في قلعة الوحش 2

7.6K 409 16
                                    

أن تكون في وسط دوامة من الغضب...كل أطرافها تتنازع حولك...دون أخذ رأيك بالاعتبار..أمر مزعج!
ماثيو عامل عائلتي بشكل سيء، كان عليه ان يكون أكثر.... لطفا، وكيف لي ان انسب اللطف لمصاصي الدماء!
وكأنني سقطت في مستنقع عميق ولزج...لا أستطيع الخروج منه...لقد نسيت ما قالته لي امي وما حكاه لي أبي عن الوحوش تظل لوحوش للأبد....
لا أعلم لما لم أربط كلمة وحش مع ماثيو....ولما حتى الان لساني لا يحبذ هذه الكلمة..
خفت أن تفقد أمي رشدها من جديد بعد ان صرخت ب(يكفي) جزء مني تذكر كيف عشت انا ولوتي دونها...حرمنا منها وهي لا تزال حية ترزق!
خفت أن يعود المرض ليفتك بها...

كرهت ماثيو جداً...لانه بسببه ستعود امي لنوبات التشنج الغريبة..والصراخ..والتحدث مع نفسها..

ومجددا كان للصمت الاولية بيننا، قطعته امي وهي تقترب مني، بعد ان ترك كل من ماثيو وخالتي جاين ذراعي.

"إيما...هل تثقين به؟"

سألت بهدوء وعيناها تحدقان في أعماق عيني.
سؤالها اربكني..وبعثر كل ما في داخلي، لم أعلم بما أجبها...ألقيت نظرة على ماثيو الذي كان قد خطى بعيداً ووقف قرب النافذة يتأمل المنظر بنظرة خائبة.
لم ينظر نحوي...كانت نظرته منكسرة..وهناك..في عينيه لمحت حزنا مخبئا..لمحته عدة مرات سابقاً، ولكنه الأن..ألمني!

نظرت نحو أمي التى لاحظت تحدقي لماثيو، ثم ضغطت على قبضتاي وقلت بثقه:
"أجل أنا أثق به!"

ثم نظرت نحو ماثيو الذي كان مصدوما من كلامي...وبعدها ابتسم ابتسامته الساحرة تلك..حتى أن عينيه أضائتا!
" لقد حماني عدة مرات عندما كدت أقتل...ولم يطلب أي شيء في المقابل..حتى انني جرحت أمامه مرتين ولم يؤذني..انا حتماً أثق به!"
أردفت بثقه اكثر وكأن ابتسامته امدتني بالقوة.

" ولكن يا إيما..."
قالت خالتي جاين بإنكسار ولكن أمي سرعان ما أوقفتها قائلة تلك العبارة التى جعلت كلا من فكي وفك خالتي جاين يسقط أرضا
"إذاً...نحن أيضاً نثق به!"
..............................

نحن الان نقف أمام قلعة ماثيو...أنا وأمي وخالتي جاين..ولوتي كذلك.
لوتي كانت أكثرنا حماسة ، عندما أخبرتها خالتي جاين بكل شيء...والغريب أنها تقبلت الامر بسهوله قائلة:
" انا دائماً ما صدقت كلام أمي عنهم"
وتابعت بنبره متشوقه:
"أشعر بأنني داخل فيلم! سنذهب بأقدامنا لقلعة الوحش دراكولا!"

استقبلنا ذلك العجوز، الذي اخافني في أول مرة جئت فيها لهذه القلعة القديمة.
لا زال قرميدها الاحمر يلمع بشده في أعلها، والأبراج الثلاثة المظلمة لازالت مخيفة...والبرج الرابع وما يحيطه محترقا تماماً.
شعرت بالقشعريره تمر بجسدي عندما تذكرت كل القصص المخيفة التى كان الطلاب يرونها عن القلعة.

أنتِ علاجي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن