" حرام عليك و الله اللي بتعملُه فيّا ده ! " قالت غُفران بـ عتاب و صوت مُتألم ..
" و هو سهل عليا أنا يعني يا غُفران ؟ " قال بـ لوم و هو يمسك بـ كفيّها ..
" طب .. و .. يعـ .. يعني ، إنت هتقابلهم ليه ؟ ، و اِ .. اِشمعنا إنت اللي تقابلهم ؟ ، ما تخلي ظابط غيرك !! " قالت و قد بدأت الدموع بالترقرق في مُقلتيها ..
" عشان هُم عايزيني أنا يا غُفران " قال بـ هدوء ، لـ يتلقى ثورتها الغاضبة :
" عايزينك إنت تقوم تروح لهم يا أيمن !! ، يعني أكيد إنت مش غبي للدرجة دي !! "
" لاء مش غبي ، بس أنا لو موقفتهمش عند حدهم هم هيتطاولوا و بدل ما إيدهم كانت بتتمد عليا هتتمد عليا و ع اللي يخصني و يتشدد لي ، و أنا لو سامحت في نفسي مش هسامح فيكوا يمسكوا سوء و أنا ع وش الدُنيا " قال بـ هدوء و حنان و هو يمسح على شعرها المُسترسل ..
" يعني مفيش حل غير ده ؟ " قالت بـ صوت باكٍ و هي تضع رأسها على صدره ، و تُحيطه بـ كفيها ، في كل مرة يذهب في مُهمة تضع يدها على قلبها مخافةً أن لا يعود إليها ! ، فـ ماذا ستفعل في دُنيا ليس فيها ؟
" للأسف آه " قال بـ أسف و هو يُحيطها بـ ذراعيه ، مُشدداً من ضمِّه لها ..
" و هتتحرك امتى ؟ "
" كمان ساعتين " قال بـ صوت مهموم ، يُنبئه قلبه بـ مكروهٍ سيحدث ، لكنه أوكل أمره إلى الله ..
رفعت رأسها بـ تفاجؤ و عينين دامعتين ، و هي تحرك رأسها نافيةً بـ بُكاء :
" ليه مبتجيليش بدري شوية ليه ؟! ، كل مرة مبلحقش أشبع منك !! "
" عشان لو جيت لك بدري مش هروح في حِتة ، مش هعمل مُهمات .. هستقيل ! ، متفكريش إني أسيبك سهل عليا كده .. " قال و هو يُسند جبينه إلى جبينها بـ حُزن ..
" هتروح و لو رجعت امتى أنا هستناك ، شُوقي ليك في قلبي هيعظُم كل يوم ، و محدش هيآخد مكانتك أبداً ، أنا بحبك و هعيش و أموت بحبك ، خُد بالك ع نفسك يا حبيبي " قالت بـ بُكاء و دموع مُسترسلة و هي تمسح على وجنته بـ كفها ، تُملس على ذقنه الحليقة التي ستشتاق إليها ..
على الأقل هي كانت لديها الفُرصة لـ توديعه و رؤيته ، لم يتركها بلا وداع !
" هتوحشني أوي و الله .. أوي " ارتفعت شهقاتها و هي تحتضنه بـ قوة ، لا تريد تركه ، لا تريد الابتعاد ، لِمَ على هشام محمود و أخيه أن يقضيا على سعادتهما دائماً ؟ ، لِمَ لا يوجد سواه و سواها في هذه الدُنيا .. بلا ألم و لا جروح و لا بُغض .. فقط هي و هو و سعادتهما !
" متصعبيهاش عليا يا غُفران بقا ! " قال بـ مجهود و هو يُعافر ألا يضعُف ..
" مش هتودع عيالك ، مهما كِبروا مبعرفش أقول هم إنك رايح في مُهمة و يا عالم هترجع و لا .. " و صمتت بألم ..
أنت تقرأ
«حِلْم بعِيد!»✔️
Lãng mạn« بعد مرور خمسة عشر عامّا على زواج أيمن وغُفران وكذلك إسلام وحيـاة، يظهر كابوسهم الأوحد من جديد .. إسلام محمود وكذلك كريم الشاذلي مع خطر آخر يهدد بيت حياة السيوفي وزوجها، كما كبُر أولادهم وأصبحوا كبش الفداء الآن في هذه العداوة التي لم تنتهي غابرًا...