما..
في المشفى كان ياغيز جالس ينتظر الطبيب قد يخبره عن أي مستجدات عن حالتها.. ليخرج الطبيب من غرفة
أتجه ياغيز إليه وقال :- إذا أيها الطبيب هل من جديد.
الطبيب :- أعتذر يا آغا... ولكن لا يوجد تحسن في حالتها حتى أنها قد أصبحت أسوء.. لذلك أستعدوا لأي شيء... أعتذر مرة أخرى.. بسلامه.. وذهب الطبيب..
جلس ياغيز على المقعد بقهر ووضع رأسه بين يديها وهو
يفكر بها وكم يتمنى أن تتحسن وتعود حتى لو كما كانت المهم إلا تصبح بناته أيتام هذا ما يريده من ألله..
كان جوكهان و ياسمين قد عادوا من أنقرة بسبب حادث
وكان مع ياغيز في مشفى عندما تكلم من الطبيب...
أقترب منه جوكهان ووضع يده على كتفه وقال :- أخي أذهب إلى القصر فأنت متعب حتى ترتاح و تنام قليلا لأنك لم تنم منذ البارحة ولكي تطمئن على البنات و أنا هنا وإذا حدث أي جديد سأبلغك حسناً هيا أذهب هيا..
رفع ياغيز رأسه لينظر إليه وقال :- لا.. فأنا بخير..
جوكهان :- إذا لم يكن من أجلك فمن أجل بناتك يا آغا فيجب أن تكون قويا من أجلهما أليس كذلك...
زفر ياغيز بقهر وقال :- معك الحق يا جوكهان.. حسناً سأذهب ولكن أن حدث أي شيء فأخبرني حسناً..
جوكهان :- حسناً.. أذهب و أطمئن أنا هنا إلى اللقاء..
ياغيز :- إلى اللقاء. و ذهب ياغيز إلى القصر ليس لكي يرتاح أو ينام ولكن إلى بناته فلقد أشتاق إليهما كثيراً..
بعد مدة وصل إلى البيت وهو مرهق و متعب و مقهور و حزين.. ولكن ما أن دخل إلى البيت حتى شعر بشيء لم يشعر به منذ زمن.. ذلك الشيء الذي ينسيه حتى نفسه إلا أنه هز رأسه بيأس وكأنه يقول لنفسه أنت تحلم و وجد أمه و جده يجلسان في الصالة يتحدثان سلام عليهما و جلس معهما...
سيفينش :- ياغيز بني كيف حالها.. أقصد هل من جديد
ياغيز :- كم هي.. بل حتى أصبحت أسوء وقال لي الطبيب أن نجهز نفسان لأي شيء في أي وقت..
عزيز آغا :- بني.. أصبر هذا قدر الله ولا نستطيع فعل أي شيء و يجب أن تكون قويا..
ياغيز :- أعرف هذا يا جدي
سيفينش :- بني.. هل أكلت شيء هل أحضر لك شيء..
ياغيز :- لا.. لا أريد سأذهب أستحم ومن ثم سأطمئن على البنات وبعد ذلك سأذهب إلى مشفى...
أردت سيفينش قول شيء له إلا أن عزيز آغا منعها وقال ل ياغيز :- أذهب يا بني و أسترح قليلا هيا..
ياغيز :- حسناً عن أذنكم... و صعد إلى غرفته بخطوات بطيئة نحو غرفة التوأم وكلما كان يقترب كلما كان قلبه يخفق بقوة وكأنه سيخرج من صدره وبدا يشم رائحتها ويسمع صوتها وهي تتكلم مع بناته ضحك على نفسه وقال :- يبدو أن الشوق قد تمكن منك أيها المسكين وما أمسك بباب يفتحه حتى توقف في مكانه بصدمة مما رأى.. لقد كانت واقفة وهي تحمل الطفلة في أحضانها مرتدية فستان أزرق غمق طويل وكانت قد ربطة شعرها بمشك و تركته على ظهرها وما أن سمعت صوت الباب يفتح حتى ألتفتت وهي تبتسم لها وقالت :- أنظري يا صغيرتي لقد آت البابا.. هيا يا صغيرتي قولي له مرحبا يا بابا.. هل عدت.. لقد أشتاقت إليك يا بابا أنا و أختي.
لم يتحرك ياغيز من مكانه من صدمت مما رأى هل.. هل هذه هي حقأ.. أو.. أو أنه أصبح مجنونا بالفعل لدرجة أنه يرها أمامه الآن وهي تحمل سيلين.. أغمض عينيه بزعج وكم تمنى إلا يكن حلما أو خيالا.. زفر بعمق و فتح
عينيه ببطء ليقع قلبه بين رجليها وهو يرها أمامه بحق وهي تنظر إليه بقلق حتى أنها وضعت الصغيرة على سريرها و أقتربت منه وقالت :- يا آغا... هل أنت بخير.
نظر إليها ياغيز وقد أيقن أنها أمامه ليسحبها إليه و يحضنها بقوة وقد طوقا خصرها بيديه ووضع رأسه على
كتفها يشم رائحتها ومن ثم دفن رأسه بعنقها وهو يشد عليها أكثر لتأن هازان بسبب أحتضنه لها ولكنه لم يتركها
أما هازان فكانت مصدومة مما فعله ببداية ولكن بعدما أن شعرت بأنفاسه على عنقها وكأنه سحرها لترفع هي يديها حول رقبته ووضعت رأسها على صدره تستمع إلى دقات قلبه وقد نسيا أين هما ومن هما وماذا يفعلا.... و. و. و. و.
وكأنها كانت تريد هذا... و كأنها أيضاً قد أشتاقت كثيراً.
وكان هناك من ينظر إليهما وأرد رؤية هذه اللحظة ليتأكد
من شكوكه وأصبح الآن على يقين مما كان يحس...
بعد مدة طويلة وبعد أن شبع قليلا فقط نعم قليلا فقط من أتحضنها تركها وهو يشعر بحرج وقال بتوتر :- أسف
لم أقصد... يعنى أنا.. لم أشعر.. أعني أنتي.. كنت.. أنا..
شعرت هازان بحرجه لذلك قالت بسرعة وكأنها لا تريده أن يقول كلمة يشعرها بندم لمبدلته الحضن :- لا بأس..
نظر إليها ياغيز وقال :- متى أتيتي..
هازان وهي ترتب شعرها :- منذ البارحة..
ياغيز :- ولماذا لم تخبريني
لتنظر إليه هازان بأندهاش .
ياغيز :- أقصد... لماذا لم تخبرني ايجه أي شيء
هازان :- ربما نسيت.. ومن ثم أنت لم تعد إلى البيت منذ يومين كم أخبرتني ايجه..
ياغيز وهو يجلس على الاريكة :- نعم.. لولا أصرار جوكهان لم أكن لا أعود اليوم أيضاً..
هازان وهي تجلس على حافة السرير بمقابل :- إذا كيف حالها.. أقصد هل.. هل أصبحت أفضل..
ياغيز :- لا.. مازالت على حالها.. ولا يوجد أي أمل..
نظرت هازان إليه كم كان الحزن و القهر بادي على وجهه وكم فقد من وزنه وكأن زاد من عمره سنوات قالت له وهي تلعب بإصابعها وتعض على شفتيها بتوتر :- هل.. أقصد أنت هل.. تحبها.. أقصد.. أكيد تحبها وهي زوجتك
و أم بناتك.. حتى.. حتى لو كان هناك مشاكل بينكما..
نظر إليها ياغيز بأندهاش من سؤالها الذي لم يتوقعه من أحد خاصة هي.. هل يحبها.. من ليلى.. زوجته و أم بناته.. هل هذا سؤال يسأل عنه... هل يحبها..
كانت هازان تنتظر أن يجوبها عن سؤالها لا تعرف لماذا سألت هكذا سؤال غبي حتى أنها لا تريد أن تعرف جواب
لأنه قد يكون جوابا لا تريد أن تعرفه.. لذلك حمحمت بتوتر و نهضت وقالت :- أعتذر... لم أقصد.. وقبل أن تخطو بخطوة سمعته وهو يقول :- لا..
ألتفتت هازان إليه وقالت :- لا ماذا.
ياغيز وهو ينظر إليها :- لا أحبها.. لكني لم أرد أن يصبها
أي شيء من هذا.. أقصد أشفق عليها لأنها لم تعش حياتها مثلما أردت.. صحيح أنه لم تحبني يوما ليس لأنها
المذنبه الوحيده في هذا.. بل لأنني أيضاً مذنب لأنني لم أحبها.. حتى أننا لم نحاول أن نحب بعض.. لكن لا أريد ل بناتي أن يصبحوا أيتام وهم هكذا صغار و يحتاجون إلى أمهم حتى لو كانت لا تهتم بهما.. لكن أن يكبرا و لديهما أم لا تهتم بهما أفضل من أن يكبرا على أنهم أيتام
كانت عيون هازان تلمع بدموع وهي تسمع كلامه فهي الآخر قد كبرت يتيمة الوالدين وهي تعرف ذلك الشعور قالت له :- أعرف ما تقصده جيداً.. لذلك أتمنى أن تشفى
بسرعة و ترجع إلى بيتها وبين عائلتها.. لتقع تلك الدمعة من عينيها وهي تقول ذلك..
نهض ياغيز يريد الذهاب إلى غرفته فأقترب منها ومد يده يمسح دمعتها إلا أنها أبتعدت قليلا وهي تمسح دموعها وكأنها تقول له لا تقترب مني أكثر..
بعثر ياغيز شعره بتوتر وقليل من غضب وقال :- أهلا بك من جديد يا خانم..
هازان :- شكراً لك يا آغا..
هم ياغيز بذهاب إلا أنه ترجع وقال :- من أخبرك
هازان :- ايجه في يوم حادث إلا أنني لم أستطع أن أتى في ذلك اليوم حتى آت الوقت و أتيت من أجل........ و لم تكمل...
هز ياغيز رأسه بمعنى حسناً و ذهب إلى غرفته.. بينما جلست هازان على حافة السرير لتنزل دموعها وهي تنظر
إلى التوأم وهما نائمتات وقالت :- أرجو أن تشفى أمكم.
دخل ياغيز إلى غرفة و سعيد جدا رغم ما حدث إلا أنه سعيد لأنه رآها مرة أخرى وما أسعده أكثر هو حضنها الذي أنساه كل شيء مر به.. لم يتوقع أن يفعل هذا و أجمل هو أنه لم يتوقع حتى في أحلامه أنها ستبادل لذلك نسى كل شيء وتمدد على السرير لينام براحة و سكينة لم يشعر بها منذ زمن بعيد جدا....
مر يومين على ذلك اليوم كان ياغيز قد أصبح أفضل كان
يمكث في مشفى في الليل ويأتي في الصباح إلى البيت
و يذهب إلى غرفة التوأم ويجد هازان هناك يتحدثون و يلعب مع بناته ومن ثم يتناول طعمامه ويذهب إلى عمله
وفي يوم الثالث بعد أن رجع إلى البيت وكان يستحم عندما رن هاتفه رن كثيراً دون توقف لدرجة أن هازان دخلت إلى غرفة لتعرف سبب عدم أجبته على الهاتف
نظرت حولها إلا أنها لم تجده فسمعت صوت المياه من حمام فعرفت أنه يستحم كم خجلت لأنها دخلت هكذا إلى غرفته إلا أن رن الهاتف جعلها تقلق.. فتحت الخط وقالت :- آلو... من معي
المتصل :- آلو... أعتذر ولكن أريد أبلغ الآغا أن زوجته قد فارقت الحياة.. بسلامة رأسكم..
تجمدت هازان في مكانها لا تعرف هل ما سمعته صحيح أو أنها أخطأت بسمعه.. ليخرج ياغيز في تلك اللحظة وهو يلف حول خصره بمنشفة وواحدة أخرى على رأسه لينصدم من رؤية هازان في غرفته وهي تحمل هاتفه و وجهها لا يعبر عن شيء و كأنها أنصدمت لذلك قال :- يا خانم هل أنتي بخير.. ماذا حدث.. من الذي أتصل.. و ماذا قال ها.. أخبريني.. إلا أنها لم تجبه.. ليقوم بهزها و هو ممسك بذراعيها.. يا خانم.. من الذي أتصل وماذا أخبرك ها.. ليقول بصوت يشبه الصراخ... أجيبني..
هازان وبدأت دموعها تقع من عينيها :- أنها ليلى خانم..
لقد أتصل المشفى.. ليبلغك بأن ليلى خانم قد فارقت الحياة..
لينهار ياغيز على السرير وهو يقول :- لا يمكن.. لا يمكن
لقد كنت هناك منذ ساعة وكان هناك تحسن في حالتها..
لتنهار هازان أيضاً بجانبه وهي مقهورة عليه وعلى بناته التي لم يعرفن معنى الأم ولو ليوم واحد حتى..

***********🧿🦋

حب من نظرة الأولى. ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن