شقائق النعمان

35 2 0
                                    

تتسارع نبضات قلبي.. تستيقظ كوابيسي لتبث الرعب في نفسي.. ترتعش يدي التي أخفيها بضعف خلفي.. أخشى نظرته.. شفقته.. أخشى الخضوع له لدرجة تناسيت من يكون.. هو من تركني.. هو من خذلني.. هو من دمرني.. لا أظن أنك تريد فعل المزيد جيون جنغكوك.. إذن إلى ما ترمي بأفعالك الصبيانية هذه؟
أسئلة تبحث عن أجوبتها.. نظرات تلتحم بحب.. بحقد.. بحيرة.. لما هو شديد السكون؟ و هل هو حقا من كتبها؟
أضغط على شفتي باضطراب.. كيف سأتصرف؟ أنا لم أواجهه ولا مرة في حياتي.. هل سأفعل الآن؟
زفرت الهواء مخفية توتري الواضح.. تنهدت للمرة الألف و قلت :" فسر.."
ابتسم بسخرية و نظر لي بحقد.. يأخذ خطواته نحوي بثقة بين يركز بنظره نحوي.. يتذكر سبب اقدامه على هذه الخطوات.. يصوغ القصة بحسب ما تفهمها شياطينه.. يتحدى قلبه.. يدوس على كرامتها.. يدمرها لأنها دمرت...
" احترقي أيتها العاهرة اليتيمة فأنا أكرهك"

تخترق كلماته قلبي بعنف.. تقتل ما تبقى من روحي.. تخنقني تجعلني ألفظ آخر أنفاسي..
ينظر لي ينتظر ردة فعلي.. يتمنى بشوق أنه فاز.. يكره الخسارة.. و لو كلفه الأمر قتل منافسه..
لم أستطع البكاء.. دموعي جفت بالفعل.. و أقسمت أن لا أبكي أمامك.. أخرست كلماتي و سلمت طريقي متجوزة ذلك الذي كره تجاهلها له أيما كره..
أمشي بخطوات سريعة لا أسمع ما يحصل حولي.. أعجز عن رؤية تلك الأجساد التي ارتطمت بها في طريقي.. لا أستطيع ترتيب أفكاري.. أعيش عاصفة هوجاء تضع نهاية لكل من يعترض طريقها.. أسرع في خطايا أكثر و أكثر.. أتمنى عبور الباب بأسرع وقت ممكن... نعم.. البحر.. أريد الذهاب هناك.. لن أنهار هنا.. لن أجثوا على ركبتي بضعف أمام هذه الأرواح النجسة.. لن أضعف أمامكم أبدا..
خرجت بوابة المدرسة.. أواصل الجري بانكسار.. أشعر بحرقة في جفني.. أريد البكاء.. أريد الصراخ و النحيب أتمنى انتهاء هذا الكابوس...
ما إن بلغت تلك الرمال حتى خارت قواي و جثوت على ركبتي أتنفس بصعوبة.. أتذكر تلك الكلمات.. تلك الحروف القاسية.. الحضن الكاذب الذي وثقت به بعدما خذلني فدمرني.. أجمع شتات نفسي.. أكتم صرختي.. أدفن شهقاتي في باطن حنجرتي.. أرفع رأسي ببطء أراقب الأمواج.. أسمعها تواسيني بعدما عجز بني البشر عن ذلك.. أستقيم بتثاقل.. آخذ خطواتي الأولى بعجز.. أجر أقدامي قسرا.. أفكر بكل ما حل بي كل تلك السنوات.. كل تلك الجروح المبالغة التي كلما بدأت تلتئم.. يزيدها أحدهم عمقا.. آخذ طريقي نحن تلك المياه الباردة.. أتمنى أن تعانقني بأسرع وقت ممكن.. أتمنى أن ألقى جدفي في جوفها.. أستسلم.. أرخي أطرافي.. أريدها أن تبلعني فأنا منسية بالأساس.. أشعر بتلك البرودة و هي تلامس أقدامي.. بينما يدفعني ضعفي لأتمادى أكثر.. أتقدم أكثر فأكثر.. أفكر في كل تلك الكوابيس التي تداهمني.. الآلام التي تخنقني.. لن يكون الموت أسوء من الحياة معهم.. فلتنسلخ روحي من جسدي انسلاخا.. فلتهجره فأنا جثة منذ تلك الحادثة ...المياه قد تجاوزت خصري بالفعل.. البرودة تقرص جسدي و النسمات الباردة تسكرني بخمول.. أتمادى أكثر لأخذ خطوات أخرى بصعوبة.. المياه تكاد تتجاوز كتفي.. أنها نهايتي.. نهاية "لي ايميليا"
ذهبت قبل توديع أحد فالجميع يعشق وداعها بل و ينتظره على أحر من الجمر.. ذهبت تجر أذيال الخيبة.. ذهبت مكسورة مخذولة منبوذة.. يدمرها قلبها و تحتضر روحها..
أغمض عيني باستسلام.. أبتسم وسط نظراتي الحزينة.. فلتودعني السماء التي لا يضاهي ورقتها شيء.. فلتودعني السحب القطنية التي تتجلى ببياضها و تتناغم برقة مع زرقة سمائها.. فلتودعني الطيور التي تعزف لحنا بدى لي كسنفونية كئيبة..
أسمح لتلك البرودة بدفني داخلها.. كي لا تتلقى جرحا آخر.. كي تختفي بلمح البصر و تقول لعالمها:
"وداعا"

||~🖤💫مجرة ذكرياتنا 🖤💫~||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن