Chapter 26

1.2K 109 35
                                    

_قراءة ممتعة_

_ الرجاء التعليق والتصويت _

فتحت عيناها ببطء بعد أن أزعجتها تلك الأصوات الخافتة، التي لم تتوقف عن الكلام بهمس
كانت رؤيتها ضبابية فلم تستطع تحديد وجوه المتواجدين حولها، شعرت بالدوار فأمتدت يدها إلى رأسها ولم تكد تفعل حتى تكلم أحدهم و هرع نحوها يمسك يدها، أغلقت عينيها مجددا تستشعر ألماً رهيباً خلف رقبتها وكأنها مكبلة بأصفاد حديدية تضغط على عنقها فتمنعها من التحرك لا يميناً ولا شمالاً

- رانيا.. رانيا بنتي راكي تسمعي فيا
تراءى على مسامعها صوت والدتها الحنون، كانت تمسح على شعرها وبدأت تبكي وهي تقبل وجنتاها
بعد دقائق معدودة دخلت الممرضة مسرعة، تتبعها ممرضة أخرى أخذت السماعة التي كانت ملتفة حول عنقها و توجهت نحو رانيا تفحص نبضها

- مادام سمحيلي خلينا نشوفوها
تكلمت الممرضة الأخرى التي تدخلت فور ما نادتها السيدة ليلى
و راحت تتحقق من حالتها الصحية، بينما رانيا عادت لتغفو من جديد وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة

خرجت السيدة وهيبة بخطوات بطيئة تمسح عيناها التي أدمعت، اقترب منها رمزي الذي كان يقف في الركن منذ الصباح، و هز كتفيها ببطء، رؤية والدته بتلك الحالة المزرية لعبت بأفكار رأسه، وجعلته يتوقع أسوأ السيناريوهات خاصة بالدخول المسرع للمرضتين للداخل
- ما .. مالها ختي؟
صاح بانفعال، ثم سأل بنبرة متعطشة  أمسكت والدته وجنتيه ملصقة جبينيهما
- فاقت الحمدلله.. فاقت

أخرج ذلك الهواء الذي كان يسمم رئتيه منذ البارحة، عندما رأى أخته الملونة بالدماء الحمراء، شاحبة الوجه وكأن روحها قد سُرقت منها.. هو ضاع.. المجنون رمزي قد جُنَّ أخيراً

الجميع كان في حالة تأهب لأسوأ خبر فحسب ما صارحهم به الطبيب، أن نسبة نجاتها ضئيلة جداً نظرا للنزيف الحاد في رأسها، لكن جميعهم تمسكوا بتلك النسبة الضئيلة ولم يفقدوا الأمل ..بقوا جميعهم هناك ينتظرون انتهاء العملية التي دامت ثلاث ساعات، والد رمزي عاد للبيت بطلب من زوجته ورافقه أخاه عندما انتبهوا لانتكاسته، لم يرد ان يفرط بابنته و عاند على البقاء لكنهم أرغموه ليعود مع أخاه و "نصرو" اما السيدة وهيبة وليلى قضيتا الليلة عند باب الغرفة بعد أن تم نقل رانيا لوحدة العناية المركزة، منتظرين أي كلمة ترفع من آمالهم التي تتلاشى مع مرور الوقت

رمزي كان شارد الذهن، مشوش الفكر، فاقد الأمل جالس في ردهة المشفى الخارجية وينظر للسماء، صامت يدعو بعينيه فقط.. و هشام الذي أتى لم يفارقه و لم يكلمه أيضا، كان بجانبه فقط

جميعهم قضوا تلك الليلة مشردين، وكأن رابط العائلة قد تقطع، بمن فيهم رحاب التي كانت في ركن مظلم لوحدها تبكي هناك وتناجي الله
كلٌ كان يظهر ضعفه لنفسه فقط، أما عبد المجيد فقد خرج ليمشي في الخارج، وبعد برهة تحول المشي لجري، كان يجري هارباً من تلك الحقيقة التي تؤلم، حقيقة أنه بسببه تأذت الفتاة التي يحبها، الفتاة التي لطالما كانت بجانبه، و التي تقبلته كما هو الفتاة التي اتخذها قلبه ملكة لها ينصاع لها هي.. وحدها

L'oranais - الوهرانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن