علاجي:

8.3K 437 16
                                    

لم أستطع ان انام تلك الليلة، خياله كان يعبث في ارجاء عقلي، لطفه الغريب جعلني مرتبكة...وقد اعدت مشهد لحظاتنا سويا مراراً وتكراراً...وندمت على انني لم أسأله عن بعض الاسئلة التى كانت تقض مضجعي.
عندما اوصلني للباب الامامي كان الساعة التاسعة والربع..احمد الإله انني لم اتأخر كثيراً...امسك بيدي وشد عليها بلطف قائلاً:
"عمت مساءً، واهتمي بنفسك...ولا تقلقي هناك بعض من رجالي يحرسون منزلك"
وكنت محرجه ومرتبكة من قلقه علي..قلقه الغريب..وأجبت متعثلمة:
"ع..عمت مساءً...و..و..شكراً"
وهو فقط ابتسم باتساع لتظهر اسنانه اللؤلؤية المثالية، وكانت تلك من اصدق ابتسامته.
وكانت اخر شي اتذكره قبل ان أسحب مع تيار النوم.

في الصباح عندما نزلت للاسفل واتخذت طريقي نحو المطبخ..سمعت امي وخالتي جاين يتهامسان
"سنخبرها اليوم"
همست خالتي جاين باصرار
"لا اظن انني سأقدر على اخبارها..نستطيع حمايتهما كما فعلنا عدة مرات من قبل"
قالت امي بانزعاج واضح في صوتها
"لا..سن.."
"صباح الخير" ابتسمت وانا احيهما.
"صباح الخير إيم" قالت امي وجاين معا
"هيا الافطار جاهز..أين لوتسيا؟" قالت خالتي جاين
" انا هنا..صباح الخير" قالت لوتي وهي تصلح ربطة شعرها.
بعد ان تناولنا الافطار سررت انا ولوتي لنخرج ولكن امي همست
"إيما اريد التحدث معك في موضوع"
اعتلت علامات الدهشة وعدم الفهم وجهي ولكني قلت:
"حسناً...لوتي اسبقيني..سأوافيك عند الباب"
سرت على مهل وفكرة واحدة تضج في عقلي بهلع..ما الذي تريد امي ان نتحدث عنه؟!
دخلنا غرفه الجلوس وكانت خالتي جاين تجلس هناك وهي تعبث بشهرها الاشقر القصير وعندها قالت وهي تقف:
"إيما...كنا نريد التحدث معك في أمر لا يقبل التأجيل" وهمت بتعديل وضع نظارتها قبل ان تنظر لامي وتعيد نظرها نحوي:
" جينا وانا...اعني حققنا في الامر طويلاً...طوال تلك السنين الاربعة التى تلت وفاة والدك"
" حققتما؟! عن ماذا حققتما؟!" قلت بعدم فهم
"عن وجودهم..وسبب قتلهم لجيمس"
قالت أمي وهي تقترب مني
"أمي! ابي لم يقتله احد..ارجوك لا أريد ان تمرضي مجدداً" تكلمت بانفعال وانا ابتعد عنها خطوة للوراء...ابي لم يقتله احد!
"إيم..اهدئي!" قالت خالتي جاين وتقترب هي الاخرى
"خالتي جاين..من المفترض انك تساعدها على التغلب ..على ذلك المرض" صحت بنبره معاتبه
"إيما...استمعي جيداً، انا أيضاً قتل ابني بفعل تلك المخلوقات عديمة الرحمة..وابوك جيمس أيضاً قتل للسبب عينه" اردفت خالتي جاين وتابعت امي
" نحن حققنا كثيراً في الامر..درسنا كثيرا من الكتب..وقابلنا عدد من الأشخاص الذين مروا بنفس تجاربنا..حتى ان هناك منهم في بلدتنا الان..وهو يردونك"
" من...هم؟" همست وانا اعرف الاجابه بالفعل
"مصاصو الدماء!" قالت امي وتعبير غريب لمع في وجهها

...........................
توقف حديثنا هنا لان لوتي نادتني بانزعاج قائلة اننا تأخرنا، فقالت امي أننا سنكمل الحديث لاحقاً...كنت اسير وعقلي مشوش بالكامل..جسدي يسير تلقائياً للمدرسة..وانا لا استمع لثرثرة لوتي المتواصلة...سحقا! ماذا سأفعل الان..ان كان ابي قتل على يد مصاص دماء! تلك الفكرة جعلت الدموع تنحدر من عيناي بألم...لولا تلك المخلوقات الشريرة لكان ابي بيننا..لكان يوصلنا للمدرسة ويساعدني في دروس الحساب...لكان ابي قربنا!
كنت اشهق وابكي، دون ان اتمالك نفسي سرت نحو الغابة..كانت لوتي قد ذهبت لمدرستها سريعاً عندما لمحت صديقتها...
اشعر بالخذلان...والحزن يجثم فوق صدري، لا استطيع التنفس من شدة بكائي..ومن شدة البرد هنا..ولكني لم اهتم لكل هذا وواصلت السير بعزم اكثر..نحو تلك البحيرة، مكاننا الخاص، انا وأبي.
وصلت للبحيرة بسرعة، وسقط على ركبتي عندما لم أستطع الوقوف اكثر...احتضنت ركبتي نحو صدري وتكورت في العشب الندي وانا اواصل بكائي.

أحسست بعد عدة دقائق باصابع تمسح دموعي..استطعت ان اميزها بسبب برودتها ولمستها التى أراحتني..انه هو..ماثيو
فتحت عيناي ببطء وانا اعتدل في جلستي وهو امسك كتفي بإحكام وقال
" سمعتك تبكين...ما بك؟"
وهنا لم أتمالك نفسي وارتميت نحوه اعانقه بشده وكأنه الأوكسجين الذي أحتاجه...وابكي بألم..دون صوت..كنت احتاج للامان..وهو الامن بالنسبة لي.

#ماثيو

عندما علمت بشأن إليوت..ومحاولة قتله لإيما وانا لم أكن بقربها..تمزقت من داخلي..لا اعمل متى تملكتني هذه المشاعر..ولكن منذ اول مرة رأيتها في الغابة عندما رأت ما فعله إليوت بقتله ل4 بشريين ...اصبحت وبطريقة مبهمه مرتبط بها.
ولذلك فكرت في تركها بعهدت احد آخر..فأنا لا استحق ان امتلك تلك المشاعر الإنسانية الجميلة..انا وحش لعين لا استحق الحياة...وذلك الذنب الذي أذنبته منذ وقت طويل...لا يزال يؤلمني..انا لا استحق فتاة برقه إيما!
ولكن عندما علمت بمخططات روبرت..الذي كنت اعتبره كأبي..وعلمت عن دنائته واسالبيه الملتوية والحقيرة في التخلص من المختاريين..وعن قتله لابي قررت الانتقام منه.
ولكن وجود ايما ذلك اليوم بين يدي إليوت..اشعرني بالغضب والخوف في آن واحد..كنت خائفاً عليها بشده...والشئ الغريب..انني اشتقت اليها...
عندما استجوبت إليوت قبل ان اقتله..وسحبت المعلومات التى احتاجها من عقله...قال انه كان يريد أن يغتصب إيما قبل ان يقتلها! وذلك أثار الوحش الملعون بداخلي..وجعلني اقتلع رأسه الحقير لامحو ابتسامته الهازئة.
ثم صعدت لايما وكنت اعلم انها في الخزانه من نبضات قلبها العجول، الذي افتقدت رنينه في اذني..صوت نبض قلبها من احب الاصوات لقلبي، هي ارتمت بين ذراعي كأنني الحياة لها..وذلك لوهله اشهرني اني اصبحت طاهرا، بشريا امتلك المشاعر..واحببت الشعور بها بين ذراعي كما الان...وعندها علمت انني..أحبها!
في هذا الصباح سمعت بكائها وعلمت فورا ان هناك خطب ما...وهرعت اليها وفور رؤيتها لي اشعرتني مجدداً بذلك الشعور..وكأنني وجدت علاجي بعد تلك القرون!
رفعت رأسها قليلا عن كتفي ونظرت الي قائله :
" أنا خائفة ماثيو!"
كلماتها جعلتني اتمسك بها بشده وامسح على وجنتيها المبللتين..
" لطالما انا بقربك..لن يصيبك مكروه!"
انفاسنا تخطلت ببعض انوفنا تتلامس تارة وتبتعد تاره اخرى، وعيناها الساحرتين اغرقتني حتى الثمالة ، ولم اجد نفسي الا وانا انظر لشفتيها الورديتين..وفي عقلي فكرة واحدة..انا أريد تقبيلها الأن!
وهذا ما فعلت...اطبقت شفتينا معا، ببطء ودون ان اتحرك ابدأ..وشعرت بأنني كامل..فقط لامست شفتيها البريئتين بقبله تحمل كل المشاعر الدافئة التى ايقظتها فيني..تلك الفتاة إيما خاصتي!

أنتِ علاجي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن