دخلت (نيرة) إلى النادى تتلفت حولها بحثا عن (أمجد)، تسبه سراً، فهو يعلم انها تكره الذهاب اليه منذ طلاقها تجنباً لملاقاة محبى الفضول المميت والقيل والقال، ومع ذلك أصر على تغيير مكان اللقاء دون أن يُبدِ لها أسباب
لمحته أخيراً يجلس باحدى الطاولات يداعب فتاة صغيرة لم يتعد عمرها الأربع سنوات، اقتربت منه وألقت حقيبتها على الطاولة أثناء جلوسها على المقعد، نظرت الى الفتاة بجواره وقالت متهكمة: اللى جابلك يخليلك
ابتسمت بوجه الفتاة مُكملة: بنت مين القمر دي؟
ثم اتسعت عينيها بعدما دققت النظر بملامح الفتاة لتطلق شهقة قائلة: البت دى شبهك، انت اتجوزت وخلفت يا أمجد من ورايا ولا ايه!!
لم يتعجب من رد فعلها، فهو يعلمها منذ الصغر، ف (نيرة) رفيقة دراسته التى دافعت عنه بأول يوم له فى المدرسة التى نُقل إليها حديثًا بعد قدومه من احدى الدول العربية، كان بعض الطلبة يحاولون مضايقته وأخذ اشياءه عُنوة، كان الطفل الوديع الذي لايُجيد التصرف بمثل هذه المواقف وهى من تصدت لهم كما قامت بالشهادة لصالحه لدى مدير المدرسة عندما وصل إليه أمر إحدى مشاحاناتهم
عاد من ذكرياته عندما انتبه للفتاة الصغيرة تعدو تجاه شخص ما، نظر إليها وجدها مدربة السباحة خاصتها، تهللت أساريره برؤيتها، إذن فقد نال ما أتى إلى هنا لأجله، ألا وهو رؤيتها
ترك (نيرة) جالسة بمفردها وتوجه إلى من اتى لأجلها، مد يده مصافحا اياها: ازيك يا كابتن سارة
وتعلل بالفتاة لفتح حديث معها: أخبار فرح ايه فى التمرين؟
بادلته التحية وهى محتضنة الفتاة تقبل وجنتيها: فرح اشطر واحدة فى الفريق، وماشاء الله عليها بتتعلم بسرعة
ثم تلفتت حولها تبحث عن شخص ما، وعندما لم تجده توجهت إليه بالسؤال: هو كابتن يحيى فين؟
لا يعلم لم يشعر بالضيق بسؤالها عن أخيه، ولكن عليه اجابة سؤالها: على وصول، هو بس كان عنده رحلة واتأخر شويه
امسكت بيد الفتاة مستعدة للرحيل ولكنها اخبرته قبل رحيلها: ياريت تبلغه انى محتاجة اتكلم معاه بخصوص فرح ضرورى بعد التمرين، عن اذنك
رحلت بصحبة الفتاة فعاد أدراجه إلى من كانت تلهو بهاتفها بانتظاره
وما ان جلس حتى قالت له بضيق: ما بدرى! هو حضرتك جاى هنا تسبل وقلت بالمرة اقابل نيرة هنا!
نظر اليها متهكما: وانا لو جاى اسبل هجيبك ليه؟ تقطعى رزقي مثلا!
نظرت اليه ضاحكة: لا دا انت شكلك واقع عالاخر، قولى مين دى؟
أجابها قائلا: مدربة السباحة بتاع فرح
وعندما لفظ بإسم الفتاة تذكرت سؤالها عن تلك الفتاة التى تشبهه كثيرا: اه صحيح، مين البنوتة دى؟
أنت تقرأ
نون حائرة للكاتبه سمر شكري
Romanceأُغمض عيني... أغوص بالأعماق... أهرب من واقعي... هنا أشعر بالسلام.. بالطمأنينة.. بعيدًا عن البشر.. هنا أجد راحتي.. أبحث عن ذاتي.. أحتاج ليد العون، فأجدها تمتد تجاهي.. تنتشلني من أوجاعي.. تحيطني بأمانها.. تُخبرني ألا أسمح لشعور الخوف بالسيطرة أشعر بال...