" الحلقـة السادِسة و العشـرون .. "

309 18 0
                                    

استيقظ مالك في اليوم التالي وهو يشعر أن جسده كله قد تم تجديده، وحين حاول رفع يده لينزع هذا الشيء الرطب الموضوع على جبهته تأوه بألم، ثم نظر ناحية يده المُخيَّطَة، لتعود إليه أحداث اليوم السابق كلها، وحانت منه التفاتة لموضع الثقل على ذراعه الأيسر، ليجد حنين تتوسده وهي تتشبث بيده بقوة وكأنها مُستيقظة ..

شعرها المُبعثر على وجهها، ملامحها المُرهقة بشدة، آثار قلة النوم أسفل عينيها، وعيناها المُغمضتان بسلام ..

" حنين .. حنين" نادى عليها بصوت مبحوح ومتحشرج من كثرة صراخه بالأمس، ليجدها ترفع وجهها بنُعاس قائلةً ما بين اليقظة والنوم :

" صحيت، أنت كويس؟"

" أيوه أنا بخير .." أجابها وهو ينظر لملامحها الناعسة بحنان .. لقد أرهقها معه بالتأكيد ..

رفعت كفها تلقائيًا لتمسح على وجهه بحُب وحنان، ثم
طبعت قُبلة صغيرة على وجنته، لتتسع عيناه بصدمة، وزادها رأسها التي عادت تتوسد ذراعه لتكمل نومها .. حينها استوعب أن كل هذا خارج نطاق عقلها ..

تبسّم ثغره بغبطة وهو ينظر لها لينادي عليها ثانيةً :

" حنين، اصحي .." أعاد الكرة ثانية لتفتح عينيها بانزعاج وضيق، فأيقن أنها بكامل وعيها ..

" صباح الخير .." قالت وهي تنظر لملامحه المُشرقة، حين شعرت بيده الدافئة تتشبث بكفها في تقدير وحُب غير منطوق، فاتسعت عيناها بصدمة سُرعان ما تشكلت في بسمة على ثغرها الكرزي وتدفقت الدماء إلى وجنتيها بشدة ..

" هاتي لي تليفوني عشان أكلم حد ييجي يروحنا .."

" بس أنا بعرف أسوق " قالت بتعجب ..

" مش عايز أتعبك أكتر من كده، كفاية عليكِ منمتيش بسببي وتعبانة معايا، هاتيه أكلم إياد ييجي يسوق بينا يروحنا .. "

لم تستطع حنين الجدال معه أكثر خاصةً وهو مُصر على موقفه، فناولته هاتفه ليُحادث إياد، وحين أنهى المُكالمة نظر لها بامتنان وشكر:

" قدامه كم حاجة هيخلصها وييجي لنا بكره الصبح، ممكن ترني على مامتك تطمنيها عنك وتعرفيها إننا هنتأخر شوية على ما نوصل .. وشكرًا بجد" كانت عيناه تحتضنها بامتنان، لتنظر له بحُب قائلةً بابتسامة:

" تمام ماشي، أنا هطلب منهم تحت أكل مُعيّن ليك عشان جرحك يلم، مش هتأخر، محتاج حاجة ؟"

" نادي لي حد من بره بس يساعدني آخد شاور، ريحتي ريحة المستشفى!" قال وهو يحاول الاعتدال إلا أنه تأوه بألم لتهرع نحوه تساعده حتى جعلت ظهره مُستقيمًا خلفه الوسادة وهي تقول:

«حِلْم بعِيد!»✔️⁩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن