الشبيه!

13.4K 607 22
                                    

استيقظت فزعة عندما وجدت نفسي مستلقية قرب جذع شجره قديمة تغزوها الطحالب..ويبدو ان المطر قد هطل عندما غفوت...ولكن لماذا انا هنا؟!

..آه تذكرت انه بسبب جايك المعتوه..اشعر بشئ ناقص..كأنني تلقيت ضربه على رأسي.

نظرت في ساعة هاتفي..تبا تبا..انها السادسة لقد تأخرت كثيرا...امي ستقتلني..وسيارات الشرطة سوف تكون امام باب منزلنا..لا يا الهي!

حملت حقيبتي وركضت سريعاً،معتمدة على الضوء الخافت لنهايه الغروب،ركضت حتى انهكني التعب،وكنت قد خرجت من حدود الغابه وامامي ملعب المدرسة الذي لفه الظلام بوشاحه.

أخذت عدة انفاس مضطربة وركضت من جديد،قطعت الملعب والمدرجات،ثم مبنى المدرسة القديم الى البوابه الحديدية.

لم اعد قادرة على مزيد من الركض لذا اوقفت اول سيارة اجرة واعطيته العنوان؛واتضح ان هذا السائق يعرفني..فقال متسائلاً:
"إيما واتسون؟"
"اجل؟!"همست باستغراب.
"اوه لقد كبرتي يا صغيرتي..انا كنت اعرف والدك"

قال بسرور وهو ينظر لي من زواية المراه وتابع بصدق:
"والدك كان شخصاً رائعاً...لديك عيناه"

وعندما لم يجد اي رد مني؛واظنه لمح حزني فقال ليغير الموضوع:
"انا املك مطعما للوحبات السريعة..اسمه(فلورا)على اسم زوجتي المتوفاه..تعالي اليه يوم مع أصدقائك"

انه لا يعلم بانني لا املك الاصدقاء..وتابع سريعاً بمرح:
"والوجبه على حسابي...وبالمناسبة اسمي فرانك"

اجبرت نفسي على التكلم

"شكراً فرانك..سأتي واتذوق طعامك"

ثم طبعت ابتسامه عريضة على وجهي.

وصلت للمنزل ثم ودعت فرانك..انه شخص ثرثار ولكنه لطيف..نسيت ان اخبركم انا احب كبار السن اكثر من الذين في سني..فهم غير معقدون.
"علي ان اواجه امي!"

ولحسن الحظ لم تكن هناك سياره شرطة امام باب المنزل،فتحت الباب ودخلت..وفي تلك اللحظة رأيت امي التى كانت جالسه على السلم وتحمل الهاتف في يدها.
"اين كنت بحق الله!؟"

صرخت بغضب؛انا لا الومها فانا المخطئة.
"كنت اتنزه في الغابة...وغفوت" قلت شارحه وفي عيناي رجاء كبير بان تتفهمني.
"إيما..لقد اقلقتني...لقد كدت اموت من الخوف..حتى انني كدت ان اتصل بالشرطه مجدداً"
"امي..انا آسفه..حقاً" اقتربت منها وعانقتها وهي عانقتتي ثم قبلت جبيني.
"لا تفعليها مجدداً...وإلا" قالت محذرة ولكني قاطعتها..
"اعلم اعلم..انا اسفه جداً جداً"

سمعت بطني تزقزق فضحكت امي وقالت:
"الطعام في الثلاجة..اصعدي وبدلي ثيابك سأجهزه لك"

صعدت لغرفتي ووجدت لوتي تعبث  بهاتفها فقلت:
"مرحبا"

نهضت بسرعة وقالت بغضب:
"اين كنت؟لقد اقلقتنا "
"ولكن لا يبدو عليك القلق" قلت بسخريه
"انا كنت اعلم انك ذهبت للغابه المخيفه" قالت متهكمه وتابعت وهي تلوح بيدها في الهواء شارحه:
"أنتِ عندم تغضبين او تحزنين تذهبين الى هناك"
"إيما هيا انزلي" امي نادت من الأسفل.
"حسناً..قادمة"

قلت واتجهت للحمام لابدل ملابسي.

بعد أن تناولت الطعام وتأكدت من اغلاق الباب والنوافذ بإحكام،صعدت لانام،كانت الساعة الحادية عشر والنصف،وجدت لوتي نائمة،فسقطت في فراشي بتعب ونمت على الفور.

استقظت فزعة من نومي،لاجد نفسي في غابه مظلمة الأشجار تصدر صوتا مخيفا وتتحرك ببطء يشعل الخوف في عروقي.
"اين انا؟!" همست في عقلي.

نهضت بسرعه ..والرعب اجتاح كياني باسره..تلك اللحظة عندما يشعر الكائن الحي بالخطر..تتحرك غريزة البقاء على قيد الحياة الخائنة...اصبحت اتلفت حولي لاني احسست بمخلوق ما يحوم حولي..لمس ذراعي..لمسته متجمدة...يده او اين كان كانت باردة ومخيفه..لكن لما لمسته مألوفة بالنسبه لي!..أصبحت ادور حول نفسي كلما اسمع صوت انفاسه العاليه...انها النهايه؟!

من الظلام..شيئا ما قفز على،لم استطع تبين ملامحه او شكل تكوينه...فقط كان ثقيلاً.

سقطت ليرتطم جسدي بالأرض الباردة الرطبه بقوه،وشيئا ما فوقي،لم اره لاني اغمضت عيني من هول الصدمة..ثم فتحت عيني ببطء..ورأيته...انه فتى عيناه زرقاوان غامقتان،وشعره الاسود يتدلى على جبهته،اول ما فكرت بفعله هو محاوله ابعاده عني بيدي؛وعندما حاولت دفعه ولمست يداي صدره وغاصت في ملابسه السوداء حتى لمست عضلاته المنقبضة،ولكنه امسك بيدي..لمسته بارده...القشعريرة اصابتني..ثم دفع بيدي ارضا وهو لا يزال ممسكا بها..وعيناه في عيني..ثم ابتسم متهكمه جاعلا شفتاه خطا رفيعا..وقال:
"أنتِ لي!كل قطرة في داخلك ملكي!"

ثم بدأ بالاقتراب مني وانا اغمضت عيني...انتظر نهايتي.

صوت ما نادني من بعيد..مهلاً..انه صوت لوتي..افقت..لقد كنت اكره صوتها عندما توقظني..ولكني الان مدينه لها..آه كم احبها..لقد انقذتني من كابوسي!
"إيما هيا سوف نتأخر"

نهضت كالمجنونة وانقضيت عليها...اعانقها وهمست:
"شكراً...شكراً!"

نظرت الي كالبلهاءوهمست متفاجأة:
"هل أنتِ مريضة او شيئا من هذا القبيل؟!"
"كلا..انا بخير" ثم قبلتها ونهضت ذاهبه للحمام.
"امي..إيما غريبة اليوم!"

سمعت صوت لوتي تحدث امي،عندما كنى على وشك دخول المطبخ.

قالت لوتي وهي تعد على اصابعها:
"عادة عندما اوقظها في الصباح..تضربني بالوسادة او بحذائها!"
"صباح الخير" دخلت مبتسمة..لاقطع هذا النقاش الغبي.
"صباح الخير عزيزتي"

اثناء ان تناولنا الإفطار؛تحت نظرات لوتي المصدومة،وامي المفكرة..لم اتحمل هذا فصرخت
"هذا يكفي!" وتابعت
"لقد كنت احلم بكابوس..ولوتي اينق..ايقظتني" صححت مدركه الخطأ الذي كنت على وشك اقترافه(انقذتي) تلك الجملة يمكن ان تعيد لامي ذكريات لا ارغب باعادة تتكرارها.
"ماذا!!لاجل ذلك كنت لطيفه؟!" قالت لوتي بغباء
"اوه..لا تقلقي..المرة القادمة ستجدين الحذاء في منتصف وجهك..يعطيك قبله الصباح!"

ضحكنا انا وامي تحت احتجاجات لوتي،ثم خرجنا..ودعت لوتي وتابعت السير حتى مدرستي، وكان الجو عادياً ككل يوم غائم..والشمس الكسوله نائمة كالعادة...ورياح مزهجة بارده تهب أحياناً.

أنتِ علاجي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن