كلمة ينطق بها اللسان، قد تبعث الفرح بالنفس، و قد تكون كالصاعقة تُزلزل كيان إنسان، لم يخطر بباله أن يصل بها الحال للنطق بها، كل ما كان يخشاه عندما تعرف الحقيقة كاملة هو أن تغضب و تثور، ربما تمتنع عن رؤيته لفترة، و لكن أن تطلب الانفصال التام..... هذا الاحتمال لم يدر بخلده
لم يستطع (حازم) الرد، وقف مشدوهًا، و تحتل الصدمة ملامح والدته و شقيقته، فما عرفاه اليوم كان بالكثير
أول من فاق من صدمته كان والدها، اقترب منها بتمهل، يتوسلها التريث: اهدي يا نسمة، والله حازم بيحبك، مش قصده اللى انتي فهمتيه خالص
نظرت (نسمة) إلى والدها و الدموع تتلألأ بعينيها، نظرتها يشوبها الاتهام، فهي تراه و والدتها شريكا بالخداع: انتو خدعتوني، كدبتو عليا، و للأسف مكنتش أتوقع إن أبويا و أمي يشاركو في خداعي
والدتها صامتة، تبكي حال ابنتها بصمت، بعدما ظنت أن محنتها قد مرت وأنها بدأت العودة لحياتها من جديد، ها هي ترى عودتها للصفر، تنبذهم و تبعدهم مرة أخرى
اقتربت منها (نيرة): نسمة، اسمعيه الأول بهدوء و بلاش تتسرعي
ضيقت (نسمة) ما بين عينيها بنظرة شك بمعرفة صديقاتها بالأمر: انتو كمان كنتو عارفين
الإجابة بالنفي كانت من نصيب (نيرة) و (نور)، أما (ندى) فأمسكتها بالجرم المشهود، من أطرقت برأسها أرضًا، فهي من كانت على علم بكل شئ، من صادف تواجدها بمنزل والديها عند حضور (أميرة) برفقة (حازم) لأول مرة، علمت من حديثهما علاقة القرابة بينهم، و هي من كانت على تواصل دائم مع (أميرة) فيما يخص حالة (نسمة)
اقتربت منها (نسمة) محدثة إياها بلوم: طب إنتي صاحبتي و عشرة عمري تشاركي معاهم في خداعي ليه، هما مبررارتهم خوفهم عليا، انما إنتي تكدبي عليا ليه، متقوليش إنتي كمان إنه خوف عليا
التفتت إليهم صارخة بهم: أنا مش ماريونيت تحركوها بمزاجكم، أنا من حقي اختار إذا كنت أقدر أكمل مع الشخص اللى شافني في اكتر لحظة مهينة في حياتي أو لأ
ثم اقتربت منه، تخصه بالكلام وحده: طلقني يا حازم
اللعنة عليها، فالمرة الأولى التي تناديه بإسمه يكون بطلبها الطلاق، بالطبع لن ينفذ رغبتها، ولكن عليه أن يتحلى بالهدوء و الصبر
قبل أن تستمع إلى إجابته، وجدت من يمسك ذراعها...... والدته، حدثتها بهدوء: ممكن أتكلم معاكي شويه لوحدنا
كان (حازم) على وشك الاعتراض ولكن والدته أهدته نظرة مُطمئنة، اصطحبت (نسمة) إلى الشرفة، حدثتها بنبرة حنونة: أظن أنا مكنتش أعرف كل حاجة من اللى حصلت عشان متقوليش إني شريكة معاهم، بس أنا عارفة إبني كويس و عارفة أخلاقه، و عارفة إذا كان بيحب ولا لا، و إبني بيحبك يا نسمة
أنت تقرأ
نون حائرة للكاتبه سمر شكري
Romanceأُغمض عيني... أغوص بالأعماق... أهرب من واقعي... هنا أشعر بالسلام.. بالطمأنينة.. بعيدًا عن البشر.. هنا أجد راحتي.. أبحث عن ذاتي.. أحتاج ليد العون، فأجدها تمتد تجاهي.. تنتشلني من أوجاعي.. تحيطني بأمانها.. تُخبرني ألا أسمح لشعور الخوف بالسيطرة أشعر بال...