Chapter 23

1.4K 85 31
                                    

_ قراءة ممتعة _

_ الرجاء التصويت و التعليق _

...............
~ رحاب ~

ليت الأمر كان بتلك السهولة، لكنه لم يكن
أقف مختبئة وراء الحائط أنظر من بعيد لتلك الفتاة التي أخبرتني بحالة 'هشام' تكلم شخصاً آخر برفقة امرأة، أظن أنهما أفراد عائلته
اغتنمتُ الفرصة ما أن انتبهت لهما يبتعدان من أمام باب الغرفة، كنتُ قد سألتُ إحدى الممرضات وأخبرتني أن 'هشام' يقبع هناك

طرقتُ على الباب و دخلتُ بخطوات مترددة، كان هناك جالساً ينظر للأسفل، لم ينتبه لوجودي
كان عاري الصدر حيث تقوم ممرضة بتغيير ضمادته
شعرتُ بالخجل فأدرتُ رأسي للجهة الأخرى وقبل أن أحمحم لأنبههم بوجودي تكلمت تلك الممرضة
- مادموزال أنتاغدي تدخلي درك الزيارة كملت

عندها رفع رأسه وتفاجأ بي وعلمتُ ذلك من الذهول والدهشة التي بدت على محياه
- معليش ختي خليها غير شوية
تكلم بإبتسامة بنوع من الرجاء، فوافقت قائلة
- شوية برك

وقفتُ عند النافذة ريثما تكمل عملها و بعدما سمعتُ خطواتها المبتعدة وبعدها صوت انغلاق الباب، التفتُ وعدتُ لمكاني السابق
كانت الممرضة قد ألبسته قميصه وساعدته في الإستلقاء، فصلتُ بين شفتي لأتحدث لكن غصة منعتني من إخراج أي حرف
فأنا الآن أعيش السيناريو الذي كنت أخاف منه وأتجنبه، كنتُ قد طلبتُ منه عدة مرات ألا يقوم بالتدخل لأنني أعلم أن الأمور ستصل لهذه النقطة السوداء وهذا ما لم أرده.
لطالما فضلتُ أن أسند نفسي بنفسي وألا أعتمد على أحد ليس غروراً أو فخراً بل خوفاً

- أطونسيون تلومي روحك رحاب
نطق هو حالما لاحظ دموعي التي تجمعت معلنة نوبة بكاء

- أنا..
قلتُ بعد ان استجمعتُ نفسي لكن مجددا توقفت عن الكلام بمجرد ما أن نزلت دمعة وتلتها أخواتها

- شوفي فيا رحاب..
لم أنظر بل طأطأتُ رأسي أكثر محاولة لملمة شتات نفسي التي تبعثرت أمامه، انطويتُ أكثر ليقول مجددا
- شوفي فيا راني نقولك
رفعتُ وجهي تواصلتُ معه بصرياً، يقال أن للعيون لغة لا يفهمها إلّا المُحبّين، يخيّم الصّمت فيها عندما تبدأ بالكلام، لم أتفوه بكلمة واحدة لكن عيوني كانت كفيلة بترجمة جلّ مشاعري وهو فهم من نظرة واحدة
- انا خيرت نعاونك ماشي نتي قلتيلي بسيف، انا مسؤول على روحي ماديري حتى حاجة في مخك هاداك الموسوس ضحك بخفة ثم أكمل و ماتلوميش روحك.. كون يصرا هاد الشي ميل فوا انا ما نتخلاش عليك

على غير المتوقع ابتسمتُ لكلامه، وشعرتُ بالأمان والقوة و زادت ثقتي به، فكل ما تنبأتُ به وانا في طريقي للمشفى كان غضبه مني وتركه لي في اول عقبة، لكن على غير العادة هو لم يتخلى عني بل جاهر بكامل قواه العقلية أنه يتمسكُ بي رغم المشاكل والأهوال التي أصابته

L'oranais - الوهرانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن