بدأ يوم جديد ، تبتسم الشمس في الصباح ، مُنسلةً من بين زُجاج الشُرفة لـ تفتح حـياة عينيها بـ انزعاج لـ عادة زوجها التي حاولت تغييرها و لم تفلح ، لـ تردد بـ غيظ :
" حاجة آخر عكننة أصحى ع الصـبح بالمنظر ده ، يارب هيبطل عادته الهباب دي امتى بس ؟ "
" في إيه متضايقة ليه ؟ " سأل إسلام و هو ينهض ناعساً ..
" لاء مفيش حاجة يا قلبي ، قُوم البس عشان ننزل نفطر معاهم ، كفاية عليهم أسبوع من غيرنا " قالت و هي تطبع قُبلة سريعة على وجنته ، لـ تنهض مُسرعةً و هي تخلع منامتها الوردية و ترتدي عباءة بيتية مُزركشة بـ ورود رقيقة و تلبس حجاباً أبيض اللون جعلها تُنير ..
نهض هو الآخر لـ تُخرج له بذلته السوداء التي سيرتديها ..
خرج هو لـ يرتدي بذلته و يضع عـطره التي تعشقه و ينزلا سوياً ، لـ يُلقيا تحية الصباح على الجميع ..
" هنروح نعمل العملية بتاعت عيني النهارده يا أسلم ، إوعى تنسى !! " قالت حـياة بتذكير ، لـ تشعر أن ابتسامة شيطانية ارتسمت على وجه شمـس لكنها لم تُبالِ ..
أومأ إسلام بـ تفهم و هو يبتلع طعامه قائلاً :
" أوكيه يا حبيبتي ، هروح أسخن العربية عشان أروح أطمن ع المشروع و الشُغل و تيجي معايا بالمرة ع ما تكوني لبستي .."
" هقوم ألبس دلوقتي "
نهضت و نهض هو الآخر ، في حين كان مُحمد ذهب للمُستشفى منذ السابعة صباحاً ..
صعدت حيـاة الدرج بتأنٍ ، و تبعتهـا شـمس و هي تتأخر عنها بخطوتين ليس إلا ..
انتهت حـيـاة من ارتداء ملابسـها في غضون 10 دقائق كانت شـمس قد سكبت هذا المحلول المُزحلق على أول الدرج غير المرئي سوى لها لأنها من وضعته ، خرجت حـياة و هي تنادي على ولديهـا حتى تودعهما ..
" حـياة ، يونـس ، يونــييييييييييس "
تعالى صُـراخها بهذا الشكل المُـرعب عندما لم تستطع قدمها أن تطأ الدرج التالي ، و في الحال كانت آخذةً الدرج هبوطاً ، حتى وصلت للأسفل و قد تدفقت الدماء بغزارة من بين قدميها ، و من خلف رأسها و جبهتها ..
و توقفت عن الصراخ و الحراك تماماً ..
أتى إسلام مهرولاً من الخارج ، ليجدها مُدرجة في دمائها ..
جمد مكانه للحظات ، ثم جثى بجانبها يحملها و قلبه يخرج من بين ضلوعه .. وضعها بالسيارة و أحضر نقوده و هاتفه و لم يعر شمس خلفه اهتماماً ، التي تصنعت القلق عليها و هي تصرخ و تمثل عن جدارة خوفاً عليها ..
وصل في دقيقة ، وقت قياسي بالنسبة للسرعة العادية التي تخطاها بمراحل ، دخل بها المشفى و في الحال اُستقبلت أفضل استقبال ، هي زوجة المهندس الشهير " إسلام السيوفي " ، نُقلت لغرفة العمليات لينتظر هو بالخارج مُدة ٤ ساعات أو ما يزيد ، كان خلالها يموت بالمعنى الحرفي ، لم يخرج له شخص واحد يُطمئنه ..
أنت تقرأ
«حِلْم بعِيد!»✔️
Romance« بعد مرور خمسة عشر عامّا على زواج أيمن وغُفران وكذلك إسلام وحيـاة، يظهر كابوسهم الأوحد من جديد .. إسلام محمود وكذلك كريم الشاذلي مع خطر آخر يهدد بيت حياة السيوفي وزوجها، كما كبُر أولادهم وأصبحوا كبش الفداء الآن في هذه العداوة التي لم تنتهي غابرًا...