: على جثتي :

43 4 8
                                    

وجوه جفلت بصدمة...نبضات لم تعرف ترتيبها و ارتجاف زعزع أطرافهم... نامجون الذي للآن يحاول استيعاب كلماتي.. يعيدها مرارا و تكرارا كأنها آخر ما يسمع... فكرة واحدة تخالجه ألا و هي الوحدة..لقد قال لي مرارا و تكرارا أنه يرى نفسه وحيدا من دوني..يرى نفسه وحيدا دون تحياتي الصباحية و غرابة أفعالي.. قال مرارا أن الكلمات لها معنى مختلف عندما أنطقها.. قال أنه ضائع و أنا من أدله.. .آنا التي عبست و قد اغرورقت بنيتيها مع بريق كئيب.. السيد جونغ الذي اختفت ابتسامته.. هو يراني بمثابة ابنته.. يهوى رؤيتي بذلك الركن أقرأ كتب أبي.. أقبل فنجان القهوة المر و أعانق تلك الفطيرة الساخنة... هو يرى روح صديقه بل أخيه في عيني.. فهل سيتخلى عن النور بعد ايجاده؟ شوقا الذي طأطأ رأسه في عجز..لا يعرف الكثير عن أهدافي.. يخشى التدخل فيخطئ.. يخشى الجدال فيفشل.. استسلم للواقع فمن هم ليتحكموا في قراراتي...رفع عينيه مخفيا ذلك الحزن الذي يعتصر قلبه :
" اتبعي قلبك إيميليا.. اسمعي تلك الهمسات التي يصدرها.. لن يردعك أحد بعد الآن.. لقد عانيت بما فيه الكفاية.."

ضرب الطاولة مفزعا الكل.. استدارت أعناقهم ترى وجهته.. يبتعد بخطا غاضبة خارجا من المقهى.. تبعته عيناي بصمت.. "ما الذي دهاك تاي.."
همست بتلك الكلمات.. رفعت ذلك المعطف الذي طوق جسدي... و تبعته بخطا سريعة..

أمسكت كتفه سائلة :
" ماذا حل بك تاي؟ "
اكتفى بابعاد يدي.. لم أستطع رؤية وجهه و لا حتى انشا منه.. هو لم يسمح لي بالاقتراب..يرسم مسافة بيننا كأنه يقسم أنه آخر لقاء.. آخر فرصة و أصعب تحدي.. يسرع في خطاه نابسا :
"ابتعدي إيميليا.. لست في مزاج جيد للحديث"

مهلا.. نبرته.. نبرة صوته مهتزة.. هل هو..
يبكي؟

اختف شبحه بين المارة.. الاكتضاض شديد و البرد قد عاد من جديد.. كل منهم يعانق أحدهم.. يقرب جذع الآخر لتدفئة نفسه.. إلا نحن.. نعانق معاطفنا و نهيم بجروحنا..

متسمرة مكاني أراقب في شرود.. لوهلة ظننت أن كل شيء بدأ في الصعود إذن ما تفسير هذا السقوط المرير؟
وشاح صوفي لؤلؤي اللون طوق رقبتي بحنان.. ابتسمت و أنا أناظر نامجون و هو يحيط قطعة الصوف بأنامله الطويلة... حمرة اكتسحت أنفه و ابتسامة حزينة حاولت بعث بصيص و لو بسيط في فؤادي المحترق... تجاورنا و قد شعرت بهالته و هي بقربي.. تتصادم أكتافنا بينما أراقب تعاقب خطانا على ذلك الرصيف المخطط...

أحاديث طويلة... كتب عديدة تلقيتها من السيد جونغ قال لي أن أقرأها..شوقا الذي يجلس بملل يتذمر يريد العودة للنوم.. نامجوني الذي لم تكل شفتاه من نثر التعليمات.. كالمحافظة على صحتي.. ارتداء ملابس دافئة.. و الأكل كثيرا.. أقوال جدات لكنها تبدو أكثر حنانا عندما يقولها.. نصائح آنا المزعجة و هي تطلب مني أن أكون اجتماعية و أتخلص من صفة الانطوائية...آسفة آنا.. أنا لست انطوائي بل اقتنائية لا غير...

||~🖤💫مجرة ذكرياتنا 🖤💫~||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن