طريق مألوف

113 4 1
                                    

~كندا

¶°××××××××××××××××××××××××׶°
الثلج يغط الشوارع و الحيوانات انزوت في جحورها باحثة عن الدفء في أركان بلد بارد.. تتساقط ندفات الثلج برقة على الأديم.. بينما تستيقظ إيميليا بكسل متأملة تلك الفوضى العارمة متذمرة من الصناديق التي تعج أركان غرفتها طوال الأيام الثلاث الماضية.. هي دائمة الانشغال بعملها لدرجة تناسيها ترتيب غرفتها بعد أن انتقلت إلى هذا الحي من أسبوع.. ربطت شعرها و شرعت ترتب الثياب في الخزانة.. و أخيرا وصلت إلى جزءها المفضل.. ترتيب مكتبتها.. وضعت ذلك الصندوق الضخم أمامها لتبدأ بترصيف كتبها بحب على الرفوف فكل كتاب هو ذكرى ثمينة بالنسبة لها.. ظنت أنها أتمت ترتيبهم بيد أن أناملها لامست مجلدا قديما سقط من أحد الصناديق.. بدى مألوفا بطريقة غير اعتيادية.. هي لا تنسى أي عنوان أو غلاف كتاب قرأته.. هي تحفظ جمله عن ظهر قلب فلما لا تتذكر الكثير عن هذا المجلد..بدى كشيء تمنت حقا نسيانه لكن ما هو؟ لما يبدو كطريق رابط بين حاضرها السعيد و ماضيها الذي استعدت أن تصلي الدهر كله لنسيانه.. فتحته بتردد و هي تقرأ خطا استطاعت تمييزه عن غيره.. انها ايميليا الضعيفة.. نعم إنها نفسها.. روحها التي لم تستطع الابتسام في الماضي القاسي فبنت اليوم من حطامها نجاحا صعب التناسي.. أغمضت عينها بتعب سامحة لتلك الدموع بأخذ طريقها على وجنتيها.. إنها تلك الكوابيس المظلمة.. تلك الوسوسات التي ما انفكت تخترق مواسم راحتها.. تلك الضحكات الساخرة.. النظرات المشمئزة.. الصرخة المكتومة و الوداع الأخير.. دموعها تأبى التوقف.. إلا أنها مسحتها بخشونة قلبت تلك الصفحات بنظرات غير مفهومة.. لقد أظهرت الخوف و الشجاعة و الرفض و القناعة في آن واحدة.. هي قادرة على قراءة الألم بين سطور كتبتها يد مرتعشة.. هي قادرة على رؤية صورة تلك المتروكة و هي تتضرع الرب ليلا نهارا لغد أفضل فقد كرهت ضعفها أيما كره .. سمحت لنفسها بالغوص أعمق في بحر ذكرياتها.. نعم إنها يومياتها.. يوميات مراهقة تذوقت جرعات كثيرة من اليأس.. ملاك مقطوع الأجنحة اعتاد الألم فبات يتقبله بصمت بل برحابة صدر... فتاة اعتادت أن تحترق كل يوم بين الندم على السنوات المنصرمة و الخوف من أيام قادمة.. فتاة اسمها.. ايميليا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
||~🖤💫مجرة ذكرياتنا 🖤💫~||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن