~مراوغة~لغة اللا فائدة~

22 3 0
                                    

كل شيء يبدو هادئ طبيعيا.. كل شيء عدا نفسي الباكية.. نفسي التي تضحك نهارا و تموت قهرا في دجى الليالي.. ليس لي مكان أنتمي إليه غير وحدتي.. أعاتب نفسي و ألومها على أتفه الأسباب.. أحاول البوح لكنني أسحب كلماتي.. أتخلى عن قراراتي فتتبخر مع الوقت.. أغرق أعمق و أعمق.. هذه اليد ترتعش من سماع حروف تلك العائلة فقط فماذا لو واجهتها مقلتي؟ هل سأبكي بعد أن أقسمت؟
أحكمت قبضة يدي.. لقد خذلت و كسرت.. وضعت ثقتي بين كفيك.. فدمرت.. لكنني سأجمع شتات نفسي كل مرة.. سألتقط قطعي المكسورة لأبني فتاة أقوى من السابق.. سأصنع مستقبلي بانهياري و أخلق نجاحا من انكساري..

"أخبره أن يذهب للجحيم"

قلت كلماتي بكره و قطعت الخط.. أضغط على الهاتف بشرود.. هل الهرب منهم إلى الأبد هو الحل الأنسب.. هل أقترف ذنبا جديدا؟..
يد حطت على كتفي بحنان و صوته قد داعب أذني :
"كل شيء بخير ايم؟"
"يااه نامجون أفزعتني.. في الواقع.. أنه اتصال من تاي.. كل شيء على ما يرام فلا تشغل بالك"

"تاي؟ لما يتصل كثيرا؟ هو فقط.. متطفل"
قال كلماته بانزعاج باد على ملامحه الرجولية.. يناظر النافذة يفكر في بعض الأمور التي تجول في باله من أيام.. ابتسمت له سامحة له بالتفكير لوحده قليلا.. كل منا في حاجة لفترة لنفسه.. فترة يخرق فيها قوانين العالم.. لحظة يحاكم فيها المرأ نفسه ليكون القاضي و المحامي و المتهم في آن واحد.. فتعجز أمام نفسك و تتجاوز نفسك.. فلا أحد سيحرس ظهرك غير ساعدك..

حانت فترة الغداء.. نجلس بود كالعائلة الصغيرة المتاحبة... نامجون بجانبي يملأ طبقي طعاما يطالبني أن آكل كثيرا.. السيد جونغ الذي يضحك بخفة على تصرفات هذا الأخير و هو يحرجني و يحشر قطع اللحم في ثغري بينما ترتفع قهقهاته.. "آنا" التي تلقي تلك النكت الساذجة فتسمع ضحكتنا و هي تملأ المكان بهجة بل و تسقيه سعادة.. أربعتنا في حالة استرخاء و راحة و سعادة لا توصف.. أو دعني أقول.. ثلاثتهم.. هذه الابتسامة ليست إلا سرابا و هذه السعادة ليست إلا حلما سيختفي مع بداية الليل.. أشعر بالغثيان و لي رغبة في اعتناق سريري لباقي ساعات النهار.. أطرافي باردة و جبيني بدأ بالتعرق بشدة.. سيكتشفون الأمر..

استأذنت للحظة و قصدت الحمام سريعا.. و ما إن أقفلت الباب بأنامل مرتجفة حتى سقطت على الأرض بتعب لا أقوى على الوقوف.. الإرهاق ينهش جسدي و يثقل جفوني.. بللت وجهي صافعة وحنتاه بعنف علي أستيقظ و لو قليلا.. أعدت نظري للمرآة.. ذلك الانعكاس القبيح الذي أكرهه.. وجهي الذي أمقته.. نظراتي الضعيفة التي تبقى عاجزة أمام الجميع...الهالات السوداء التي برزت من جديد بسبب غسلي لوجهي.. الشحوب الواضح.. و الشفاه المشققة.. ألقيت نظرة على رسغي رافعة ذلك الكم الطويل.. آثار الجروح واضحة بكثرة.. تلك الخطوط المبعثرة تبعث الرعب في النفوس لكننها تجعلني أريد المزيد.. تلمست تلك الدماء المتجمدة بحنق.. سمعت طرقا خفيفا على الباب و صوت نامجون الذي يسأل عني.. أنزلت الكم بسرعة و أخبرته أنني سأخرج بعد قليل.. و لم تخلو نبرتي من التوتر و الاضطراب.. فجل ما خشيته في تلك اللحظة هو اكتشافهم لحقيقتي السوداء.. شخصيتي المظلمة.. و الوحش القابع في روحي..

||~🖤💫مجرة ذكرياتنا 🖤💫~||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن