الفصل الثامن عشر

2.7K 127 2
                                    

هل تؤمن بالحب؟....... سؤال تختلف إجابته من شخص لآخر، فقد يخبرك أحدهم أنه لا يحيا سوى بالحب، و قد يخبرك الآخر بأنه لا يثق بالحب، ولا يعترف بوجوده، فبنظره الحب كذبة

و بنظرها الحب خدعة، و يجب عدم الثقة بمن يدعي الحب، في الحب........ يا عزيزي كلنا كاذبون

حاولت (أميرة) كثيرًا تغيير وجهة نظرها، و لكن دون فائدة، و ها هي تجلس أمامها تخبرها ما حدث بالأمس حين عرض (حازم) عليهم التعجيل بموعد عقد القران، صُدمت من طلبه، فنيتها كانت خطوبة مؤقتة إرضاءًا لوالديها و إنهائها لعدم اتفاق وجهات النظر، و الحقيقة أنها لم تتعامل معه، كانت تخشى التقرب منه، حاولت إبعاده بشتى الطرق، تجاهلته كثيرًا عله يشعر بالملل من الخرس في علاقتهم، و لكنها وجدت منه مثابرة و إصرار على استمرار علاقتهم، كلما ابتعدت خطوة اقتربها هو، و الغريب بالأمر أنها كلما شعرت بالضيق أو الخوف، وجدته بقربها.... يطمئن بمكالمة هاتفية أو رسالة نصية و كأنه يشعر بها

أخبرت (أميرة) بما يعتمل داخلها، تذبذب مشاعرها بين خوف و اطمئنان، فحان الوقت لإسداء النصيحة: سيبي نفسك للحب يا نسمة، انتي مرتاحة و مطمنة في قربه بس فيه حاجز بينكم، شيلي الحاجز دا و سيبيه يقدر يوصلك مشاعره

ردت (نسمة) بتهكم: حب و مشاعر إيه، إنتي مصدقة الكلام دا، الكلام دا موجود في الكتب و الروايات و بس، الحقيقة الوحيدة إن الرجالة كلهم زي بعض، البعد عنهم غنيمة

سألتها (أميرة) باهتمام: يعني رفضتي كتب الكتاب؟

صمتت لبرهة ثم أجابت: لا، و دا اللى مستغرباه، صليت استخارة و لقيتني مرتاحة، قبل ما أجيلك بلغت بابا و ماما بموافقتي، أنا جيالك النهارده عشان أنا مستغربة نفسي، أنا حاسة إني متناقضة، عايزة الحاجة و عكسها

ابتسمت لها (أميرة) بهدوء: الحكاية ببساطة إنك رافضة تسيبي نفسك تعيشي حياتك، مش عايزة تنسي اللى فات و دايما حطاه حاجز ادامك، جربي ترميه ورا ضهرك و تعيشي التجربة و تقربي من خطيبك، حاولي تعرفيه

أومأت (نسمة) برأسها ثم طلبت منها برجاء: أنا محتاجاكي معايا في اليوم دا، خايفة أوي

ابتسمت (أميرة) بهدوء: أوعدك هحاول

****

حادث (يحيى) (نيرة) على الهاتف بينما كان يرتدي ملابسه، يقص عليها تصرفات أخيه المضحكة: يا بنتي دا قاعد ادام الساعة من الصبح هاين عليه يمشي العقارب

ضحكت (نيرة) بشدة: مجنون والله، دا ممكن كان يروح يقعد تحت بيتها كمان

قاطع حديثه اندفاع (فرح) إلى غرفته: يالا يا بابي، أمجد هيمشي و يسيبك

قبَّل (يحيى) طفلته قائلًا: روحي قوليله جاي حالا

ركضت الطفلة خارج الغرفة و عاد هو لحديثه مع (نيرة): مضطر اقفل معاكي عشان المجنون اللي مستنيني دا

نون حائرة للكاتبه سمر شكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن