" يعني إيه أبوك غايب و منعرفش جراله إيه و إنت عايز تروح الرحلة مع الزفتة الكُلية ؟!" قال إياد بـ عصبية و هو يزجر أخيه الهادئ بـ حِدة و والدتهما جالسة تبكي على الأريكة و تنظر للأرض و شهقاتها تعلو ..
" أعمل إيه يعني ؟ ، هم اللي طلبوا يا إياد ! هخسر شُغلي ! " قال فارس بـ هدوء ناظراً له بـ تشتت ..
" بطلوا خِناق ، بطلوا .. متزعقوش ، أبوكوا غايب بقاله أسبوع و محدش يعرف عنه حاجة و انتوا هنا بتتخانقوا ، و هو أخوك لما يتفصل من شُغله عشان رحلة زي دي ، أبوك هيبقا فرحان ؟ ، هو ده اللي هيرجعه ؟ .. " صرخت بهم و هي تنظر لهم بـ عيون دامعة ..
" فارس مش في إيده يعمل حاجة يا إياد ، كله في إيدك إنت " قال هيثم و هو ينزل على الدرج ، حتى وصل لـ شقيقته يضمها بـ حنان لـ صدره ..
" و أنا في إيدي إيه معملتوش ! " قال إياد بـ تعجب ..
" للأسف أنا مش عارف إزاي التفاصيل الصُغيرة دي بتفوت منك ! ، باباك كان مُختفي فين طول الأسبوع قبل المُهمة ؟ " سأله خاله مُضيقاً عينيه بـ تفكير ..
" كان في القسم ، هيكون فين يعني ؟ " قال إياد باستغراب و هو لازال لم يفهم ما معزى سؤال خاله ..
" لاء يا حبيبي ، أبوك مقعدش في القسم غير التلات ساعات اللي قبل العملية ، غير كده كان بييجي القسم ساعة بس في اليوم و يغيب بقية اليوم ، أيمن كان بيخطط لحاجة أنا معرفهاش ، و خلع جهاز التعقب اللي زرعته في جلده ، و ده مش هيخلعه إلا حد مُتخصص .. أنا معرفش هو كان بيخطط لـ إيه ، بس لو كان فكّر بـ غباء و اِتصرف بـ انتقام ، فـ أعتقد إننا نجهز لـ كفنه من دلوقتي .. " قال هيثم بـ حُزن دفين ، كُل هذا و لم يعلم ما يُفكر به ابن عمه و شقيقه الروحي ، توقع أن غيابه كل هذا بالتأكيد سيحاول على أقل القليل إرسال رسالة له و طمئنته ، ليس من عادة أيمن تركهم و ترك غُفرانه خاصةً بـ كل هذا القلق ..
" كفنه إيه ؟! ، إنت واعي للي إنت بـ تقوله !! ، أنا جوزي هيرجع و أنا اللي هرجعه مش انتوا ، أيمن راجع .. ربنا هيحفظهولي أنا مُتأكدة .. " قالت صارخةً فيهم جميعاً بـ انفعال ..
" ماما .. من فضلك اهدي ، الوضع مُتوتر كفاية " هتف إياد بـ عصبية ..
" اطلع أوضتك و لا غور اتنيل روح شُغلك ، إنت مش هتعلمني أقلق على جوزي و لا مقلقش ! " صرخت فيه بـ حدة و هي تزجره بـ عينيها ..
" مـ..، ماما أنا آسف .. اسمـ .. " حاول الاعتذار حتى قاطعته هي ..
"قول له يروح شُغله يا هيثم طالما أنا بتكلم عِبري "
" روح شُغلك بقا يا إياد .. روح و أنا هتصرف " قال هيثم و هو يتبادل النظرات معه ، بمعنى ' اترك لي الوضع ' ..
خرج إياد زافراً بـ غيظ ، كل الطبول تدق فوق رأسه في آن ، صعد سيارته و تحرك نحو مقر الأكاديمية ..
أنت تقرأ
«حِلْم بعِيد!»✔️
Romansa« بعد مرور خمسة عشر عامّا على زواج أيمن وغُفران وكذلك إسلام وحيـاة، يظهر كابوسهم الأوحد من جديد .. إسلام محمود وكذلك كريم الشاذلي مع خطر آخر يهدد بيت حياة السيوفي وزوجها، كما كبُر أولادهم وأصبحوا كبش الفداء الآن في هذه العداوة التي لم تنتهي غابرًا...