" الحلـقة السابِعَة عشـرة .. "

279 21 19
                                    

" حمدلله بالسلامة يا حبيبتنـا .. " قالتها أشرقت و هي تنظر لـ ملاك الراقدة على السرير ، و توءميها بجانبها ..

" هيـثم مجاش ؟ " تساءلت ملاك بـ وهن ، و هي تعتصر عينيها بـ ألم ، مانعةً غصة بُكائها .. أحقاً زوجها لم يأتِ ؟ ، أليس من العدل أن يكون أول ما تراه ؟ ، و أول صوت يدخل أذنيها بعد ولادتها التي طالت ؟!

" و هو هيـثم يقدر ميجيش برضو ؟ " كان هذا صوت " هيثم " نفسه ! ، و في وقتها .. أشرقت ملامح ملاك ، و قد شعرت بالنشاط يدب في أعضائها رغم الوهن الذي يكتنف جسدها و يبتلعه ..

" حمدلله بالسلامة يا حبيبتي " قال و هو يُمسك كفيها و يـهوي عليها يُقبل جبينها بـ عُمق و .. اعتذار على تأخيره عليها ..

ثم انحنى على طفليه ينظر لهما بـ عيون لامعة ، فـرِحة .. مُتألقة ، شعورٌ عميق .. جميل يتولد بـ داخله و هو يرى ثمرتي عشقه اليانعتين لـ حبيبته ، إحداهما تُشبه والدتها ، بياض بشرتها و شعرها الكستنائي الناعم المُسترسل و لون عينيها الذي لا يعلمه بعد ، لكنه يشعر أنها سترث عيني والدتها الرائعتين ! ، و الآخر .. فتى ! ، بهيّ المنظر .. يجمع ما بين ملامح والده و والدته .. شعر والده الأسود الفحمي يمتزج بـخُصلات بُنية ورثها من والدته ، و بشرته الحنطية الرائقة .. هذا الفتى سيكون أحب أطفال العائلة و فتيانها بـعد إيـاد !

قبّلهما .. لـ يتململا تحت شفتيه ، حتى استيقظت طفلته أولاً و هي تفتح عينيها .. الخضـرواتين ! ، صدق حدسه وشابهت والدتها ! ، آه من جمالها و جمال عينيها .. !

و تثاءب الآخر و هو يفتح عينيه .. الـ ! ، لا يعرف لها لوناً ، أهي زيتونية ؟ ، خضراء غامقة ؟ ، رصاصية ؟ ، أم عسلية ؟ ..

هي امتزاج بين لونيْن أنتجا لوناً لا يعرفه ! ، لكنه يروقه و يُحبه .. لـ يبتسم له طفله كأنما يعرف أنه هو أبوه !

بينما الصغيرة فتحت فمها تُهم بـالصُراخ ، لـ يحملها و هو يـهدهدها بـ رفق و حنان ..

حتى سكنت و عادت لـ نومها الهادئ الهنيء ..

" هتسميهم إيه ؟ " تساءل أدهم و هو يبتسم ..

" مريـم و .. " ثم نظر لـ عيني حبيبته ، و التفت لـ طفله الذي يبدو أنه سيصير مُشاغباً ، إذ يضحك للجميع مُبتهجاً !

" تميـم .. " فـ تبسمت ملاك لـ علمها بـ الاسميْن .. و ضحك الصغير و كأنما علم أن هذا اسمه !

" مش مطمنة للواد ده من دلوقتي .. " قالت أشرقت و هي تشير له ، لايزال يضحك .. !

فـ ضحك هيثم و زوجته ، حتى وجدا إياد يدخل و وجهه شاحب مـذعوراً ..

" حيـاة بنت عمي إسلام اتخطفت ! "

____

" فين أيمن ؟ " تساءل هيثم و هو يهرول ناحية غُرفة أيمن حيث تركُه هو و زوجته و أوقف حارساً عليها ، لكنه لم يجد الحارس و لا أيمن و زوجته ..

«حِلْم بعِيد!»✔️⁩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن