_ بابا شايف العمارة الي بنتها
ابتسم والده في حنان وهو يحرك خصلات ابنه الناعمة
_ برافو يا يوسف هتبقي مهندس ممتاز اما تكبر
_ يعني هبني عمرات كبيرة
_ ايوووون و هيبقي ليك اسم عالي فوووق_ هيبقى ليه اسم عالي فوق لانه السليل الي وحيد لعيلة الخليلي مش عشان هيبني عمارات كبيرة
كان صوت جده الذي اقتحم غرفته، كان صغيراً جداً ليفهم الحوار الدائر بين والده و جده ذو المظهر الغاضب الحاد
_ بابا لو سمحت
_ عايز ابنك الي هو الوريث الوحيد للعيلة يطلع خيخة شبهك
_ انا مش خيخة انا اخترت صح و ابني كمان هيختار صح
_ ابنك ملكش دعوة بيه، رشدي مش هيبقي زيك
_ انا ابني اسمه يوسف يا والدي يوسفوالشدة عالاسم والصغير يشاهد الحوار بصمت تام عيناه البريئتان لا تستوعبان كم الحقد بين أب و إبنه، صراع تواجد و يتواجد بين الخير و الشر فيه ، راقب جده يمسك بزراعه في غلظه ودهس عمارته الكرتونية و انجازه الاول
_ رشدي تعالى مع جدك هوريك حاجة
_ انا اسمي يوسف
_ لأ ، انت رشدي الخليلي عايز تبقي قوي زي جدك و لا ضعيف زي ابوك !رفع عيناه لوالده الذي صمت ينتظر رد ابنه
_ قوي شبه بابا
جمله صغيرة لطفل في الخامسة من عمره وابتسامة خفيفة طغت على قلب اباه قبل شفتاه
عاد من ذاكرته وهو ينظر للقبر بصمت
_ أثير : أيا كان قرارك يا يوسف ممكن ترجع عنه
_ يوسف : فات الاوان خلاص كل حاجة بقت رشدي الخليلىوهمس في فحيح
_ يوسف : حتى الانتقام بقى رشدي الخليلي
لم تسمع جملته الاخيرة بل اقتربت
_ أثير : لو فضلت حابس نفسك في الصراع الي جواك هتخسر الاتنين
والتفت لعيناها ينظر لها في عمق
_ أثير : لا انت هتكون رشدي و لا هتقدر ترجع يوسف
ابتلع ريقه في صمت وعيناه صوب الفراغ
**********************
_ فكرتيرفعت عيناها في صمت بينما الاخير ابتسم في ثقة
_ شريف : الهاني مون هيبقي في باريس عشان هواها نضيف
لم تبد اهتمام ضمت شطيرتها في صمت وهو يتأملها في تقييم
_ شريف : لطيف اوي الشو بتاع امبارح مش كدا
_ أسمهان : العملية نجحتوكانت تثق من نجاحها، و " الشو " يقصد به بكائها على دموع السعادة التي قفزت في عينا والدي المريض الذي نجحت عمليته الخطيرة