كلانا ميت

961 66 6
                                    

كان قد صدَر صوت تقليب صفحات كتبٍ من الغرفة الخلفية للبار، ليزا كانت واقفة وترتكز على طاولة خشبية للقراءة، بينما يوهان كان من يقلّب صفحات كتاب ما. كان عنوان الكتاب "سنة القراءة الخطرة" من تأليف 'آندي ميلر'. كان يوهان ياخذ نظرات خاطفة على الصفحات وليزا بجواره؛ تشرب البيرة وتنظر لسقف الغرفة الخشبي المصنوع وكأنه بيتزا مقسمة لمثلثات، مربعة الاطراف، معلق في وسطه ضوء في زجاج مستطيل ليتدلى من سلكه المتصل بالسقف.

يوهان: "لقد سعدت بقضاء وقتي معك، واعتقد انه حان وقت عودتي للمنزل" قالها وهو يستدير ويغلق الكتاب و يضعه على الطاولة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يوهان: "لقد سعدت بقضاء وقتي معك، واعتقد انه حان وقت عودتي للمنزل" قالها وهو يستدير ويغلق الكتاب و يضعه على الطاولة..
"آه.. وانا كذلك! أودّ لو نكررها مرةً اخرى لاحقا"
"أجل بالتأكيد، وداعا!"
عدّلت من وقفتها وقالت : "إلى اللقاء" .

خرج يوهان من البار واغلق الباب ومع اغلاقه للباب انخفضت اصوات الحديث والضحك الصادرة من البار، وقف على عتبة الباب وكان الهواء شديدا والامطار تتساقط بتفاوت، نزل على الدرجات واتجه للشارع، وقف ينتظر سيارة أجرة لكن لم تكن هنالك اي سيارات، كان البرد يزداد واصبحت اطراف جسده باردة جدا، "أعتقد انني سأعود للمنزل وأنا ميت من البرد!" .
نظر للجانب الايمن الذي كانت تأتي منه السيارات ومن وسط الظلام الدامس خرج نور ضئيل، ما لبث ان اصبح قويا، و ظهرت سيارة سوداء مسرعة، قطعت المسافة من امامه بسرعة فتطايرت بقع مياه الامطار على يوهان وملابسه، إختفت السيارة في ثوان، تراجع للخلف سريعا ولكنه ابتل بالتأكيد، لم تبد عليه أي ردة فعل.. اخرج من جيبه مئتي ورقة من فئة الدولار لم تكن قد ابتلت، اعادها، ثم نفض ثيابه وشتم بعض كلمات السباب بصوت مرتفع!! اعتقد ان احدا لم يسمعه.. لكن ليزا خرجت من البار ورأته واقف على الرصيف بهدوء.

سألت: "يوهان هل كنت تصرخ؟ ما الامر"
"آه؟ كلا لم يكن الصراخ مني، انه صبي غاضب لان امه لم تعطه الحلوى في البيت المجاور للبار" نظر يوهان وعلى وجهه تعابير سخف.
سكتت ليزا ثم قالت: "لما انت واقف هل تريد ان اوصلك؟"
"كيف؟"
"سأغادر مع اصدقائي بسيارة آندي بعد قليل نحن نستعد للخروج.."
تذكر يوهان مؤلف الكتاب الذي تصفحه قبل قليل "آندي ميلر" نعم هكذا كان اسمه..

ما ان انتهت ليزا من التحدث حتى خرج آندي ومعه شاب آخر وفتاة، وشغّل سيارته واشر بيده لكي تركب ليزا..
"هيا يا يوهان اركب معنا!"
ركبوا جميعا وكان منزل يوهان قريبا من منزل آندي فلم تكن هنالك مشكلة في توصيله..

العقل الاسود | Black Brainحيث تعيش القصص. اكتشف الآن