~ لحظة ضعف ~

20 2 1
                                    


السماء اسودت مع حلول الليل و النجوم تناغمت بمثالية مع الظلام..
جسدان عادا معا إلى البيت و قد أرهقتهما الشركة أيما إرهاق..
تحدثا طويلا و كثُرت الكلمات..
استقامت إيميليا تلف شعرها بأحد الأقلام التي التقطتها للتو من فوق الطاولة الخشبية..
توجهت نحو المطبخ تعد الشاي الساخن علّ هذا البرد يغادر مفاصلهما..

اسرتخى تاي أكثر على تلك الاريكة و قد تسللت يده لتمسح على ظهر الأرنب الصغير الذي ينام حذوه في سكينة..
ملأ رئتيه هواء بينما يسرّح نظره في ذلك السقف المظلم..
شرد للحظات معدودة..
سمع أصوات ضحكات أطفال و بعض الموسيقى الجميلة..
ابتسم ليجول بعينيه في هذه الغرفة الكبيرة..
لم تتغير و بقيت محافظة على أيام ولت قبل عدة سنوات..

شد انتباهه كتب ملأت جل الرفوف الزجاجية..
تقدم بفضول يحني ظهره يقرأ تلك العناوين المحفورة بعناية على ظهر كل كتاب..

"تفاح أسود"
"تراب قبري"
"ظلال تحت سريري"

تعجب من كل هذه الأسماء الكئيبة و هو الذي ظن انه سيستعير البعض من مكتبة معشوقته...

تأفف بضجر ينوي العودة إلى مكانه لولا ذلك الكتاب المختلف الذي شد انتباهه...
مجلد يختبئ خلف كومة من الكتب..
لا يظهر من سواده الليلي إلا القليل و لون كتابته مختلف بشكل واضح..
تقدم نحوه بينما يخرجه بعناية يخشى أن يخطأ فتهوي بقية الكتب على الأرض..
سحبه بسلاسة لينظر له مليا و يضغط عليه بانفعال ما إن استطاع قراءة العنوان كاملا..
ظن أنه مجرد شك و سيزول..
لكن ها هي الحروف تؤكد له أنه هو و لا مجال أن يكون غيره..

قدمت الأخرى من المطبخ تحمل بين يديها الصغيرتين طبقا تموضع عليه كوبي شاي أخضر..

كادت شفتاها تسأله إذا ما احتاج شيء بيد أنه قاطعها بينما يسأل :
"ما هذا الكتاب إيميليا"

عقدت حاجبيها لتضع الطبق فوق الطاولة و تجيب :
"أحد كتب والدي.. ما الغريب في الأمر؟"

استنشق الهواء بصعوبة بينما يعيد السؤال..
غصة تمنعه عن الكلام بشكل طبيعي و حريق نشب في روحه للتو..
"ما هو عنوان هذا الكتاب.."

"مجرة ذكرياتنا!"
اجابته بثقة ولا تزال تجهل سبب هذا الانفعال الشديد و التعلق بكتاب لا شيء مميز به..
فأغلب هذه الكتب تنتمي لمكتبة والدها أيضا فما الذي يحتويه هذا الكتاب و لا يحتويه غيره؟

ابتسم بجانبية..
ضحك على نفسه في سره و سخر من قلبه مرارا..
رفع رأسه ليرسم تلك الابتسامة الكاذبة
يوهم التي أمامه انه بخير :
"لا شيء.. فقط بدا غلافه مختلفا بعض الشيء عن البقية"

||~🖤💫مجرة ذكرياتنا 🖤💫~||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن