" الحلقـة الثانيـة عشـرة .. "

289 23 20
                                    

" حرام عليك و الله اللي بتعملُه فيّا ده ! " قالت غُفران بـ عتاب و صوت مُتألم ..

" و هو سهل عليا أنا يعني يا غُفران ؟ " قال بـ لوم و هو يمسك بـ كفيّها ..

" طب .. و .. يعـ .. يعني ، إنت هتقابلهم ليه ؟ ، و اِ .. اِشمعنا إنت اللي تقابلهم ؟ ، ما تخلي ظابط غيرك !! " قالت و قد بدأت الدموع بالترقرق في مُقلتيها ..

" عشان هُم عايزيني أنا يا غُفران " قال بـ هدوء ، لـ يتلقى ثورتها الغاضبة :

" عايزينك إنت تقوم تروح لهم يا أيمن !! ، يعني أكيد إنت مش غبي للدرجة دي !! "

" لاء مش غبي ، بس أنا لو موقفتهمش عند حدهم هم هيتطاولوا و بدل ما إيدهم كانت بتتمد عليا هتتمد عليا و ع اللي يخصني و يتشدد لي ، و أنا لو سامحت في نفسي مش هسامح فيكوا يمسكوا سوء و أنا ع وش الدُنيا " قال بـ هدوء و حنان و هو يمسح على شعرها المُسترسل ..

" يعني مفيش حل غير ده ؟ " قالت بـ صوت باكٍ و هي تضع رأسها على صدره ، و تُحيطه بـ كفيها ، في كل مرة يذهب في مُهمة تضع يدها على قلبها مخافةً أن لا يعود إليها ! ، فـ ماذا ستفعل في دُنيا ليس فيها ؟

" للأسف آه " قال بـ أسف و هو يُحيطها بـ ذراعيه ، مُشدداً من ضمِّه لها ..

" و هتتحرك امتى ؟ "

" كمان ساعتين " قال بـ صوت مهموم ، يُنبئه قلبه بـ مكروهٍ سيحدث ، لكنه أوكل أمره إلى الله ..

رفعت رأسها بـ تفاجؤ و عينين دامعتين ، و هي تحرك رأسها نافيةً بـ بُكاء :

" ليه مبتجيليش بدري شوية ليه ؟! ، كل مرة مبلحقش أشبع منك !! "

" عشان لو جيت لك بدري مش هروح في حِتة ، مش هعمل مُهمات .. هستقيل ! ، متفكريش إني أسيبك سهل عليا كده .. " قال و هو يُسند جبينه إلى جبينها بـ حُزن ..

" هتروح و لو رجعت امتى أنا هستناك ، شُوقي ليك في قلبي هيعظُم كل يوم ، و محدش هيآخد مكانتك أبداً ، أنا بحبك و هعيش و أموت بحبك ، خُد بالك ع نفسك يا حبيبي " قالت بـ بُكاء و دموع مُسترسلة و هي تمسح على وجنته بـ كفها ، تُملس على ذقنه الحليقة التي ستشتاق إليها ..

على الأقل هي كانت لديها الفُرصة لـ توديعه و رؤيته ، لم يتركها بلا وداع !

" هتوحشني أوي و الله .. أوي " ارتفعت شهقاتها و هي تحتضنه بـ قوة ، لا تريد تركه ، لا تريد الابتعاد ، لِمَ على هشام محمود و أخيه أن يقضيا على سعادتهما دائماً ؟ ، لِمَ لا يوجد سواه و سواها في هذه الدُنيا .. بلا ألم و لا جروح و لا بُغض .. فقط هي و هو و سعادتهما !

" متصعبيهاش عليا يا غُفران بقا ! " قال بـ مجهود و هو يُعافر ألا يضعُف ..

" مش هتودع عيالك ، مهما كِبروا مبعرفش أقول هم إنك رايح في مُهمة و يا عالم هترجع و لا .. " و صمتت بألم ..

«حِلْم بعِيد!»✔️⁩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن