الفصل الحادي عشر

3.1K 181 2
                                    

حبيبتى.. هل طلبتِ يوما من القمر ضياءه فمنحك إياه دون تردد؟ هل طلبتِ الدفء من الشمس فما توانت فى منحك إياه؟ هل طلبتِ من الليل هدوءه و من النهار نشاطه و تفاعله و من المطر طهوره و نقاءه و من النسمة رقتها و نعومتها؟ هل تعرفين ما اقصد؟ لا أقصد إلا أن كل هؤلاء قد منحوكى صفاتهم، لم اقصد انهم منحوكى شعورا بهم كما يمنحون للجميع، بل إنهم آثروكى بتلك العطايا، فظهرتى لعينى فى أبهى صورة، و توغلتى فى قلبى حتى أصبحتى مع الدماء تتدفقين إلى الأوردة التى تمر على سائر الجسد، و كيف لى ان أقاوم و فيكى وجدت كل ما احببت من القمر و الشمس و الليل و النهار و المطر و النسيم.. حبيبتى.. قد يمر العمر و لا أتمكن من قول كل كلماتى فى المواجهة، لكنها حتما سوف تصلك قبل نهاية العمر و حينها سيكون لى عمرا جديدا لم اطلبه، إنه عمر الحب..

******

تنحنح الطبيب بأحراج وتوتر وقلق بأنن واحد فمن لا يعرف نبراس الهاشمي امبراطور البيزنس، رفع كفه المرتعش وعدل من وضعيه نظارته الطبية على عيناه،

اردف بصوت مرتعش الي حد ظاهر وواضح للعيان:

- مرحبا بحضرتك يا سيدي فقد سعدت بلقائي بك انا الطبيب عاصم شوقي الطبيب المعالج للانسة غيداء

قطع حديثه نبرته الغاضبه بهدوء يجعل من يسمعها يرتعب حيث لمعة عيناه بحمره مخيفه واشتدت قبضته يده فبرزت عضلات صدرة بشده جعلت عينان الطبيب تنتقل بين عضلاته وعيناه وهو يبتلع ريقه بتوتر واضح وما افزعه اكثر عندما اقترب منه نبراس محدقا بعينيه بقوه وتشدق من بين اسنانه بلهجة أمره لا تقتبل نقاش:

- حسنا لقد علمت انك الطبيب المعالج ولا مزيد من التعارف بيننا.. من الافضل لك ان تعلمني بمدي سوء حالتها وان تتعهد امامي بانها ستشفي قريبا وسريعا

تراجع الطبيب خطوه للخلف فمن الواضح امام عيناه انه يتعامل مع احد وحوش الطبيعة ليس بشر طبيعي حيث اخرج كلماته بحذر شديد للغايه فيجب عليه انتقاء ما يقال منذ الان هتحدث بمهنيه اكثر واكثر ثبات وعلميه:

- اعتذر لسيادتك عن ثرثرتي،الانسه تعاني من كسر مضاعف ممتد الي اصبع الابهام لذلك قمت بعمل جبس من البلاستيك لما يتميز به من صلابه تساعد على التئام الكسور بسهوله ومن الافضل ان يظل الجبس محاوط يدها لمده تتراوح بين شهرين لثلاثة اشهر على الاقل والا سنضطر اسفين ان نستعين بشرائح ومسامير وانا لا احبذ تلك الفكره مطلقا

وقف يتابع كلماته بهدوء شديد عكس حاله الغضب والقلق بداخل قلبه كونه يشعر للمره الاولي بنغصه تصيب منتصف قلبه حتى باتت كحريق اشعل بثناياه فأحترقت روحه كأغصان شجر البيلسان بصيف اغسطس الحارق واصبحت خاويه, تنحنح بخفوت نجح بالا يلحظه احد ثم تحدث بصوت اجش قوي مملوء ثقه وتماسك:

- ومن المفترض ان تغادر المشفي متي تحديدا؟

اجابه معتصم بنفس نبرته العمليه والهادئه الي حد ما وبداخله يدعو ان يخلصه الخالق من بين براثن ذلك العملاق فنبراس يفوق حجم الواقف امامه يرتعد مرتين على اقل تقدير:

نبراس  (لعنه نسل الهجناء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن