°انتحار على ورق°

34 3 0
                                    

دمعة تمردت على وجنته الباردة.. تمردت بهوس تدنس طهارة تلك الوجنة الباردة... الوجنة التي لم تعهد الحزن و التعاسة.. البؤس و الكآبة... طوال تلك السنوات المنصرمة كل ما يجيده هو المرور بنرجسية بين تلك القلوب الجافلة... تنهال عليه تلك الاعتذارات العاجزة بينما يحتقر الجميع في برود... إذن لما ترتعش أطرافه أمامي اليوم؟ لما يدفن كبرياءه تحت التراب و يدوس عليه بحنق... لما مسح تلك الملامح الباردة ليظهر تقاسيمه العاجزة.. ألوانه الحزينة.. و كل ما كرهه..
نبرة صوتي أردت كل آماله حطاما...

عانقت الأرنب الصغير واضعة جسده الهزيل في حقيبة ظهري متجاوزة ذلك الذي غرق في بحر شروده... ستغرق و تغرق و تقابل القاع لترخي عليه جذعك باستسلام.. يومها ستعرف معنى الاختناق.. برحابة صدر...

تعرقت جبهتي لوهلة و كتمت غصة كتمت أنفاسي.. ضغطت على قبضتي لأنني للحظة أردت انهاء معاناته و أخذه بين أحضاني.. و اللعنة على قلبي المنافق... يتبع شبح حبه ليلا و يتباهى بالقوة و النسيان نهارا...

لم أبتعد أكثر من خطوتين.. متصنمة من ذلك الذي زمجر باسمي بحقد يغرس أظافره بكتفي يجعلني أقابل وجهه المنهار في بصمت...
"فعلت كل شيء و مازلت غير كاف؟ هل تريدين من النجوم أن تصطف برتابة لتخبرك عن مدى حبي؟.. ماذا تريدين؟ ذهب؟ ألماس؟... سأعطيك قلبي هبة و روحي قربانا.. سأحضر لك القمر ليجثو أمامك هنا فقط دعينا نجتمع مجددا...
دعي هذه النظرات تلتحم بحب.. للمرة الأخيرة و إلى الأبد.."

نبرته المهتزة تجعلني أنسى التواريخ و الأماكن.. كل ما أعرفه أنه واقف أمامي.. يعزف على أوتار قلبي لحنا متقلبا منفصما.. مسرورا منشرحا..
كأن المد و الجزر توقفا ليشهدا هذه اللحظة...
اضطربت أنفاسي إثر اقترابه المبالغ به..
أهو الخيار الأنسب؟ أهي نهاية سعيدة؟..

لكمة أردته أرضا.. اتسخ سواد قميصه بحبات التراب.. يتلمس شفاهه النازفة تحت نظرات ذلك الواقف بجمود... هالة غريبة تحيطه بينما تجد يديه مكانها في جيوب بنطاله..
من غيره.. تاي.. تاي الذي لم أرى في عينيه كل هذا الحقد و البرود...

استقام جنغكوك يضحك بهستيريا.. شخر بسخرية من الواقف بهدوء تام :
"أتريد الحصول عليها تاي؟ هااا؟ هل تغار لأنك مجرد نكرة في حياتها لا مكان لك بين طيات قلبها؟"

و كأن كلماته غير مسموعة و حركته مشلولة.. لا شيء غير تحريك رأسه لابعاد تلك الخصل المتناثرة على لوزيتيه...

ذلك الغضب الذي تبرز له عروق جنغكوك.. الفك الحاد الذي بات أكثر وضوحا بعد أن ضغط على أسنانه بحنق... تقدم ليلكم تاي لكن الآخر يكتفي بالتنحي عن مسار الضربة.. يتفاداه ببرود ... ينظر له باشمئزاز يهمس لنفسه بالكثير و لا يقدم على البوح بحرف واحد..

||~🖤💫مجرة ذكرياتنا 🖤💫~||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن