03

1.8K 207 78
                                    

مللٌ شديدٌ مصاحبٌ للحصص الدراسية ، الهي كأنهما متزوجان والوقتُ يحيد اليهما اذا يمرّ ببطئٍ شديدٍ مخلدا ذكرياتهما الجميلة معا على حسابنا نحن الطلبة

اظنني جننتُ حقا فالملل جعلني افكر تفكيرا احمقًا لا محل له من الواقع البتة

وضعتُ رأسي على الطاولة لعلي استرق بعض النوم لكن ألمٌ حل برأسي نتيجةً لرمي الأستاذ قلمهُ عليّ

انتحبت قائلةً " مابك استاذ! كدت تفجر جمجمتي بقلمك المصنوع من الفولاذ الصرف"

ابتسم يتهمكمٍ ليشد اذني ويسحبني خارج الفصل، تبا لذلك الطويل المُعْوَجِّةِ سيقانه

توجهتُ نحو حمام الفتيات خوفا من لقاء المستشار يتجول في الممرات، وجلست بأحد الحمامات اكمل مشاهدة الدراما خاصتي على الهاتف

لم تكتمل فرحتي عندما اعلنت البطارية عن نفاذها ، نسيتُ شحنه البارحة لأنني تركتُ الحاسوب يُشحن

زفرتُ بتملل ثم خرجت لأجد اربعة فتياتٍ يتبادلن اطراف الحديث، هن معي في الفصل، جيني، نينا، صوفي و إلينا

لابد وانهن طردن من الفصل كذلك، غسلت يداي بينما استرق السمع هن يتحدثن عن الذهاب لنادٍ ليلي، ويضعن تخطيطاتهن العبقرية بنظرهن

"هاي سيرا" نبست احداهن
"نعم جيني هل هناك شيء؟" همست ببراءة
"تريدين الذهاب؟" ختمت كلامها بغمزة
عضضت على شفاهي ثم قلت " لكن لديّ عملٌ بعد المدرسة"
صمتُ بعدها ثم نظرتُ لنفسي في المرآة ، ليذهب كل شيء للجحيم ، اكملت " أي ساعةٍ نذهب؟!"

ادخلت زي عملي بالخزانة وخرجت ، موعد ذهابنا لم يكن مبكرا اذا انني اكملت على التاسعة ، وعلى الحادية عشرة سيأتين لأخذي معهن ،

مررتُ على محلٍ للملابس وذاك الزي البراق على دمية العرض أسال ريقي، جذابٌ جدا
دخلت المحل وسألتُ عن سعره، لم يكن غاليا ولحسن الحظ دفعوا لي راتبي اليوم

وصلت المنزل واعطيت والدتي راتبي لتهسهس

"لمَ المبلغ ناقص؟"

"لقد خُصم لي بسبب تلك الايام التي طلبتِ مني رعاية وتلبية طلبات سيمي عندما ذهبتِ لبوسان وايضا حين مرضت"

" ذلك المدير السافل.. حسنا يمكنكِ الذهاب"

تلك ال... ، الهي  إن سيمي ليست كوالدتها ،فقط تهتم بدراستها بشكل عادي امي هي فقط من تبالغ باعتناءها بها

وضعتُ وسادتي على السرير ثم احتضنها الغطاء ، خرجت واغلقت الباب بتأنٍ حتى لا تستيقض معذبتي
ابتعدت عن حيّنا واتصلت بجيني وهاهي ذي بسيارتها مع الفتيات، رائع سيكون يوما رائعا..

موسيقى صاخبة واجسادٌ تتراقص تارةً تحتك ببعضها وتارةً اخرى تبتعد، اضواءٌ ملونة تتحرك على ايقاع الموسيقى ورائحة الخمر تعبق من كل زواية، اضافة لرائحة السجائر

جلسنا كلنا على طاولة واحدة والحماس يتَّقد بداخلنا ، انا افعل شيئا غير قانوني مدهش

اصرت الفتيات على ان نرقص جميعنا وها نحن بالحلبة نهز اجسادنا على انغام الموسيقى ، والشبان يختلطون بنا دون ان نعرفهم حتى
ازعجتني لمسات شابٍ ما يبدو ثملا للغاية، ابعدت يده المرة الاولى والثانية وفي الثالثة صفعته ليتسم لي ببلاهة ثم يفقد الوعي! نظرت ليدي بصدمة والناس الذين كانوا بقربي يحدق بي بغرابة أما الفتيات لازلن يتغزلن بالشباب ،

جلست على الطاولة ومزاجي سيء حتى انني شربتُ كأس خمر دون ان اشعر لمذاقه المر الذي طالما رأيت الممثلات بالدراما تشتكين منه ، اوه وها انا اشعر به بعد ان انتبهت له، لكن مع تلك المرارة لديه ذوق خاص يبقى بلسانك وهو جيد

طلبت الكأس الثاني وابتسمت للساقي ثم ادرتُ وجهي ناحية حلبة الرقص، واحزروا من وجدت، انه جاري الأسمر يتراقص من احداهن لا بل اثنين وثلاثة واربعة، انه زير نساء حتى ان فتاة من اليوم غير موجودة ربما كانت شقيقته حقّا

ناديت الساقي لأسئله " معذرة هل تعرف ذلك الاسمر هناك من يرتدي بذلة براقة؟"
ابتسم بخبث ليردف"اه تقصدين كاي أعجبك؟"
"نعم حد اللعنة" اجبتُ دون ان اشعر
"عليكِ دفع اكثر من تلك النساء ليكون من نصيبك"
قال ليمسح الكأس بيده

" ادفع لأجل ماذا؟"
"لاجل الحصول على كاي ، انه أجير نساء"

مصدومة ام مشمئزة لا اعلم وصف شعوري ، الهي هل كنت معجبة برخيس كهذا؟!

شربتُ كأسا تلو الآخر ، مشاهدته واولئك النساء يرتمين بأحضانه يجعلني اشعر بالغضب لم يمر على وجوده سوى ايام لمَ اغار عليه، انه مجرد نزوة عابرة

فتحت عيناي بتثاقل ليداهمني فجأة صداعٌ رهيب  عند محاولتي للنهوض جعلني استلقي مجددا مغمضة عيناي ثم سحبتُ الغطاء على جسدي رغبة بإكمال نومي ريثما يذهب ذلك الوجع

"ألن تستيقضي؟"

نبس ذلك الصوت الخشن الذي حتما ليس لوالدتي...

_نهــاية الفصـل_

Gigolo|| أَجير نِساء|| Completedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن