15

1.7K 189 103
                                    

أيامٌ كثيرَةٌ مرّت، بَدت كدَهرٍ لي، لكِن سيرا إستطاعَت الصُّمود لوحدِها شهرينِ مُتواصِلين، مُلخّص ما حدَثَ فيهِما أنّني حصَلتُ على عدّة أعماَلٍ من بينهم نادلةٌ فِي مَطْعمٍ مُتوَاضِع، استطعتُ تدَبُّر شُقَّة صغيرة تكفينِي ،لا شيء أفضَلُ من مَا أنا عَليه الآن..

"خذي هذا للطَّاوِلة رقم سَبعة"
اخذتُ الطلب مِنه متوجِّهة للطاولة، وضَعتُ الطّعام دُون النظَرِ إليه ثمَّ انحنيْتُ له "هل ترِيد شيئاً آخر سَيِّدي"
"أرِيدُكِ أنْ تَشوِي لي اللَّحم" ردَّ بصوتٍ خَشِن
"هذا سَيُحتسبُ بفاتورتِك سيِّدي"
"بالطبع ، امضي قُدُما"
جلست أمامَه وامسكتُ بالمِقصّ أُقطِّع اللحم، هو كانَ هادئاً لِذا اختسلتُ النَّظرَ إليه

إلهي لقد أخافنِي بنظرتِه الثاقِبة نحوِي، لا يبدُو شاباً ، يرتدي ملابِس جلدٍ سوداء وقُبعةً بذاتِ اللون، وما يميّزهُ هو نِدبةٌ بجانِب عينهِ اليسرى، الهالات السوداء تطغى بعينيه أيضاً

"إنتهيتُ سيِّدي، هل تحتاجُ شيئا آخر" أردفتُ بأدبٍ ثمّ استقمت ، رفعتُ عيناي اتجاهه، لا يزالَ يتطلَّعُ بي ، نظرَاته تبعثُ بجسدي القشعريرة، اعتبرتُ صمته نفياً لذا شرَعتُ بالذَّهاب، لكنَّه أمسك يدي ما جعلني انتفِض

نظرتُ إليه فوجدته يطالعُ يدي إن لم أُخطئ بِهيَام؟!
"لديكِ أيدّ جميلةٌ جِدًّا" نبس بصوتٍ رخم ما جعلني أتقزز
ثم استرسل كلامه قائلا " وتُعِدُّ طعاماً ألذّ"

"شكرا للإطراء سيدي، هل يمكِنك إفلاتي الآن؟"
هو استغرقَ وقتاً حتَّى يُفلتني، لديهِ هالةٌ غريبة تُحيط به، هالةٌ مخيفة.

أنهيتُ عمَلي كُلُّنا انصرفنا تمشَّيتُ بالشارِع وحدي ، الصمتُ يسودُ المكان ، ولا احدَ بالخارج، وللوصول لشقتي عليّ المرور بالأزقّة الفارغة
شعورُ غير مريح ينتابُني، وكأن احداً يُراقبُني، وقعُ اقدامٍ خلفي، جعلني ألتفتُ بسرعة، لكن لا احد موجود
هرولت قليلا ، ان وصلتُ للشقة لن تأتيني هاته التخيلات بأن احدا يطاردني..

إلهي ما خطبي أشعر بالخطوات تتسارعُ خلفي أيضا، انا خائفة، إلتفتُ للمرة الثانية آملةً ألا أجد أحد، لكن بالفعل هناك أحد، بالتمعن جيّداً هو الزبونُ الذي أطرى على عملي ويداي والذي غادر بوقتٍ قريب قبل الإغلاق
"صاحبةُ الأيدِ الجميلة هل لنا أن نتحدّث؟" اردف بهدوءٍ بينما يقتربُ ببطئٍ نحوي، عليّ أن لا أبدو خائفة لكنه مخيف للاسف، استجمعتُ رباطة جأشي لأقول
"اه سيدي كنت أودّ ذلك لكن تأخر الوقت أريد أن أنام لأنهض باكرا، مع السَّلامة" بمجرد أن انهيتُ كلامي شارعت بالمشي، لكنّه يستمر باللحاق بي

"الشواء كان لذيذا حقا ، أريد الأكْل مِنه كل يوم"

"يمكنك المجيء كل يومٍ للمطعم سيدي" قلتُ مجاراةً له آملةً ان يتوقف عن تعقُبي

Gigolo|| أَجير نِساء|| Completedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن