استيقظت (نور) فزعة من نومها، رأته بأحلامها يذهب بعيدًا يؤكد لها أنها لن تراه ثانية، وجدت الدموع طريقها إلى عينيها مرة أخرى وأيقنت أن هذا هو حالها، فمن اليوم لن تحظى بنوم هانئ، طبعت قبلة رقيقة على وجنة صغيرتها التى تحط فى سبات عميق بجوارها، تركت فراشها وقامت لتتوضأ لتركع بين يدي ربها، تتضرع إلى الله أن يربط على قلبها ويلهمها الصبر والسلوان
خرجت من غرفتها لتجد صديقتها (نيرة) تجلس على الأريكة، تمسك بهاتفها وكأنها تحاول الاتصال بشخص ما، هزة قدميها المتوترة و لعناتها التي تصبها بصوت خفيض ومظهرها القلق أنبأها بأن هناك كارثة تلوح في الأفق، اقتربت منها ملقية عليها تحية الصباح: صباح الخير
انتفضت (نيرة) عندما سمعت صوتها واقتربت منها تطمئن عليها: صباح الخير يا نور، عاملة إيه دلوقتي؟
تنهدت (نور) وخرج صوتها حزينا: هعمل إيه! خلاص هحاول أتأقلم على حياتى من غيره
ربتت (نيرة) على كتفها، وحينها لاحظت (نور) ارتعاشة كف يديها التى تصاحبها عند شعورها بالقلق، فسألتها: ندى ونسمة فين؟
(نيرة) بتوتر: نزلو على شغلهم، معرفوش ياخدو أجازة
(نور) بتعجب: مالك يا نيرة؟ أنا حاسة إنك قلقانة ومتوترة، هو في إيه بالظبط؟
ارتبكت (نيرة)، فبم ستجيبها، يكفى ما هى به الآن، وأمام إصرار صديقتها صرحت بها: نسمة مختفية، خرجت الساعة 2، طلبوها فى المستشفى بس موصلتش و تليفونها مقفول، مامتها وباباها هيموتو من القلق عليها
لم تكد تنهى جملتها حتى صدح رنين هاتفها برقم والدة (نسمة)، أجابتها سريعا: إيه الأخبار يا طنط؟ ظهرت؟
لتتسع عينيها وتشهق واضعة كف يدها على فمها، فما سمعته كان الصدمة و الجالسة بجوارها تأكدت بأن الكارثة قد حلت
********
كانت (ندى) منهمكة بعملها بصيدلية المشفى التي تعمل بها حينما أتاها اتصال من (طارق)، التقطت هاتفها وأجابته: السلام عليكم
(طارق): وعليكم السلام، انتي في الشغل؟
(ندى) بحزن: ايوه، بس ماشية دلوقتي، أنا أصلا كنت جاية أخد أجازة يومين عشان أفضل مع نور
قاطعها (طارق): أنا قدام المستشفى، عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم ومينفعش يتأجل أكتر من كده
تعجبت (ندى) من أمره، فهى تشعر بتغيره منذ يومين، وتساءلت عن الأمر الهام الذي يود التحدث إليها بشأنه، وبعد مرور نصف ساعة كانت تجلس بجواره بالسيارة التي انطلق بها فور صعودها إليها
غلفهم الصمت لفترة حتى قطعت (ندى) ذلك الصمت قائلة: مالك يا طارق؟ إيه الموضوع المهم اللي عايزني فيه؟
أنت تقرأ
نون حائرة للكاتبه سمر شكري
Romanceأُغمض عيني... أغوص بالأعماق... أهرب من واقعي... هنا أشعر بالسلام.. بالطمأنينة.. بعيدًا عن البشر.. هنا أجد راحتي.. أبحث عن ذاتي.. أحتاج ليد العون، فأجدها تمتد تجاهي.. تنتشلني من أوجاعي.. تحيطني بأمانها.. تُخبرني ألا أسمح لشعور الخوف بالسيطرة أشعر بال...