الصدمات........ منحنى لا نمر في الحياة بدونه، قد تُضعفنا وقد تُزيدنا قوة، وقد تُخرجنا عن حالة صمت و تقوقع على الذات لم تكن سوى اختيار اجباري
ربما تلك الصدمة هي من أخرجت (نسمة) عن درب الصمت الذي سلكته منذ الحادث، أما (أميرة) فالخبر كان صادم بالنسبة إليها، فمن المفترض أن يكون الطبيب قد اتخذ احتياطاته لمنع حدوث هذا الأمر
استجمعت (أميرة) شتات عقلها وحاولت تهدئة (نسمة): نسمة، اهدى. انتى متأكدة من اللى بتقوليه دا؟ عملتي اختبار؟
هزت (نسمة) رأسها نفيًا: لا، بس عندي الاعراض و البريود متأخرة
تنفست (أميرة) الصعداء، فربما يكون شعورها هذا مجرد علامات كاذبة، ربتت على يديها: حبيبتي انتي دكتورة وعارفة إن ظهور أعراض مش دليل كفاية، لازم تتأكدي، لازم تعملي تحليل
ابتسمت متابعة: بصي قومي كده اغسلي وشك وغيرى هدومك وتعالى نروح معمل تحاليل نتأكد
هزت رأسها نفيًا وخرجت كلماتها مهزوزة: لا، أنا خايفة، خايفة اصدم ماما وبابا
احتضنتها (أميرة): أنا واثقة انك هتطمني اكتر لما نروح المشوار دا، ومتقلقيش أنا مش هقول حاجة لمامتك، أنا هقول لها إني أقنعتك اننا نخرج نتكلم بره شويه
هزت (نسمة) رأسها إيجابًا فأخبرتها (أميرة): أنا هخرج اطمن والدتك و استناكي بره
خرجت (أميرة) لتجد (شمس) تبكي حال ابنتها، ينهشها القلق عليها، جرت نحوها فور رؤيتها: طمنيني عليها
ابتسمت (أميرة) و طمأنتها: متقلقيش، هي قررت تتكلم معايا وتخرج كل اللى جواها، بس انا اقترحت عليها اننا نخرج عشان تبقى على راحتها في الكلام
أسرعت (شمس) قائلة: أهم حاجة إنها تتكلم وترجع زي الأول، أنا بنتي وحشتني
قاطع حديثهم خروج (نسمة) من غرفتها، ترتدي ملابس متشحة السواد مرتدية نظارات سوداء تخفي وجهها، مظهرها يعكس ما بداخلها من حزن وانكسار، لم تحاول النظر تجاه والدتها، كانت نظراتها مثبتة أرضًا، خرج صوتها ضعيفًا: أنا جاهزة
واستبقت (أميرة) بخطواتها تجاه الباب، ولكن مع تخطيها آخر درجات السُلم، تيبست قدماها ولم تستطع التقدم خطوة أخرى، شعرت (أميرة) بخوفها فحثتها على التقدم و اهدتها ابتسامة لطمأنتها: متخافيش، أنا جنبك
*******
جلست (نسمة) برفقة (أميرة) في سيارتها أسفل منزلها، تذرف دموعًا وتحمد ربها أن ما كانت تخشاه لم يحدث، بل كانت كلها أعراض كاذبة كما أخبرتها (أميرة)
ناولتها (أميرة) منديلًا و ابتسمت لها: انتى بتعيطى ليه دلوقتى؟ المفروض تكوني مبسوطة
قالت (نسمة) من بين شهقاتها: أنا كنت مرعوبة، كان أهون عليا أموت نفسي
(أميرة): و تخسري آخرتك، ويهون عليكي باباكي و مامتك و اصحابك وكل الناس اللى بتحبك!
أنت تقرأ
نون حائرة للكاتبه سمر شكري
Romanceأُغمض عيني... أغوص بالأعماق... أهرب من واقعي... هنا أشعر بالسلام.. بالطمأنينة.. بعيدًا عن البشر.. هنا أجد راحتي.. أبحث عن ذاتي.. أحتاج ليد العون، فأجدها تمتد تجاهي.. تنتشلني من أوجاعي.. تحيطني بأمانها.. تُخبرني ألا أسمح لشعور الخوف بالسيطرة أشعر بال...