°مقتبس من الماضي°

50 3 4
                                    

____________________________

لاحت لي ذكرياتنا على ضفاف النهر..
لعبنا فتعبنا فهوى جذعنا تحت شجرة الكرز
نرجوا من ظلها القليل..

تلمسنا حروف أسمائنا و هي محفورة بعمق على جذع اعتلانا..

شقت أناملي راحة يده ترسم عليها دوائر وهمية بينما ترتل هاذين الشفتين تهويدة ناعمة..

رفع يده الأخرى نحو السماء التي أخذت زرقتها جل انتباه.. غرق في شروده يراقب مرور أشعة الشمس الحارة بين فراغات أصابعه النحيفة..

فكرة واحدة تأسره و تخلق شعلة بين ضلوعه..
فراقها..

__________________________


كوريا..

النسمات الباردة التي تداعب الوجنات المحمرة..
السماء التي لم يجرأ الغيم على تدنيس طهارتها...
و تلك الضجة التي تملأ المكان..


بعض الطلبة الذين علقت شهقات شوقهم على جدران غرفتهم.. المسافات تقتلهم رويدا رويدا.. لكن ها هم يرتمون في حضن أمهاتهم بعد غياب مرير..
يستغيثون بين تلك الأيادي الحنونة..

طفل صغير بقميص أصفر طفولي يعانق كف أمه بينما يعجل في خطواته الصغيرة مواكبا خطوات والدته..
ينتظرهما رجل ذو بدلة رسمية..و حقيبة عمل تأخذ مكانها في كفه الأيسر.. يناظر الساعة و يعد الثواني.. يرقب وقت حضورهما..

شاب في العشرينات بشعر مرفوع و ملابسه كانت أفضل دليل على أن معسكرات الجيش قد أسرته بعيدا عن معشوقته لسنوات.. يرمي حقائبه.. ليسمح لحبيبته بتوسط حضنه و دموع الشوق تتمرد لترطب وجنتيهما..

كلها تفاصيل تأملتها إيميليا إثر عبورها ذلك المطار المكتض..
تجاور تاي الذي يأبى ترك يدها..
يخشى أن تختفي وسط الزحام...
لتطارده الهواجس طوال النهار..

ابتعدا عن تلك الضوضاء التي يمقتانها..
و تلك الأيادي مازالت تتشابك كأن خيط القدر قد طوقهما معا ..

سيارة سوداء تنتظرهما خارجا...
ساعدها في وضع الحقائب في السيارة..

"إلى بيتي"
أمر السائق لتتحرك تلك العجلات تطوي الأرض طيا..
تتوجه نحو ذلك البيت الذي أرسى الحزن في غرفه ..

هالة الكآبة التي تكسو تلك الجدران..
المكان صامت كأنه في حداد على من يرقد بسلام بين أسواره..

نزل إثنتاهما بينما يتأملان المكان في نوع من الحسرة و الأسى..
دخلا بتلك الخطوات الثقيلة..

||~🖤💫مجرة ذكرياتنا 🖤💫~||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن