" حمدلله بالسلامة يا حبيبتنـا .. " قالتها أشرقت و هي تنظر لـ ملاك الراقدة على السرير ، و توءميها بجانبها ..
" هيـثم مجاش ؟ " تساءلت ملاك بـ وهن ، و هي تعتصر عينيها بـ ألم ، مانعةً غصة بُكائها .. أحقاً زوجها لم يأتِ ؟ ، أليس من العدل أن يكون أول ما تراه ؟ ، و أول صوت يدخل أذنيها بعد ولادتها التي طالت ؟!
" و هو هيـثم يقدر ميجيش برضو ؟ " كان هذا صوت " هيثم " نفسه ! ، و في وقتها .. أشرقت ملامح ملاك ، و قد شعرت بالنشاط يدب في أعضائها رغم الوهن الذي يكتنف جسدها و يبتلعه ..
" حمدلله بالسلامة يا حبيبتي " قال و هو يُمسك كفيها و يـهوي عليها يُقبل جبينها بـ عُمق و .. اعتذار على تأخيره عليها ..
ثم انحنى على طفليه ينظر لهما بـ عيون لامعة ، فـرِحة .. مُتألقة ، شعورٌ عميق .. جميل يتولد بـ داخله و هو يرى ثمرتي عشقه اليانعتين لـ حبيبته ، إحداهما تُشبه والدتها ، بياض بشرتها و شعرها الكستنائي الناعم المُسترسل و لون عينيها الذي لا يعلمه بعد ، لكنه يشعر أنها سترث عيني والدتها الرائعتين ! ، و الآخر .. فتى ! ، بهيّ المنظر .. يجمع ما بين ملامح والده و والدته .. شعر والده الأسود الفحمي يمتزج بـخُصلات بُنية ورثها من والدته ، و بشرته الحنطية الرائقة .. هذا الفتى سيكون أحب أطفال العائلة و فتيانها بـعد إيـاد !
قبّلهما .. لـ يتململا تحت شفتيه ، حتى استيقظت طفلته أولاً و هي تفتح عينيها .. الخضـرواتين ! ، صدق حدسه وشابهت والدتها ! ، آه من جمالها و جمال عينيها .. !
و تثاءب الآخر و هو يفتح عينيه .. الـ ! ، لا يعرف لها لوناً ، أهي زيتونية ؟ ، خضراء غامقة ؟ ، رصاصية ؟ ، أم عسلية ؟ ..
هي امتزاج بين لونيْن أنتجا لوناً لا يعرفه ! ، لكنه يروقه و يُحبه .. لـ يبتسم له طفله كأنما يعرف أنه هو أبوه !
بينما الصغيرة فتحت فمها تُهم بـالصُراخ ، لـ يحملها و هو يـهدهدها بـ رفق و حنان ..
حتى سكنت و عادت لـ نومها الهادئ الهنيء ..
" هتسميهم إيه ؟ " تساءل أدهم و هو يبتسم ..
" مريـم و .. " ثم نظر لـ عيني حبيبته ، و التفت لـ طفله الذي يبدو أنه سيصير مُشاغباً ، إذ يضحك للجميع مُبتهجاً !
" تميـم .. " فـ تبسمت ملاك لـ علمها بـ الاسميْن .. و ضحك الصغير و كأنما علم أن هذا اسمه !
" مش مطمنة للواد ده من دلوقتي .. " قالت أشرقت و هي تشير له ، لايزال يضحك .. !
فـ ضحك هيثم و زوجته ، حتى وجدا إياد يدخل و وجهه شاحب مـذعوراً ..
" حيـاة بنت عمي إسلام اتخطفت ! "
____
" فين أيمن ؟ " تساءل هيثم و هو يهرول ناحية غُرفة أيمن حيث تركُه هو و زوجته و أوقف حارساً عليها ، لكنه لم يجد الحارس و لا أيمن و زوجته ..
أنت تقرأ
«حِلْم بعِيد!»✔️
Romance« بعد مرور خمسة عشر عامّا على زواج أيمن وغُفران وكذلك إسلام وحيـاة، يظهر كابوسهم الأوحد من جديد .. إسلام محمود وكذلك كريم الشاذلي مع خطر آخر يهدد بيت حياة السيوفي وزوجها، كما كبُر أولادهم وأصبحوا كبش الفداء الآن في هذه العداوة التي لم تنتهي غابرًا...