الفصل الثاني عشر

3.3K 173 2
                                    

بين سكون الليل و هدوئه أرى صمت عينيكِ رغم صوت حروفك.. و أرى عينى تعشق ذلك الصمت المقيم طويلا فى ملامحكِ.. و يعشق سمعى تلك الحروف المنبعثة فى شجون من شفتيك.. و ما بين حدود و مسافات يصيبنى الحزن لعجزى عن ترجمة معانى الصمت، و الفرح و السعادة لتلقى تلك الكلمات الحانية؛ و ما الذى بمقدوره وصف السعادة فى قلبى حينما تخرج ابتسامتك و أرى نفسى سببا فيها.. و ما أضعفنى وقت غيابك حينما تجتاحنى أعاصير الحنين إليك.. حبيب القلب و منية الروح.. بلغ الشوق منى ما بلغ، و تخطت نوازعه كل مدى، و لكن مع الشروق يتجدد الامل، و وقت الغروب يتجدد الإحساس.. و فى هدوء الليل يثور القلب و تنتفض اوردته، و تفيض العبارات الواصفة لسحرك الذى قد تخلل فى الاعماق..

******

جلست تبكي قهرا وبحرقه شديدة حيث انها وللمره الاولي تشعر ان والدها لا يقوم بواجبه تجاهها ويحميها كعادته بل بالعكس سيرميها بنيران جهنم ولن يهتم اهذا هو واجب الاباء تجاه الابناء اهذا ما وصي الله عزوجل به الوالدين من مراعاة حقوق ابنائهم وحمايتهم والمحافظه عليهم..

شعرت وكان حياتها انتهت فما قرره والدها قد قضي على ما تبقي منها كيف له ان يخضع لذلك السادي من وجهة نظرها فهو قذفها وبكل سهولة ويسر بأسوء احلامها بأقصي قاع للجحيم المتحرك على الارض وبدون ان تشعر شردت في حياتها المستقبليه وما هو اتي بلا شك فنظرات اصراره على امتلاكها ارعبتها بشده حيث شعرت باطرافها كالهلام وكأنها وضعت بداخل اكثر بقاع العالم ثلوجا وبروده فصارت دقاتها تعلن تمردها ورفضها لمصيرها المحتوم فالموت ارحم من العيش بكنفه ولو ليوم واحد

هبت واقفه ثم اتجهت خارج غرفتها كي تعلم والدها برفضها التام لكل ما قيل امامها فقد حان وقت رفع رايه العصيان وخوض اهم معاركها الحياتيه..

وقفت تنظم انفاسها التي تتعالي بشده وعنف غير مسبوق لديها وهي تتمتم بهمس لنفسها كي تبثها الامان والشجاعه ثم رفعت كفها السليم ودقت باب غرفة والديها بخفوت

وقفت ترتعد وهي تشعر كأن الوقت توقف وان الدهر قد طال ولكن يجب عليها تكملة ما بدئت بكل عزم واصرار وما من فرصة للرجوع

زاد ارتعاشها عندما سمعت صوت والدها يأذن للطارق بالدخول حيث ادارت مقبض الباب ودلفت بهدوء عكس قلقها وخوفها

اعتدل والدها بجلسته ما ان رأها فهو يعلم سبب مجيئها ولكن ما باليد حيلة سيتحتم علىة تنفيذ ما أومر به والا الموت سيكون حليفه وسيتم مراده فقد رأي وجهه الحقيقي مما جعله ترتعد مفاصله ويخضع لقراره لامحاله ولا مفر فلا مهرب بعد الان لذلك سيتوجب عليها الخضوع لامره

خرج صوته رخيم هادئ وهو يراها تقترب منه بخطوات رقيقه كعادتها:

- حبيبتي وطفلتي الشقيه الرقيقة، قلتقتربي مني وتجلسي بجانبي

نبراس  (لعنه نسل الهجناء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن