"اوه لقد جننت حقا!"
همست بذلك بصوت مخنوق...لم اعرف اين تقودني قدماي،فقد سرت وانا وابكي بصمت..الى ان وصلت للغابه التى وراء مدرستنا.
بعد ان قطعت ملعب الكرة وانا اجري،ان طبيعية فوركس غائمة وممطرة في معظم الأحيان، وتغطيها الغابات من كل مكان، لكن هذه الغابات آمنه نوعاً ما...حسبما اظن..لان الحيوانات المفترسه فيها تكاد تكون نادرة،وكذلك هي تظل في قلب الغابه.
عندما شعرت بان قلبي سيخرج من سجنه، توقفت وجلست في جذع شجرة محطم، اخذت نفسا عميقاً لاهدء نفسي..شهيق وزفير..اه حسنا لقد ارتحت.
"كم احب هذا الهدوء" حدثت نفسي وابتسمت لذكرى ان ابي كان يحب ان يأخذني لنزهات في الغابه.
"كم افتقدك يا ابي!!" صرخت بهذا ...نعم لن يسمعني احد..سقطت دمعة وحيدة على خدي الذي احمر من التعب؛ تلك الدمعة كان رسالة لي تقول انه يجب ان اتوقف عن البكاء...انا يجب ان أكون قوية .شاهدت طائرا ابيض اللون له سيقان طويلة، وعينان سوداوتان حادتان،ثم طار بسرعة عندما لاحظني.
تذكرت عندها انني شاهدت مثل هذا الطائر في مكان ما....
وفكرت.. آه لقد اخذني ابي الى بحيرة جميلة واظنها قريبة من هنا..
سرت بين فروع أوراق الأشجار الندية التى تلامس بعضها بحب واوراق اخرى ذابله تتكسر تحت قدماي، وصوت الطيور التى تزقزق لتملأ صمت الغابه المخيف.بعد خمسه عشرة دقيقة من السير والمنعطفات،شاهدتها ..شاهدت البحيرة المتلئلئة والسهل المخضر حولها وشجرة الصفصاف الوحيدة التي تتربع بالقرب من البحيرة..ثم سمعت شيئاً...سمعت تلك الصرخة المتوحشة!!
ارتعب جسدي باكمله وتوقف قلبي عن النبض لوهله، والغابه باكملها صمتت كالموتى،استعدت وعي وقدرتي على التفكير عندما ادرت رأسي الى اقصى الشمال حيث مصدر الصرخة،فرايت ما لم اتوقعه بالمرة!
اختبئت خلف شجرة الصنوبر العملاقه..رأيت رجلان في مواجهة بعضهما ، أحدهما اشقر الشعر طويل القامة وضخم البنية، والاخر فكان اقصر منه بقليل شعر اسود مصفف بطريقة غريبة حيث يتدلى خصلة من منتصف رأسه الى جبهته، وكان هذان الرجلان ابيضان بيضا شاحبا لؤلؤيا لفت انتباهي.
"ولكن مهلاً ما هذا؟" قلت لنفسي عندما رأيت اربعة جثث مرمية على الارض...
"اوه يا الهى انهما قاتلان...يا الهى ماذا افعل؟!"لم اتحرك لانش واحدعندما سمعت الفتى اسود الشعر يتكلم بغضب.
"انت تهدد بان ينكشف نوعنا!"
"لقد كنت اصطاد وحسب!هون عليك الامر يا ماثيو"قالها بسخرية واضحة وهو يرفع يديه في وضعية دفاعية
" وهل هذا ما تسميه اصطياد ايها الوغد!انظر لقد قتلت اربعة"قالها بغضب شديد وهو يتقدم خطوة للامام، وفكرت للحظه في مبرر منطقي لما اراه الان..هل هما يصطادان الحيوانات بصورة غير شرعية ، وعندما شاهدهم هؤلاء ...قتلوهم...
"لقد كنت ظمأ!"
اوه ما هذا؟!كيف يا الهي... تماسكي يا ايما والا كان مصيرك كهؤلاء الجثث.
"انت هكذا تهددنا جميعاً...وحتى وان كنت ظمأ اكتفى بواحد فقط!..بحق الجحيم نحن لم ننتقل لهذه المدينة لكي تخرب خططنا...سوف اخبر روبرت"قالها ماثيو بصوت غاضب وبتهديد
"أوه لقد اخفتني حقاً!" قالها الاشقر ساخراً وهو يدعي انه يرتجف خوفا..وتابع
"ولكن لم تخبر العجوز روبرت...لما لا توقفني بنفسك أيها القوي" لقد استفزه حتماًطار الفتى الاسود الشعر نحو الاشقر..نعم لقد قفز في الهواء لمسافه 4 امتار ثم هبط في جسد الاشقر، وبالرغم من الفارق الجسدي بينهما كانت ضرب الفتى ماثيو قوية بحق...امسك بعنقه ،لكن الاشقر دفعه بعنف ليرمى على الارض ثم يقفز عليه ويغرس اظافره الطويلة التى ظهرت من العدم في كتف الفتى الاسود.
" اوه ياالهي...سيقتله!"همست بذلك لنفسي بذعر.لكن الفتى دفع الاشقر دفع الاشقر بقوة غير طبيعية..وهو مجروح بحق الله كيف!!..دفعه ليصطدم بشجرة الصفصاف العملاقة ...تلك الرميه لم تكن بشرية بالمرة!
ثم قام الفتى الاسود الشعر وجرى نحو الاسود كما اعتقد..بسرعة غير طبيعية !لاني لم اره يجري وامسك بعنقه ثم دفع بجسده ضد جذع الشجرة، وهمس له بشئ ، ثم ازاح يده وفي تلك الثانية اختفي الاشقر...لقد اختفى وكأنه تبخر.!
علي العودة سريعاً قبل ان ينتبه لي الفتى الاخر...استدرت وقلبي ينبض بشده،ولكني دوست على غصن شجرة فتحطم تحت قدمي...لا لا لا...سحقا..على الاسراع قد يسمعني
ادرت رأسي لانظر اليه ولكني لم اجده!..اين ذهب؟هل سمعني!؟
ادرت رأسي من جديد لاهرب..ولكن ..لكنني رأيته امامي وقريباً جداً مني، لقد توقف قلبي عن النبض وسرق الخوف لون وجهي..كيف وصل الى هنا بسرعة هكذا ؟انا لم اسمع صوت خطواته على الاغصان الذابله..
"الى اين تهربين؟!" همس لي بذلك وكلماته كانت كافيه لتجمد الدم في عروقي..ً
أنت تقرأ
أنتِ علاجي!
Vampirosهو: صمت الليل الخانق يخترق حزني...ويعيد لي ذكريات امر فعلته منذ زمن طويل جداً...لازلت لا أستطيع مسامحة نفسي على ما فعلته! اتمنى ان ينغرس خنجر في قلبي،او ان اعذب ببطء حتى اموت! هي: كيف يمكنني ان احب حياتي بعد ان توفي ابي..وهو كان شيء،لن أستطيع ان اعي...