الفصل الثالث والعشرون (الأخير)

4.7K 190 8
                                    

القرارت التي نتخذها في حياتنا قد تكون صائبة و قد تتصف بالغباء

وقف أمام غرفتها يطرق الباب، دعته للدخول ظنًا منها أن الطارق إما والدها أو والدتها، تفاجأت به يقف أمامها، يحاول أن يتحلى بالهدوء: ممكن أعرف انتي هنا ليه؟

نظرت (نيرة) أرضًا و تحدثت بصوت لم يخلو منه أثار البكاء: دا بيت بابا يا يحيى، مليش مكان غيره

أمسكها من ذراعها يجبرها على الوقوف: مكانك هو بيت جوزك، انما هنا تيجي زيارات و بس، و الهبل اللى بعتيه في الرسالة دا ما اسمعوش تاني

سحبت ذراعها من يديه و ابتعدت عنه مولية إياه ظهرها: مبقاش ينفع خلاص، الأول كنت خايفة عليكم من تهديدات شغلي، بس مع ظهور طليقتك كمان و إنها تبقى مرات هاشم، أكيد مش هيسيبونا في حالنا

استدارت تواجهه: افهم اللعبة يا يحيى، شيري بتهددك، عايزاك تبعد عني أو تاخد منك فرح، أنا بعفيك من الاختيار

نظر إليها بغضب: يعني انتي شايفة إن دا الحل! قبل كده قررتي منك لنفسك إن بعدك هو الحل بس فاكرة ساعتها حصل ايه، جيتي المطار زي المجنونة عشان تتأكدي إني كويس، بتكرري نفس غباءك تاني

انفجرت (نيرة) بالبكاء، فهي تعلم أن ابتعادها عنه ليس بالامر اليسير عليها، اقترب منها (يحيى) محتضنًا إياها: متبقيش غبية يا نيرة، لا أنا ولا انتي هنقدر نبعد، لو على شيري أنا هقدر أوقفها عند حدها

رفعت عينيها إليه باكية: و هتقدر تسامحني عاللي حصل لفرح؟

أمسك وجهها بكفيه: دا قضاء و قدر ملكيش ذنب فيه

شعرت بالراحة بالحديث معه، فاستكانت بين أحضانه إلى أن سألها: يلا نرجع بيتنا؟

أومأت له برأسها إيجابًا ولكنها توقفت تسأله: إنت سبت فرح لوحدها؟

ابتسم قائلًا: متقلقيش، أمجد معاها

***

عادت (نسمة) للتو من عملها لتجد (حازم) على وشك الخروج، زفر بقوة لدى رؤيتها: حرام عليكي يا نسمة، بكلمك من بدري تليفونك مقفول

أجابته بهدوء: كنت في العمليات و نسيت افتحه

لاحظ (حازم) ارتعاشة يديها فاقترب منها: انتي كويسة؟

أومأت له دون حديث، لاحظ تعمدها عدم النظر إلى عينيه، شعر بالقلق لحالها: مالك يا نسمة؟ في حاجة حصلت؟

هزت رأسها نفيًا: لا بس أصل المريض مات مننا في العمليات

قاطع حديثهم رنين هاتفه فالتقطه يجيب زميله بالعمل، استمع إلى ما اخبره به ثم ظهر الحزن بملامحه، أنهى المحادثة و التفت إلى (نسمة) قائلًا: إبن صاحب القرية اللى أنا مشرف على بناها اتقتل

شئ ما بداخلها جعلها تسأله عن هوية صاحب القرية، ربما كانت تريد أن تهرب بتفكيرها بعيدًا عن ما حدث بالساعتين الماضيتين: هو صاحب القرية دي مين؟

نون حائرة للكاتبه سمر شكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن