ضمّها لـ صدره بـ رِفق و حنو شديدين ، و هو يُربت على خُصلاتها الفحمية نزولاً على ظهرها يحاول تهدئتها ..
" حـياة ! ، بالله عليكِ بتقطعي قلبي يا نور عيني "
قال إسلام و قلبه يُعتصرُ ألماً على تلك التي فقدت نظرها و طفلها مرةً واحدة ..
كان إسلام مُدركاً جيداً لـ حجم الألم الجسيم الذي سيحل بهما عقب تلك الكارثة ، و إن أظهرت حـياة شيئاً من الصلابة أمامه ، فـ هو يعلم أن النقيض يحدث بـ داخلها .. حبيبته هـشّة كـ بسكويتة مُحلاة في الحليب ، كـ زجاج تشقق حتى لم يعد قابلاً للتصليح ، تلك هي زوجته و حبيبته في آن و هو يعرفها جيداً و يعرف داخلها و ما يموچ به من ألم الفقد ..
أحضرها هو إلى البيت بعد الحادثة بـ يومين ، استاءت من المشفى و ما تُذكرها به ، و عاد بها بعد أن اطمئن عليها جسدياً ، أما نفسياً فـ هو يعلم أن ألمها لن يُشفيه سوى الله .
كانت لازالت تبكي على صدره ، و هي تتمسك بـ قميصه من الخلف بـ شدة ، و كأنها تخشى فِقدانه ، و هو لا يفعل شيئاً سوى التربيت عليها علّها تهدأ و لو قليلاً !
" طب بتعيطي ليه بس دلوقتي ؟ "
" إسلام لو أنا عِبء عليك يا حبيبي ، طلقني و روح اتجـ .. " كانت تقول بألم يحتل صدرها ، و هي تشد على قميصه أكثر و أكثر ، و كأن فعلها يُناقض كلامها .
" بــــس ، اسكُتـــي " قاطعها هو صارخاً بـ غضب و لم يستوعب قبضته التي أمسكت بـ حفنة من شعرها تـقبض عليه بـ قسوة دون وعي منه .
أخرجها من أحضانه بـ عنف ، و هو يمسح دموعها بـ حنان و رقة تنافي عُنفه مذ قليل ، ،
" قُلت لك قبل كده يا روح إسلام و عقل إسلام و قلب إسلام و حـياة إسلام و نبـض إسلام و نـفسه اللي ميقدرش يعيش من غيره ، لو مهما الظروف قست و مهما حصل .. يستحيل أبداً .. أبداً أسيبك ، حـياة لـ إسـلام و إسـلام لـ حـياة و بـس "
" إنت مش مُجبر تكمل معايا عشان وعد سخيف زي ده ، الظروف اتغيرت و كل حاجة اتغيرت ، خُد الولاد ، أنا مليش حق رعايتهم بحالتي دي ، و وديني أي دار رعاية و هم هيهتموا بيا .. صدقني إنت مش مُلزم بيا و الله ، متوجعـش قلبي معاك بقا !! " أنهت كلامها و قد تحشرج صوتها و بدأت فعلياً في البُكاء ، و هي تضع رأسها على كتفه مُجدداً تبكي ، و تحيط خُصره بـ ذراعيها النحيفيْن ..
" يا حبيبتي افهميني بقا ، يعني إيه أكمل حياتي منغيرك ؟ ، يعني إيه أسيبك في دار رعاية ؟ ، و ليه ؟ ، و ليه تبقي حِمل و عبء عليّا ؟ ، كلامك بيضربني في قلبي بـ سكاكين تِلمة بـ تدبح فيا منغير رحمة يا غالية ! "
" يا أسلم المُشكلة مش في نظري صدقني ! " ابتعدت و هي تحاول الوصول لـ وجهه لتحيطه بيديها ..
أنت تقرأ
«حِلْم بعِيد!»✔️
Любовные романы« بعد مرور خمسة عشر عامّا على زواج أيمن وغُفران وكذلك إسلام وحيـاة، يظهر كابوسهم الأوحد من جديد .. إسلام محمود وكذلك كريم الشاذلي مع خطر آخر يهدد بيت حياة السيوفي وزوجها، كما كبُر أولادهم وأصبحوا كبش الفداء الآن في هذه العداوة التي لم تنتهي غابرًا...