شكوك2

10.6K 558 17
                                    

رميت حقيبتي على الطاولة بشكل آلي،وخلعت حذائي الذي امتلأ بالوحل بعد ركضي المطول في الغابة، وانا اذرف الدموع كالطفلة..وانا في الغابة كنت اشعر بانني مراقبة في كل خطوة اخطوها ،ولكني واصلت السير لان شعوري بالحزن وافتقادي لوالدي قتل احساسي بالخوف.

كانت الساعة الرابعة عصراً،والشمس عندنا تذهب للنوم مبكرًا،كأنه وقت الغروب،لقد تأخرت!
"امي..لوتي لقد عدت"

لم اسمع اي رد فذهبت للمطبخ،مطبخنا كبير وواسع فيه ثلاجه من عهد زواج امي وابي،وطاولة خشبية مزخرفة بالورود بها اربعة مقاعد...ولكن المقعد الرابع سيكون خالياً للابد!

هززت رأسي كأني بذلك اطرد الحزن الذي لامس أفكاري،وذهبت نحو الثلاجة التى عليها صورنا العائلية السعيدة مع ابي منذ سبعة اعوام،افتقده للان اتصدقون!لم انسى كما ....يقولون مع مرور الزمن تنسى الاحزان ولكني لم انسي!

شتت انتباهي ورقه بيضاء معلقة في الثلاجة...
"انها من لوتي!" همست.
"لقد ذهبنا انا وامي لزيارة خالتي جاين..سنعود في المساء..امي وضعت لك الطعام في الثلاجة..تأكدي من اغلاق الابواب والنوافذ"

خالتي جاين ليست بالتحديد خالتي،نحن نقول لها هكذا لاننا نعرفها منذ موت ابي،هي معالجة امي النفسية واصبحت صديقة العائلة الوحيدة،أخذت الطبق الذي في الثلاجة ووضعته في (المايكرويف) وانا افكر بقلق عما ينتظرني غداً في المدرسة؛مصيبتان(جايك،والشاب الغريب).

ولكن هناك امر غريب ومخيف جداً بشأن هذا الشاب...انه كالشاب الذي في حلمي...افزعني صوت المايكرويف عندما انتهت الدقائق التى وضعتها،حملت طبقي وصعدت لغرفتي.

لقد مرت ساعتان الان والظلام قد استعمر السماء تماماً،كنت أقرأ كتابا عن احد الاساطير المصرية،والهدوء يعم ارجاء فوركس بصمت يوتر الاعصاب...والاسوء  ان تلك الافكار التى تتعلق بالشاب بحلمي والذي رأيته اليوم اصبحت هاجساً مرعبا بالنسبه لي.

كنت مستلقية في سريري، والغطاء يغطى جسدي باكمله،وانا متكورة على نفسي فالجو يبرد في الليل،ولاكون صادقة..كنت خائفة! انا في العادة لا  اخاف عندما اكون وحدي في المنزل...ولكن الليله انا ادعو الله بصمت ان لا تحصل كوابيسي!

لا اعلم ماذا حصل.... ولكني استيقظت فجأة وفتحت عيني على اتساعهما،وكأنني سمعت صوتا ما!اوه لا! انا احلم!يجب ان اكون كذلك.

نظرت للساعة في هاتفي وكانت التاسعة، انصت السمع بدل ان احاول النوم من جديد، وهذا ما لايجب فعله عندما تسمع صوتا غريباً وانت نائم،سمعته مجددا كأنها  خطوات او همهمه.

قد يكون لص، او قطة قفزت من نافذة المطبخ...اوه يا الهي!! لقد نسيت اغلاق نافذة المطبخ؛ لو سمعت كلام امي لما عشت هذا الرعب..
"سأخرج لاتاكد"

وهذا ثاني شئ لا يجب فعله عندما تسمع صوت غريباً.

ابعدت الغطاء عن جسدي ببطء، ونزلت من فراشي  الدافئ حافية القدمين، ولم انسى وضع هاتفي في جيبي..فتحت باب غرفتي ببطء واخرجت رأسي بحذر والخوف يجري في عروقي..والادرينالين يتدفق بعنف، كان المكان مظلما جزيئا، خرجت من غرفتي تماماً وسرت على اطراف اصابعي المتجمدة حتى وصلت الدرج وأخذت نظرة متفحصة؛علي المح ظلا او صوتا فاعود ادراجي، كنت اهمس لنفسي انها مجرد قطة...قطة..ولكن لم اعلم ما الذي ينتظرني؟!!

أنتِ علاجي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن