الفصل الرابع عشر

2.9K 116 3
                                    


من يمتلك النفوذ و السُلطة، يستطيع شراء ما يريد، حتى العدالة و القانون، عليه فقط أن يأمر من عليه التنفيذ، فيُهرعون لارضاءه.... معاملات و مصالح متبادلة، لا يهم طالما هناك من يحقق مصلحته حتى و إن دهس الجميع بطريقه، فالمصلحة الشخصية فوق الجميع، والضمائر تُشترى بأرخص الأثمان، و ما أكثر من باعوا ضمائرهم

استيقظت (نيرة) على صوت رنين هاتفها، مدت يدها تتناوله من أعلى المنضدة الصغيرة المجاورة لفراشها، نظرت إلى شاشته ثم أجابت المتصل الذي لم يكن سوى (أمجد)، أجابته بصوتها الذي لم يفارقه النعاس بعد: صباح الخير يا أمجد، إيه يا بني بتتصل عالصبح كده ليه؟

أخبرها (أمجد) بصوت غاضب: هاشم بدأ يلعب، الشاهد غير أقواله

نظرت (نيرة) أمامها ببلاهة: يعني إيه غير أقواله!

نظرت إلى ساعة المنبه جوارها لتجدها تخطت التاسعة بقليل، إذن فقد استعد منذ الأمس وانتظر الصباح حتى ينفذ مخططاته

أغلقت الهاتف مع (أمجد) ثم قامت من فراشها، قررت الذهاب إلى من تعرف منه ما حدث بالتفصيل

*********

إن كان لديك مواجهة فلا تؤخرها، بل عليك أن تتعجلها للتخلص من القلق الذي يساورك بشأنها، فالتأجيل لن يغير من النتيجة شئ

خرجت (نسمة) من غرفتها لتجد والدتها بالمطبخ منهمكة بتحضير وجبة دسمة للغداء و بالتأكيد والدها بالعمل بمثل هذا الوقت

نظرت إليها والدتها بدهشة: انتى لابسة كده و رايحة فين؟

ظهر توتر يصاحبه بعض الخوف بملامح (نسمة): رايحة المستشفى، هقطع الأجازة و ارجع الشغل

خشيت عليها والدتها، تحدثت بنبرة قلقة: طب خليكي لبكره، بابا ييجي معاكي

حاولت (نسمة) أن تتحلى بشجاعة زائفة: أنا مش عيلة صغيرة رايحة المدرسة يا ماما، و بعدين لو لقيت إني لسه مش مستعدة هرجع على طول

هذا القرار اتخذته بعد عودتها من الخارج برفقة والديها باليوم السابق، رأت كم السعادة بوجوههم عندما لمحا ابتسامة صادقة نابعة من قلبها، عادت فرحة و أرادت أن تُشعرهم أيضا بالفرح

ودَّعتها والدتها و ظلت تدعو لها بصلاح الحال و أن يُبعد عنها أي مكروه

********

استيقظ (مُهاب) من نومه ليجد والدته تجلس برفقة شقيقيه بغرفة المعيشة، ألقى عليهم تحية الصباح و دعته والدته للجلوس بجوارها، احتضنته بشوق و السعادة تملأ وجهها: كل دا نوم، إنت مش عارف إنك واحشني

قبَّل (مُهاب) يديها: وإنتي كمان وحشاني يا ماما، و بصراحة وحشني الأكل من ايدك جدا

ربتت والدته على كتفه: النهارده عملالك كل الأكل اللى بتحبه

نون حائرة للكاتبه سمر شكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن