أُغمض عيني... أغوص بالأعماق... أهرب من واقعي... هنا أشعر بالسلام.. بالطمأنينة.. بعيدًا عن البشر.. هنا أجد راحتي.. أبحث عن ذاتي.. أحتاج ليد العون، فأجدها تمتد تجاهي.. تنتشلني من أوجاعي.. تحيطني بأمانها.. تُخبرني ألا أسمح لشعور الخوف بالسيطرة
أشعر بالأمان.. أفتح عيني لأصطدم بالحقيقة مرة أخرى.. فأنا ما زلت على وضعي.. مُذنبة بنظر المجتمع
: نسمة
كان هذا نداء (أميرة) بصوتها الهادئ للمُمددة على الأريكة أمامها
فتحت (نسمة) عينيها ببطء، يتخللها دموع تهدد بالسقوط، خرج صوتها متحشرجًا: نعم
ابتسمت لها (أميرة): لقيتك طولتي فى تأملك، افتكرتك نمتي
هزت رأسها نفيًا: أنا لقيت مكاني الآمن، هربت ليه، بس هو موجود جوايا، لما بغمض عيني بروحله و برتاح، لما بفتحها مش بلاقي غير الحقيقة اللى بتوجع
سألتها (أميرة) بهدوء: شكله إيه مكانك الآمن؟ اوصفيه
أغمضت (نسمة) عينيها مرة أخرى، و بدأت بوصف ملاذها: بحر.. سما.. هدوء.. لوحدي....... بس بتفاجئ بحد معايا، ايد بتحاوطني مش قادرة أميز صاحبها، بس حاسة بالأمان
ابتسمت (أميرة) فهي قد اقتطعت شوطًا ليس بالهين في علاجها، بدأت تخرج من قوقعتها، تبحث عن أمانها، تتحدث عن مخاوفها
أخرجتها (أميرة) من تخيلاتها، سألتها: لسه بتخافي من إيه؟
دارت عينيها بمحجريهما: الناس.. الناس بتخوف.. نظراتهم وكلامهم و ندالتهم.. انتي بتقولي إني ضحية، بس هما شايفني مذنبة
تنهدت بعمق ثم أكملت: هو أول واحد شافني مذنبة، هو أول واحد اتخلى عني، أول واحد اتجرحت منه
سألتها (أميرة): هو مين؟
أجابتها (نسمة) بعيون باكية: أيمن، سمعته وهو بيقول لبابا إنه مش هيقدر يكمل بعد اللى حصل، شاف إن فيا حاجة ناقصة، أو شافني مذنبة و مجرمة و أستاهل إنه يبعدني عن حياته
انفجرت بالبكاء، تركتها (أميرة) تُخرج ما بها من طاقة سلبية، ثم سألتها: باباكي و مامتك وأصحابك شافوكي ازاي، حصل منهم إيه عشان تبعدي عنهم؟
هزت رأسها يمينًا و يسارًا بوتيرة هادئة: محصلش منهم حاجة، حسيت بوجعهم، حسيتهم تعبانين و متعذبين معايا، حبيت أخفف عنهم الحمل شويه
أخبرتها (أميرة) بهدوء: بس انتي كده عذبتيهم زيادة، ضعفك هو اللى كاسرهم، باباكي و مامتك فخورين بيكي
قاطعتها (نسمة): بس أنا دلوقتي مش مجال للفخر
نفت (أميرة): بالعكس، لما تواجهي اللى حصلك وتبقي قوية و تتحدي الظروف هيبقو فخورين أكتر
أكملت (أميرة) حديثها مبتسمة: مامتك وباباكي دلوقتي مبسوطين إنك بتحاولي ترجعي على طبيعتك، و تقعدي معاهم، الفترة الجاية محتاجة منك ترجعي تقابلي صحباتك، اخرجي معاهم
أنت تقرأ
نون حائرة للكاتبه سمر شكري
Romanceأُغمض عيني... أغوص بالأعماق... أهرب من واقعي... هنا أشعر بالسلام.. بالطمأنينة.. بعيدًا عن البشر.. هنا أجد راحتي.. أبحث عن ذاتي.. أحتاج ليد العون، فأجدها تمتد تجاهي.. تنتشلني من أوجاعي.. تحيطني بأمانها.. تُخبرني ألا أسمح لشعور الخوف بالسيطرة أشعر بال...