" الحلقـة السابِعـة ."

401 28 21
                                    

ضمّها لـ صدره بـ رِفق و حنو شديدين ، و هو يُربت على خُصلاتها الفحمية نزولاً على ظهرها يحاول تهدئتها ..

" حـياة ! ، بالله عليكِ بتقطعي قلبي يا نور عيني "

قال إسلام و قلبه يُعتصرُ ألماً على تلك التي فقدت نظرها و طفلها مرةً واحدة ..

كان إسلام مُدركاً جيداً لـ حجم الألم الجسيم الذي سيحل بهما عقب تلك الكارثة ، و إن أظهرت حـياة شيئاً من الصلابة أمامه ، فـ هو يعلم أن النقيض يحدث بـ داخلها .. حبيبته هـشّة كـ بسكويتة مُحلاة في الحليب ، كـ زجاج تشقق حتى لم يعد قابلاً للتصليح ، تلك هي زوجته و حبيبته في آن و هو يعرفها جيداً و يعرف داخلها و ما يموچ به من ألم الفقد ..

أحضرها هو إلى البيت بعد الحادثة بـ يومين ، استاءت من المشفى و ما تُذكرها به ، و عاد بها بعد أن اطمئن عليها جسدياً ، أما نفسياً فـ هو يعلم أن ألمها لن يُشفيه سوى الله .

كانت لازالت تبكي على صدره ، و هي تتمسك بـ قميصه من الخلف بـ شدة ، و كأنها تخشى فِقدانه ، و هو لا يفعل شيئاً سوى التربيت عليها علّها تهدأ و لو قليلاً !

" طب بتعيطي ليه بس دلوقتي ؟ "

" إسلام لو أنا عِبء عليك يا حبيبي ، طلقني و روح اتجـ .. " كانت تقول بألم يحتل صدرها ، و هي تشد على قميصه أكثر و أكثر ، و كأن فعلها يُناقض كلامها .

" بــــس ، اسكُتـــي " قاطعها هو صارخاً بـ غضب و لم يستوعب قبضته التي أمسكت بـ حفنة من شعرها تـقبض عليه بـ قسوة دون وعي منه .

أخرجها من أحضانه بـ عنف ، و هو يمسح دموعها بـ حنان و رقة تنافي عُنفه مذ قليل ، ،

" قُلت لك قبل كده يا روح إسلام و عقل إسلام و قلب إسلام و حـياة إسلام و نبـض إسلام و نـفسه اللي ميقدرش يعيش من غيره ، لو مهما الظروف قست و مهما حصل .. يستحيل أبداً .. أبداً أسيبك ، حـياة لـ إسـلام و إسـلام لـ حـياة و بـس "

" إنت مش مُجبر تكمل معايا عشان وعد سخيف زي ده ، الظروف اتغيرت و كل حاجة اتغيرت ، خُد الولاد ، أنا مليش حق رعايتهم بحالتي دي ، و وديني أي دار رعاية و هم هيهتموا بيا .. صدقني إنت مش مُلزم بيا و الله ، متوجعـش قلبي معاك بقا !! " أنهت كلامها و قد تحشرج صوتها و بدأت فعلياً في البُكاء ، و هي تضع رأسها على كتفه مُجدداً تبكي ، و تحيط خُصره بـ ذراعيها النحيفيْن ..

" يا حبيبتي افهميني بقا ، يعني إيه أكمل حياتي منغيرك ؟ ، يعني إيه أسيبك في دار رعاية ؟ ، و ليه ؟ ، و ليه تبقي حِمل و عبء عليّا ؟ ، كلامك بيضربني في قلبي بـ سكاكين تِلمة بـ تدبح فيا منغير رحمة يا غالية ! "

" يا أسلم المُشكلة مش في نظري صدقني ! " ابتعدت و هي تحاول الوصول لـ وجهه لتحيطه بيديها ..

«حِلْم بعِيد!»✔️⁩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن