نبراس (لعنه نسل الهجناء)

الفصل الاول

عندما تضيق بك الحياة و تظن أنك مستسلم لمشاعر اليأس و انقطاع الأمل و الرجاء فى غدٍ قد يحمل لك ما تمنيته يوما، تتلاشى ابتسامتك و تشحب ملامح وجهك و تضيق ذرعا بكل أيامك الحالية و القادمة، و يكون انتظارك للنهاية هو الشئ الوحيد الذى تشعر أنه يحق لك التفكير فيه، و لربما تمنيت أن تنقضى أيامك بلا مهل حتى تصل إلى البراح السرمدى بعد الضيق القهرى، و تمضى أيامك فقط لاستهلاك ما استطعت من وقت حتى تشغل نفسك عن التفكير فيما آل إليه حالك، ترى الأيام بطيئة المرور ضيقة الأفق، لا تشعر بلذة لرؤية مشرق الشمس لأنه يحمل إنذارا ببدء يوم جديد تتجدد فيه معاناتك و ترى ما لا تحب رؤيته من أحداث أو من أناس لم يعد بينك و بينهم شراكة إلا فى الإنسانية وحدها، أما عن شراكة المشاعر أو شراكة الاهتمام فلا شئ من هذا، الليل يطول و يشتد سواده، و النهار لا تعرف فيه إلا الضجيج و بث سموم الأفكار فى هوائه حتى تتنفسها فيضيق صدرك أكثر مما كان عليه، و عندما تختلى بنفسك فى وحدتك يصيبك طوفان الأفكار السلبية الهدامة مع حزمة من ( لو كنت ) كباقة إضافية، ماذا عسى الدنيا أن تحتفى بك أو تمنحك من ملذات بينما انت قد افتقدت حاسة التذوق لأى شئ و نابت المرارة عن كل الطعوم فما عاد هناك غيرها فى حلقك تستعذبه، و ليتك حينها تعرف أين السعادة حتى تذهب اليها

*******

انتهي الحفل الراقص كما هو مخطط له وبدون مشاحنات بين المدعوين مثلما حدث ب الاعوام الماضية وادي الي حدوث خسائر فادحه في احد السنوات فما حدث مسبقا لم يكن هينا لو لم تستطع الملكة احتواء الموقف لصارت الامور اكثر تعقيدا, بدء المدعوين بالانصراف مما اشعرها بالارتياح قليلا فمن المعروف اقامه حفل في نفس الموعد من كل عام فهو حفل دولي يقام للجميع يكون هدفه الاسمي والاوحد توطيد العلاقات الدبلوماسية بين الفصائل جميعها منذ ان تم توحيدها منذ عدة قرون مضت بأمر ملكي لا يمكن الاعتراض عليه لذلك أصبح تقليد دولي وعلى الجميع الانصياع للأوامر و الا سيتعرض للعقاب... صعدت الي جناحها ودلفت للداخل بهدوء شديد ومن خلفها وصيفتها الشخصية والتي اخرجت ملابس نوم لمليكتها من خزانتها و وضعتها على الفراش واردفت قائله بنبرة شديدة الجدية

- مولاتي لقد اخرجت لكي ملابسك المخصصه للنوم لكي تبدلي فستانك الملكي وتنالي قسطآ من الراحة فكلنا نعرف ان اليوم من كل عام يكون مجهد بالنسبه لكي كي تحافظي على امن وسلامة الجميع

هزت الملكة رأسها دليل على موافقتها فالجميع يعلم مدي أهميه تلك الحفلة ويجب اتمامها على أكمل وجه حيث قامت بخلع القفاز الخاص بها والقته على سراحتها وساعدتها وصيفتها في خلع فستانها الرسمي وولجت الي المرحاض واستلقت مسترخيه تماما علها تزيل تيبس عضلات جسدها المتشنجة للغاية داخل حوض الاستحمام الملئ بالماء الدافئ وسائل الاستحمام برائحه الياسمين ممزوج مع الافوكادو فشكل عطرا فريدا من نوعه فهو يحضر لها خصيصا بناء على طلب الامبراطور, فاليوم كان منهك للغاية بالنسبة لها.... دلفت الخادمة بعد قليل وهي تحمل بيدها صينيه موضوع فوقها كأس من العصير الطازج ووقفت تخفض رأسها بأحترام لملكتها وهي تقدم كأس العصير قائله: