" الحلقـة الرابِعَـة عشـرة .. "

307 23 24
                                    

" يعني إيه أبوك غايب و منعرفش جراله إيه و إنت عايز تروح الرحلة مع الزفتة الكُلية ؟!" قال إياد بـ عصبية و هو يزجر أخيه الهادئ بـ حِدة و والدتهما جالسة تبكي على الأريكة و تنظر للأرض و شهقاتها تعلو ..

" أعمل إيه يعني ؟ ، هم اللي طلبوا يا إياد !  هخسر شُغلي ! " قال فارس بـ هدوء ناظراً له بـ تشتت ..

" بطلوا خِناق ، بطلوا .. متزعقوش ، أبوكوا غايب بقاله أسبوع و محدش يعرف عنه حاجة و انتوا هنا بتتخانقوا ، و هو أخوك لما يتفصل من شُغله عشان رحلة زي دي ، أبوك هيبقا فرحان ؟ ، هو ده اللي هيرجعه ؟ .. " صرخت بهم و هي تنظر لهم بـ عيون دامعة ..

" فارس مش في إيده يعمل حاجة يا إياد ، كله في إيدك إنت " قال هيثم و هو ينزل على الدرج ، حتى وصل لـ شقيقته يضمها بـ حنان لـ صدره ..

" و أنا في إيدي إيه معملتوش ! " قال إياد بـ تعجب ..

" للأسف أنا مش عارف إزاي التفاصيل الصُغيرة دي بتفوت منك ! ، باباك كان مُختفي فين طول الأسبوع قبل المُهمة ؟ " سأله خاله مُضيقاً عينيه بـ تفكير ..

" كان في القسم ، هيكون فين يعني ؟ " قال إياد باستغراب و هو لازال لم يفهم ما معزى سؤال خاله ..

" لاء يا حبيبي ، أبوك مقعدش في القسم غير التلات ساعات اللي قبل العملية ، غير كده كان بييجي القسم ساعة بس في اليوم و يغيب بقية اليوم ، أيمن كان بيخطط لحاجة أنا معرفهاش ، و خلع جهاز التعقب اللي زرعته في جلده ، و ده مش هيخلعه إلا حد مُتخصص .. أنا معرفش هو كان بيخطط لـ إيه ، بس لو كان فكّر بـ غباء و اِتصرف بـ انتقام ، فـ أعتقد إننا نجهز لـ كفنه من دلوقتي .. " قال هيثم بـ حُزن دفين ، كُل هذا و لم يعلم ما يُفكر به ابن عمه و شقيقه الروحي ، توقع أن غيابه كل هذا بالتأكيد سيحاول على أقل القليل إرسال رسالة له و طمئنته ، ليس من عادة أيمن تركهم و ترك غُفرانه خاصةً بـ كل هذا القلق ..

" كفنه إيه ؟! ، إنت واعي للي إنت بـ تقوله !! ، أنا جوزي هيرجع و أنا اللي هرجعه مش انتوا ، أيمن راجع .. ربنا هيحفظهولي أنا مُتأكدة .. " قالت صارخةً فيهم جميعاً بـ انفعال ..

" ماما .. من فضلك اهدي ، الوضع مُتوتر كفاية " هتف إياد بـ عصبية ..

" اطلع أوضتك و لا غور اتنيل روح شُغلك ، إنت مش هتعلمني أقلق على جوزي و لا مقلقش ! " صرخت فيه بـ حدة و هي تزجره بـ عينيها ..

" مـ..، ماما أنا آسف .. اسمـ .. " حاول الاعتذار حتى قاطعته هي ..

"قول له يروح شُغله يا هيثم طالما أنا بتكلم عِبري "

" روح شُغلك بقا يا إياد .. روح و أنا هتصرف " قال هيثم و هو يتبادل النظرات معه ، بمعنى ' اترك لي الوضع ' ..

خرج إياد زافراً بـ غيظ ، كل الطبول تدق فوق رأسه في آن ، صعد سيارته و تحرك نحو مقر الأكاديمية ..

«حِلْم بعِيد!»✔️⁩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن